»»
معين إبداعات أدباء المحروسة لا ينضب أبدا ،وتواصل منصة “المساء أون لاين” نشر إبداعات أدباء وكتاب ومواهب أبناء أرض الكنانة وفي هذه السطور ننشر رؤية نقدية للأديب عصام عبدالحميد حول رواية (الأستاذ) للكاتبة الأديبة المبدعة وداد معروف.
🍂
حول رواية “الأستاذ”
بقلم: ✍️ الأديب عصام عبدالحميد
◾خلف سيرة ذاتية لبطلة النص (ورد عزام) أمسكت وداد معروف بقماشة من الكانفاه عليها صورة قديمة باهتة من أثر الزمن لمصر في سبعينيات القرن الماضي وأخذت تحولها للوحة زاهية بخيوط حريرية بأدوات متمكنة في نسج المنمنمات لتحيلها لصورة حية في وجدان القارئ ليشهد التحولات التي أصابت مصر في ذلك العقد بداية من أثار الهزيمة مرورا بلحظة نصر أكتوبر المضيئة والتضحيات الغالية التي بذلها الجميع ثم عصر التحولات المجتمعية في الانفتاح الاقتصادي وبداية تراجع القيم التي عاش عليها المجتمع متمسكا بها حتى بدأ عقدها في الانفراط بتغليب المصالح الفردية على مصلحة المجتمع وقيمه ووصولا إلى سارقي النصر والوطن كله.
◾فردت وداد معروف قماشتها وأخذتنا بقلم قدير في تصوير تلك الحقبة مغرقة بتفاصيل شيقة للبيوت والشوارع والإنسان حتى الطعام والشراب والأزياء وقصص الحب البريئة التى تنبت على حواف المجتمع لتنبت بعد ذلك أشجارا تحميه، أجادت كذلك في تصوير مشاهد الحزن حتى البكاء ومشاهد الفرح حد الابتسام وباقي تفاصيل الدراما اليومية لمجتمع ريفي والذي مثل بحد ذاته نموذجا مصغرا لمصر من خلال شخصية الأستاذ عبد الحميد والتي تمثل دلالات كثيرة فالمعلم في الحقيقة من يقود قاطرة المستقبل من خلال تلاميذ يعدهم لاستقبال الحياة لمجتمع أكثر تطورا ونضجا، ولكنها يصطدم بالتحولات الكبرى للوطن.
◾أجادت وداد معروف سردا وحوارا ورسم ملامح الشخصيات كلها وتطوراتها النفسية على مدار الحقبة الزمنية التي عملت عليها فجاءت روايتها الأولى بعد ست مجموعات قصصية لتنبئ عن روائية واعدة تضيف للمكتبة العربية إبداعا جديدا وجميلا.
شكرا للمبدعة وداد معروف وإلى مزيد من التألق والابداع.
🍂