المطرية ذلك الحى العريق فى مدينة القاهرة الذى يمتد عمره لاكثر من خمسة الاف سنة واحتضن عبر تاريخه الطويل كل الحضارات التى مرت على مصر بداية من الحضارة المصرية القديمة حيث انشئت فيه مدينة اون (عين شمس او هوليوبليس باليونانية القديمة ) والتى احتوت على العديد من المعابد والجامعات التى كانت تدرس فيها كل انواع العلوم والفنون واكتشفت فيها العديد من المسلات التى تملأ العالم الان ولا تزال تخرج من بطونها اسرار الحضارة المصرية القديمة فى اكتشافات مستمرة وثم التاريخ الاول للمسيحية بتشريف سيدنا عيسى ابن مريم لها هو امه وخطيبها يوسف النجار فى رحلة الهروب بالطفل المسيح من بطش الرومان فى ارض فلسطين المحتلة بما يعرف برحلة العائلة المقدسة ووجود الشجرة التى استظلت تحتها العائلة المقدسة والبئر الذى شربت منه والكنيسة القديمة الموجودة بها باسم القديسة مريم ثم بترحيب اهلها بالفتح العربى لمصر وتواجد الجيش الاسلامى الفاتح على ارضها باستراحته قبل ان يكمل الفتح الى حصن بابليون ( فى منطقة مصر القديمة الان ) واقامة واحد من آل البيت فيها وهو إبراهيم الجواد بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط بن الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنهم والذى حمل رأسه الى مصر ودفنت فى المطرية
واخيرا جامع المجاهد الكبير الذى حارب الصليبيين احمد المطراوى فى عهد الدولة الايوبية وبداية عهد المماليك فى مصر بضريحه المشهور وايضا قصور واستراحات امراء الدولة العلوية التى لايزال بعضها شاهد على ثراء حى المطرية القاهرى وتميزه وهو احد اهم المزارات السياحية فى مصر والتى احاطتها العشوائيات.
وفى عصرنا الحالى تعود المطرية بقوة لتتبوأ مكانتها القديمة المتميزة فى العالم وفى تاريخ مصر الحديث بأكبر مائدة افطار جماعى فى الشهر الفضيل تم تسجيلها فى موسوعة جنيس للأرقام القياسية ويحرص المسؤولون والسفراء والفنانون وبعض المشاهير على التواجد فيها كل عام منذ ان بدأت فى عام 2013.
وعزبة حمادة احد المناطق الشعبية المكتظة بالسكان فى المطرية هى السبب فى هذه الشهرة الواسعة لموائد الرحمن فى العالم حيث يحرص اهالى العزبة على تجهيز هذه المائدة كل عام،
وقد قامت (المساء) بزيارة العزبة للوقوف على اخر الاستعدادات لتحطيم الرقم القياسى العالمى لاكبر مائدة افطار فى العالم حيث كان الرقم السابق للمائدة وهى خمسة الاف وجبة .
ووسط شوارع ضيقة وحارات أزقة طيبة يمر عليها سكان المطرية مرور الكرام يجدها صاخبة احيانا وهادئة احيانا كحال شوارعنا فى المناطق الشعبية كلها منازل لا تتجاوز الست او سبع ادوار يطل شارعها الرئيسى على موقف ميكروباصات المطرية ومستشفى المطرية التعليمى اذا فجاة تتحول الى خليه نحل غاية من الازدحام المبهج والفرحة الغامرة والاغانى وروائح الاكل والشباب الرسامين الذين يتسورون الجدران لرسم لوحات مبهجة ومعبرة عن المناسبة، وشباب اخرون يعلقون الزينة، والآباء والآمهات يجلسون وسطهم فى آمان تام، والاطفال يحملون صوانى أو كراسى أو زينة و علب الرسم والالوان وطاولات مرصوصة وكراسى مصفوفة على جانبى الشارع والشوارع المتفرعة منه وسط جو مليء بالبهجة والسعادة الغامرة والزحام المبهج
تجول محرر المساء قبل ساعات من الافطار الجماعى الأشهر على الكرة الارضية لينقل استعدادات الاهالى لهذا الحفل البهيج .
* سامح حسن (احد الشباب المشرف على اقامة هذا الحدث السنوى): الفكرة كانت لشباب العزبة فى عام 2013 حيث تجمع مجموعة من الشباب فى الشارع الرئيسى للعزبة وهو شارع ابو طالب واحضروا إفطارهم وفى الخامس عشر من رمضان عام 2013 وصوروا انفسهم ونشروا الحدث على وسائل التواصل الاجتماعى عبر منصاتهم فكان ردة فعل أصدقائهم وجيرانهم هى سبب اقامة هذا الاحتفال السنوى الكبير ، حيث طلبوا من الشباب ان ينظموا مائدة رحمن جماعية لاهالى العزبة وهكذا .
تابع: انا مشرف على المكان وتجهيزه فى الشارع حيث تم تقسيم الشباب المتطوع الى مجموعات كل مجموعة لها مشرف لتنظيم الشارع و بدء الاستعدادات والتى تكون عبارة عن كنس وتنظيف الشارع وتجهيز الطاولات والكراسى وتوزيع الانوار والزينة على المكان، وشباب اخرين يقومون بعمل رسوم على الحوائط وتعليق الزينة وهكذا، وستكون المائده هذا العام على امتداد 8 شوارع وكما ترى الكل سعيد وفرحان امهاتنا وابائنا وزوجاتنا واطفالنا الكل فى الشارع حتى الساعات الاخيرة قبيل الافطار، والاستعداد الفعلى منذ ثلاث ايام، والاستعداد العملىوالعملى من نهاية منتصف رمضان الماضى والجميع يأتى للمشاركة من داخل المطرية ومن خارجها حتى الذى تركنا ونقل الى اماكن اخرى يحرصون على الحضور والمشاركة الفعالة ماديا او معنويا وتنظيميا والكل له عمل هنا وحتى إن اصدقاءنا وجيراننا فى الدول العربية شاركوا، وحى المطرية وقسم شرطة المطرية متعاونون معنا الى اقصى مدى ومتوقع حضورهم اليوم ايضا وأعددنا 8 آلاف وجبه والفين احتياطى تحسبا لاى زيادة بعد ان اشتهرت المائدة بفضل الله وكل اهالى مصر مدعون لها جميعا وكل هذا بمشاركة مادية ورعاية شباب المنطقة حيث نبدأ جمعية شهرية نلمها من الشباب لتجهيز المائدة ولا يقبضها احد .
* احمد رجائى (صيدلى) ومن شباب العزبة المشاركين باستمرار فى إعداد المائدة كل عام وهو المختص بما يخص الاعلام والنشر عن المائدة وتنظيم الاعلاميين وتسهيل عملهم لتخرج صورة اهالى المطرية ومصر عموما على احسن ما يكون بعد ان ظلت لسنوات مشوهة حيث ينقل الحدث اعلام العالم اجمع ويحضره سفراء ودبلومسيين ومسؤليين ومشاهير .
قال: وعن أبرز العوائق التى واجهوها فى السابق والتى يتمنون تلافيها فى هذا العام ان المطرية منطقة شعبية والناس يتزاحمون على الكاميرات والاعلاميين والمسؤلين ونحاول ان ننظم هذا على قدر الامكان فالجميع متكاتف لاظهار الوجه الحقيقى لاهل مصر، فجميع سكان العزبة أهل وأقارب وجيران من قديم الازل، ونحن لا نوجه الدعوات لاحد بعينه ولكن الجميع مدعو لحضور المائدة نرحب بالجميع مشهور او غير مشهور .
واصل: نحاول بقدر المستطاع ان ننظم هذا الحدث لاستيعاب الصائمين على الرغم من ضيق الشوارع و اهالينا مشاركة بقوة وبسعادة غامرة فى هذا الحدث .
* احمد محمد ( موظف ): لقد بدأت المشاركة منذ اول مائدة رحمن هنا وقد كان الامر مجرد تجمع لشباب العزبة لم نكن نتوقع ان يتضخم وينمو بهذا الشكل الجميل الذى جذب انظار العالم له واصبحنا من العلامات المميزة للشهر الفضيل فالكل اصبح يعرف موعدنا وهو نصف شهر رمضان المبارك وجميع الاهالى فى قمة السعادة ومساهمون بكل ما يملكون فى هذا الافطار الرائع ونتوقع ان يكون العدد هذا العام اكبر من الاعوام السابقة ويشارك فيه مسؤولون، منهم وزير الشباب والرياضة ووزيرة التضامن وبعض المسؤلين ونحن قد قسمنا انفسنا مجموعات قسم منا للمطبخ الحلو والمطبخ العادى وتنظيم وفرش الطاولات والكراسى والزينة والاستقبال وندعو اهل مصر جميعا للحضور .
* الشيف احمد اكرم: نقوم بتجهيز عشرة الاف وجبه مكونه من شوربة ورز بسمتى أربعين شوال، وطن و100 كيلو شيش طاووك، نجهز الشوايات لهم لنشويهم اليوم وتم تتبيلهم من امس ليكون جاهزين .
تابع: نبدأ تجهيز المائدة الجديدة فور انتهاء المائدة السابقة فى العام الماضى ونبدأ باستطلاع رأى الشباب والاهالى حول الاخطاء والسلبيات التى يجب تلافيها العام القادم فمثلا العام الماضى قمنا بتجهيز اربعة الاف وجبه فؤجئنا بان الحضور 6 آلاف شخص وهذا العام اعددنا عشرة الاف وجبة وكل هذه الوجبات والتكاليف عبارة عن تبرعات ذاتية من الشباب والاهالى وجمعية كبيرة نقوم بعملها ولا يقبضها احد لتجهيز المائدة القادمة واتمنى ان نحافظ على وحدتنا وعلى طبيعتنا هذه، وطبعا تأثرنا بارتفاع الاسعار هذا العام ولكننا تكاتفنا لانجاح هذا الحدث العالمى .
* محمد امام (موظف): لا اصدق ان عشر سنوات مرت على هذه المائدة وحولتها الى اكبر تجمع افطار فى العالم بأيدينا نحن شباب المطرية الذين كان هدفنا هو التجمع والشعور بروح الشهر الفضيل فقط فلقد كان الامر مجرد عشرات من الاقارب والجيران من الشباب اختاروا وان يتجمعوا يوم 15 رمضان فى الشارع ويتشاركوا الافطار ويدعون كل عابر سبيل للافطار معهم وكل واحد أحضر الاكل من بيته ليتحول الامر الى اطعام ما لايقل عن خمسة الاف شخص مجتمعين على مائدة واحدة ويكررون هذا الامر كل عام بل ويدخلون موسوعة جنيس للارقام القياسية هذا حلم لنا يجعلنا فخورين بأهلنا ومنطقتنا والشباب يقومون باعلى تنظيم ممكن بكل الامكانيات المتاحة، لا احد يبخل او يقصر ونستعد لاستقبال ضيوفنا وتنظيم الاستقبال وتسهيل الوصول الينا فلقد قسمنا الشباب ليكون كل شارع له المسؤولين عنه وهكذا ومتابعين ووضعنا خطط لكل هذا وتلافينا فيه الاخطاء السابقة
تابع: بدأ صباح اليوم العمل الفعلى والعمل بفرش الطاولات والكراسى ونضع عليها المفارش والساعة 12 ظهرا قمنا بفرش المخللات والمشروبات والمكونات الجافة وبعد العصر تبدأ مرحلة تسخين الوجبات والشوى ونغلفها ونضعها على الطاولات لتكون ساخنه والشوارع الرئيسية المشاركه هى صلاح سالم و النوبى و بدر الدين وشارع ابو طالب الرئيسى والشوارع الفرعية ايضا فهذه الشوارع تم نصب معدات الطبخ فيها وبعد العصر سيتم رفع هذه المعدات وفرشها لاستقبال ضيوف الرحمن .
* ام احمد عنتر (ربة منزل): انا فى قمة السعادة للمشاركة فى هذا التجمع الجميل الذى ننتظره كل عام وتنشارك فى اعداد الحلويات الزلابية والقطائف والحلويات الرمضانية وتجهيز أكل فى المنازل ايضا ونعمل بكل سعادة واشارك جيرانى واقاربى هذه الفرحة التى جمعتنا سويا ويكفى ان تجد الكل متكاتف لانجاح هذا اليوم .
* هناء نور (ربة منزل من اهالى عزبة حمادة): اشارك فى اعداد المائدة منذ بدايتها واشعر بمسؤلية كبيرة لانجاز هذا العمل الذى بدأنا فيه ورفع روح التعاون والتكاتف بين اهالى العزبة فالجميع لا يبخل باى مال او مجهود او مساعدة، حتى المسافرين منا، فالجميع مشارك بفرحة وسعادة ونتغلب على احزاننا ونتقرب الى الله بهذا العمل والمنطقة تغمرها السعادة .
* الشيف حلوانى وطباخ مصطفى كمال: انا من مواليد عزبة حمادة المطرية المسئول عن اعداد اطباق الحلوى منذ عشر سنوات على التوالى ولم ننقطع الا اثناء أزمة كورونا .
ودائما اشارك فى هذا الحدث الذى اصبح عالمى ينقله العالم اجمع واسكن فى نفس المكان الذى اعمل تحته الكنافة الان وحتى الان قمنا باعداد الزلابية والقطايف والكنافة ونستخدم ادوات لتصينعها من الاهالى وكلها طازجة ولا نشتريها نقوم بعملها هنا من اول الدقيق والماء والعجن .
واصل: استعد اليوم لعمل 100 كيلو زلابية و 30 كيلو كنافة و 30 كيلو قطايف نشترك بهم مع اهالى وجيرانى لاشرف منطقتى ويكفينا فرحة الناس وسعادتهم بهذا اليوم
* سندس صبرى (الطالبه بالصف الخامس الابتدائى): اشارك ابى وعماتى فى حشو القطائف ورصها ونجهز الزلابية وقد تركت مذاكرتى لكى اشارك فى تجهيز الافطار وانا فى غاية السعادة وكل الاطفال هنا كذلك كلنا مشاركون ولا احد فى بيته الان كلنا فى الشارع للمشاركة فى اعداد المائدة .
* ام ايمن ( ربة منزل ): لقد أوجد الشباب بهذه الفكرة حالة من البهجة والسعادة وروح التعاون بين اهالى عزبة حمادة وتعدت الشباب الى الكبار من آباء وآمهات وجدات ايضا كلنا متعاونين وكل البيوت تفوح منها روائح المحشى بكل اصنافه، والجميع يشارك بطبق من اى صنف والكل فرحان جدا وجميعنا متواجدون فى الشارع كما ترى .
* ام ممدوح (ربة منزل من السويس): ابنتى متزوجة هنا من احد شباب هذه العزبة الطبية ودائما ما تدعونى لكى احضر من السويس لهذا الافطار الرمضانى ولكن لم يكن متيسر لى هذا الا هذا العام وحضرت وحاولت ان اشارك معهم فى تجهيزاتهم والجميع فرحان وحالة من البهجة والسعادة الغامرة تملأ المكان وتجد الكل فى الشارع اطفال وشباب وكبار الكل سعيد والكل يعمل ليشرف مصر والمطرية .
* الحاجة ليلى ام هيثم (من ابناء عزبة حمادة): تربيت وتزوجت هنا ونحن اصبحنا ننتظر هذه المائدة من السنة للسنه ونبدأ فى تجهيزها بعد نهاية يوم المائدة الماضية فهذا شهر الخير واليمن والبركات والفرحة ويكفى اننا نأخذ ثوب افطار صائم ونشارك فى اطعام الناس ونشرف بلدنا فدائما ما اكون فخورة عندما اتابع اخبار المائدة فى وسائل التواصل الاجتماعى و القنوات الفضائية .