زار وفد من المملكة العربية السعودية الشقيقة، صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي برئاسة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي ورئيس مجلس إدارة الصندوق للاطلاع على تجربة الصندوق في خفض الطلب على المخدرات وتنفيذ البرامج الوقائية والاستفادة منها.
حرص وفد مؤسسة الأميرة العنود بنت عبد العزيز آل سعود السعودية على التعرف على تجربة الصندوق ويرأس مجلس أمناء المؤسسة الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود، وأسست المؤسسة بموجب أمر ملكي.
ضم الوفد يزيد محمد المطيرى مدير مركز سكينة التابع لمؤسسة الأميرة العنود ، والدكتور عبد الرحمن القحطانى مستشار مركز سكينة وعبد الرحمن سلمان العبيلى مستشار مركز سكينة ،وكان في استقبالهم الدكتور عمرو عثمان مساعد وزيرة التضامن الاجتماعي ومدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي .
أكد د. عمرو عثمان، حرص الوزيرة على تعزيز التعاون بين البلدين وتقديم أوجه الدعم للمملكة العربية السعودية الشقيقة خاصة فيما يتعلق بقضية خفض الطلب على المخدرات .
استعرض د. عمرو عثمان خلال الزيارة أبرز محاور عمل الصندوق الممثلة في السياسات والتشريعات وفى برامج الوقاية كذلك الكشف المبكر عن تعاطي المخدرات، اضافة الى دعم وإتاحة خدمات العلاج وإعادة التأهيل والدمج المجتمعي.
أضاف أنه تم دمج قضية المخدرات في المناهج الدراسية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ، كذلك اتاحة الخدمات العلاجية لمرضى الإدمان مجانا وفى سرية تامة ووفقا للمعايير الدولية من خلال مراكز العزيمة التابعة لصندوق مكافحة الإدمان أو الشريكة مع الخط الساخن “16023”، والبالغ عددها 28 مركزا متخصصا في 17 محافظة حتى الآن، بجانب الإعداد لافتتاح 6 مراكز علاجية جديدة خلال العام الجارى.
كما استعرض تقرير يرصد مقارنة لبيانات المسح القومي الشامل للتعاطي والإدمان التي تم إجراؤها خلال العامين 2015، و2020،حيث سجلت مؤشرات المسح انخفاضاً في نسب التعاطي والإدمان خلال عام 2020 مقارنة بالبيانات والمؤشرات التي تم رصدها في عام 2015.
كما ينفذ صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي العديد من البرامج التوعوية والوقائية عن أضرار المخدرات بالتعاون مع العديد من الجهات، وهو ما ساهم في اكساب المعارف لعدد من الفئات المستهدفة للوقاية من هذا الخطر، وكذلك طرق وآليات الاكتشاف المبكر للتعاطي لسرعة التعامل معه، بجانب تنفيذ برنامج الوقاية من المخدرات باستخدام الوسائل التعليمية الحديثة بالمدارس بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم داخل 9438 مدرسة على مدار عام.
كما تم تنفيذ برامج تنمية المهارات الحياتية بين النشء والشباب، من خلال إطلاق برامج توعوية داخل 35 جامعة حكومية ومعهد متوسط وعالي و860 مركز شباب، بالإضافة إلى إعداد 17 معسكرًا لتأهيل المتطوعين للمشاركة في تنفيذ برامج التوعية، حيث لدى صندوق مكافحة الإدمان ما يقرب من 33 ألف متطوع على مستوى محافظات الجمهورية تم تدريبهم على تنفيذ برامج الوقاية من الإدمان.
كما يتم تنفيذ برامج توعوية في المناطق المطورة ” بديلة العشوائيات ” و740 قرية ضمن القرى المستهدفة من المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” لرفع الوعي بآليات الاكتشاف المبكر للتعاطي ،وكيفية التعامل مع الحالات المرضية من مرضى الإدمان ، كما يتم الكشف عن تعاطى المخدرات للعاملين في الجهاز الإداري للدولة وانخفضت نسبه الحالات الإيجابية إلى أقل من 1% مقارنةً بـ 8% عام 2019، في السياق ذاته، انخفضت نسبة الحالات الإيجابية لسائقي الحافلات المدرسية الى 0.4% مقارنة بـ 12% عام 2017 وذلك بالتوازي مع استمرار تنفيذ برامج توعوية لفئات العمال والحرفيين والسائقين لرفع وعيهم بخطورة التعاطي .
أشار الدكتور عمرو عثمان الى تنفيذ مبادرة “قرية بلا إدمان” في القرى المستهدفة من المبادرة الرئاسية ” حياة كريمة ” ، حيث تم تنفيذ العديد من الأنشطة المختلفة في 740 قرية داخل 18 محافظة حتى الآن، وتستهدف تلك الأنشطة توعية الأسر بآليات الاكتشاف المبكر للتعاطي وكيفية التواصل مع صندوق مكافحة الإدمان للحصول على الخدمات العلاجية مجانًا وفى سرية تامة لأي مريض إدمان، هذا إلى جانب إطلاق دوري رياضي لأبناء هذه القرى تحت شعار “أنت أقوى من المخدرات”.
استكمالا لاستعراض نشاط عمل الصندوق فى البرامج الوقائية، فقد تم إنتاج وتنفيذ سلسلة من الحملات الوقائية تحت شعار “أنت أقوى من المخدرات” بمشاركة الكابتن محمد صلاح تطوعا، ووصل متوسط المشاهدات سنويًا لكل حملة نحو 25 مليون مشاهدة على وسائل التواصل الاجتماعي، وساهمت تلك الحملات في زيادة الاتصالات الواردة للخط الساخن للصندوق “16023” لتلقي الخدمات العلاجية بنسبة 400%، كما تم ترجمة الحملة لخمس لغات، وتم تكريمها في ثلاثة محافل لمكتب الأمم المتحدة المعني بالجريمة والمخدرات، وحصلت كذلك على جائزة الإبداع بمسابقة دبي لينكس العالمية.
من جانبه ، أشاد وفد مؤسسة الأميرة العنود بنت عبد العزيز آل سعود ، بتجربة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي في تنفيذ البرامج الوقائية لحماية الشباب من الوقوع في براثن الإدمان حيث تعتمد على الأساليب العلمية في تنفيذ الأنشطة التوعوية في المدارس أو الجامعات وكذلك في إطلاق الحملات الإعلامية بمشاركة الشخصيات المؤثرة والملهمة للشباب وأعرب الوفد عن تطلعه في الاستفادة من تجربة الصندوق ،لافتا الى أنها من التجارب الرائدة على مستوى الوطن العربي، موجها الشكر للقائمين على الصندوق لتقديم كافة الدعم الفني لنقل تجربة الصندوق الى المملكة العربية السعودية الشقيقة.
كما زار الوفد برفقة الدكتور عمرو عثمان أحد المراكز العلاجية التابعة لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي حيث توفر مراكز العزيمة التابعة للصندوق كافة الخدمات العلاجية لمرضى الإدمان مجانا وفى سرية تامة ووفقا للمعايير الدولية حيث يضم المركز مساحات خضراء وقاعات تأهيل ودعم نفسي وصالة للألعاب الرياضية وغيرها من المكونات التي تُضاهى أفضل مراكز علاج الإدمان في العالم، كما أن جميع أعمال المركز تمت بسواعد المتعافين من الإدمان داخل ورش التدريب التابعة لصندوق مكافحة الإدمان.