بقلم : د. ناهد الطحان
يعد الأديب والصحفي الإسكندراني محمد جبريل عاشقا بامتياز لمسقط رأسه وبوابته إلى الجنة .. الإسكندرية، وهو أمر من السهل اكتشافه عبر سلسلة لا تنتهي من الدلالات والتفاصيل الواقعية والرمزية السخية، التي تسم عالم الأديب الكبير بالإنغماس في المثالية، وقد جاءت روايته الأخيرة سفينة الجزيري لتدلو بدلوها في رسم المزيد من معالم هذا العالم الصوفي الروحاني الرحب لنقترب أكثر وأكثر حد الملامسة من رهافة وشفافية هذه الأجواء، بعيدا عن ديستوبيا الواقع وسطحيته وماديته المفرطة، ربما كنوع من الصحوة والإفاقة من سطوة هذه المادية وشرورها وتأثيرها الجاثم على نفوسنا، ليرتبط عالم محمد جبريل وإلى الأبد بالإسكندرية بوابته للجنة ولعالم يوتوبي جميل للنهاية .
فما بين سفينة نوح والطوفان وبين المدينة الفاضلة لأفلاطون ورحلة أبي العلاء المعري في رسالة الغفران ودانتي في الكوميديا الإلهية ، يطالعنا ابداع الكاتب الكبير محمد جبريل في روايتيه نجم وحيد في الأفق وسفينة الجزيري، والتي أجد أنهما بصبغتيهما الصوفية والرومانتيكية المتناهية تضعنا على طريق الترحال إلى عوالم أكثر تطهرا من عالمنا الذي دنسته الهموم والأوجاع وكافة مظاهرهما في حياتنا .
ففي عام 2001 كتب الأديب محمد جبريل روايته نجم وحيد في الأفق لتشكل رحلة لعالم أكثر رحابة وانطلاقا رغم معاناة الرحلة، هذه الرحلة التي يعزم البطل – الذي لم يذكر اسمه دلالة على التعميم وكأنه أنا أو أنت أو الآخر – على القيام بها بحثا عن نجمه أو شمسه التي تمثل بالنسبة له ولكل منا ذلك النجم أو السعد الذي يحمينا ويعلن عن قوتنا وزهوة نشاطنا الإنساني .
وعلى حين يرى دانتي في ( الكوميديا الإلهية ) أن المطهر جزيرة صغيرة وسطها غابة تنبض بالحياة وترمز إلى فردوس الإيمان على الأرض، راغبا في رحلة ارتقاء روحي نحو الكمال يقوده فيها ڤرجيل أولاً، ومن ثم بياتريتشه حبيبته إلى العالم الآخر بهدف التقرب إلى الخير الأعلى والسكينة الدائمة، فإن بطلنا هنا يعتزم القيام برحلة من نوع آخر، رحلة إلى نجمه الذي يقبع فوق الجزيرة الصغيرة المهجورة في ذلك البحير الشاسع و الذي ولد في كنفه وتحت حمايته، ويمثل بتألقه تألقا لوجوده في الحياة كما يمثل بأفوله موتا حتميا له، وهو نجم في عرض البحر وفوق جزيرة بعينها أخبره شيخه عنها مما يتشابه مع جنة دانتي .
ويعد الملل هنا نقطة تحول تدفعه لأن ينصرف عن كل شيء في حياته ويكتئب اكتئابا مطبقا على نفسه لفترة طويلة، فلا يجد له راحة في الدنيا وعلى أرضها المطروقة ، فيترك زوجته وأولاده ويهرع إلى البحث عن عالمه الخاص ذلك الفذي أرهص له به شيخه عندما حدثه عن نجمه، فاندفع إلى ذلك العالم الذي يرقى به من مادية الواقع من حوله إلى عوالم أقرب إلى نفسه وطبيعته رغم بعد المسافات وعناء السفر والجهاد في الوصول إليها فضلا عن جهله وعدم تجربته لهذا العالم السحري من قبل عالم البحر وأسراره، وكأنه جهاد للنفس عن كل ما تحب وتشتهي وتألف في واقعها الصغير بغية الوصول للإرتقاء النفسي والفردوس المرغوب، ليجد نفسه بالفعل في الجنة بعد سلسلة من الصراعات داخل البحر، وسلسلة أيضا من التفاصيل المتقنة التي استطاع محمد جبريل سردها وتحديد كنهها في فضاءاته وكأنه صياد ماهر عرك البحر وعرك شواطئه، بل واستمتع بكل شبر فيه، فيصف لنا الراوي العليم / المؤلف الأسماك بكل أنواعها والطحالب وكذلك الخيالات التي تأتيه لترشده للطريق في ظل وعورة مياة البحر وتقلباته وهباته ونواته.
لهذا فقد غادر البطل حياته الأولى وقسوة واقعه وحلاوته بين جنبات بحري بكل ما يحمل من مفردات سحرية لقاطنيه وزائريه، وكان شعوره بالملل والضيق بلا سبب يدركه، فيبحث عن ذاته لأول مرة في كل ما اعتاده من ممارسات فلا يجدها ، عبر رحلة داخلية عميقة يحاول فهم ما يحدث له من أرق أو من تساؤلات وجودية لازمته، فيسأل شيخه في محاولة منه أن يتلمس طريقه، وهنا يسمع لأول مرة أن عليه أن يتتبع نجمه .
(قال الشيخ: إذا عرف المرءُ نَجمه ووصل إليه حيث يكون
اتصل ماضي حياته بما هو قائم، بملامح الآتي.
وأحاطه بنظرة مشفقة: كلما حاولْت أن ترى النجم قَبل أن يتقدم بك العمر كان
ذلك أفضل.
أردف دون أن يفقد ابتسامته: النجوم يَقل لَمعانُها بتقدم العمر
همس بالسؤال: وبعد الموت؟
– عندما يموت ابن آدم يذوي النجم حالا ويموت.
وهز سبَّابته في وجهه: إذا أردت رؤية نجمك، فاذهب الآن!)
إن بداخل البطل صراع نفسي هائل بين واقعه الإجتماعي وواقعه النفسي ، بين من تركهم من أجل رحلته أمه وزوجته وأولاده وشيخه وكل معارفه ومكانه وزمانه في بحري ، وبين واقعه النفسي المتمثل في الملل والحنين الأكثر عصفا به، وهو أن يكتشف ذاته ويتعرف إلى كنهه ووجوده المفقود بعيدا عن الملل القاتل وفقده الشغف بالأشياء من حوله والشغف بواقعه لهذا فهو يبحث عن حلمه وأسطورته الخاصة كبطل باولو كويللو في روايته السيميائي .
لكنه يختلف كلية عنه في هدفه من الرحلة فهو لا يبحث عن الثروة أو المال والثراء كما اعتقد بطل كويللو حتى اكتشف ذلك في نهاية الرواية، ولكنه يبحث عن الإطمئنان الذاتي والراحة النفسية والحلم في عالم روحاني شفاف وجميل وبهي بعيدا عن موبقات الواقع التي أثارت اشمئزازه وتبرمه أي يبحث عن جنته بعيدا عن جحيم الواقع .
وهو ما يذكرنا بالبحث الوجودي للأنبياء في طوره الأول عن كنه الوجود والخالق بعيدا عن الواقع المشتبك مع حواسه، فينزع إلى اعتكاف مقدس يهرع إليه من هول واقعه وغلظة ما يشعر من ملل وضيق مما حوله، رغبة في الوصول إلى الإرتقاء بالذات والجسد وتجليات الغيب له،
(قال له الشيخ نجاتي: كنت تعلم أن رحلتك قد تكون بلا عودة.
وهو يتجنَّب عينيه: وهل كنت أملك أن أرفض؟!
وضغط على شفته السفلى: أن أفعل شيئًا خير من الملل.
وهمس بصوت حزين: الملل قاتل!)
من هنا تبدو النجاة بالذات من حيث البحث عنها والاحتماء بمكامن القوة فيها وكأنه نسك لابد من القيام به بالارتحال إلى عالم فوقي وغيبي عالم الدهشة المليء بعجائب المسرات والمعجزات التي تمثل جائزة أبدية، والبطل هنا يبذل كل مجهود في سبيل الوصول إلى نجمه وعالمه المثالي فيتعلم فنون الإبحار والصيد، وهي رحلة تشبه رحلة الانبياء في البحث عن الله وعن عالم أفضل عالم الجمال والسلام والمثالية المطلقة في كل شيء.
أيضا في سفينة الجزيري والتي صدرت حديثا عام 2024 بما فيها من محاولة النجاة بالذات والآخرين، تذكرنا الرواية بنوح عندما أمره الله أن يصنع سفينة بمعونة المؤمنين الذين اتبعوا رسالته من أهل مدينته، فيتعاونون في بناء السفينة رغم سخرية الكفار حولهم، حتى يفور التنور ويحدث الطوفان ويهرعون إلى السفينة ولعالم جديد، فالجزيري هنا له نفس التركيبة النفسية لبطل نجم وحيد في الأفق ولكنه هنا يشعر أيضا بالتزامه التام تجاه نفسه والآخرين بالخروج من أسر هذا العالم المادي السفلي إلى عالم أكثر رحابة ومثالية عالم يوتوبي أفلاطوني، نتيجة رفضه لعالمه في بحري وزهده فيه، فيجمع أفضل العناصر البشرية في مجالها والتي تأمل بدورها – بعد أن يختبرها ويتأكد من نواياها – في عالم افضل بعيدا عن كل شرور العالم، أولئك اصحاب الضمائر القويمة وصانعي الخير فلا يأتون إلا بعالم جدير بهم، من أجل بداية جديدة للبشرية تحسبا لطوفان أكثر قساوة، طوفان يمحي كل قميء، لهذا كان لابد من وجهة نظر الجزيري أن ينشيء عالما جديدا ومثاليا، عالم فطر على العمل الجاد والرحمة والايمان بعيدا عن شرور الجن والإنس، وكأنه يبحث هنا من خلال الواقع عن حلمه بجنة حقيقية كجنة بطل نجم وحيد في الأفق عبر رحلة أخرى مصحوبا بآخرين لديهم نفس الهدف والوسيلة ، بشرط إجتيازهم لاختبارات واختيارات دقيقة تشي بجديتهم ونقائهم .
إن عالمي البطلين هنا يبدوان وكأنهما مكملان لبعضهما البعض فبعد أن كان البطل في نجم وحيد في الأفق يتلمس نجمه وحظه وعالمه المثالي من خلال نجمه الذي يحقق له السعادة الأبدية، نجح الجزيري في أن ينشيء سفينة من البشر الأكفاء خلقيا وعمليا وعلميا رغبة في تحقيق حلمه في جنة أرضية انطلاقا من واقع ديستوبي ثقيل لا يرى فيه أمل كما يراه في بحري من وجهة نظره، وبينما حلم البطل في نجم وحيد في الأفق كما صوره لنا محمد جبريل حلما بعالم فوقي لا ينتمي للأرض المحدودة عالم سحري شفاف لا يمكن أن تراه سوى في الأحلام فقط، فإن عالم الجزيري عالم واقعي يحتاج من يعمل من أجل أن يأكل، عالم أرضي بني على المثالية في محاولة لتحقيق حلم البشرية في عالم افضل وكأنه رسول للبشرية منوط به أن يحميها من الطوفان.
نجد أنفسنا هنا إزاء عالمين أمكن الوصول إليهما بطريقتين مختلفتين من خلال الحلم والسعي لتحقيقه عبر رفض الواقع/ الجحيم بكل مفرداته وآثامه كما حدث مع كلا البطلين، فبطل نجم وحيد في الأفق يسعى لتحقيق حلمه عبر الإبحار إلى نجمه وأسطورته الخاصة الذي ينتظره فوق الجزيرة ومن ثم الوصول للجنة، حيث مالا أذن سمعت ولا عين رأت، بينما يسعى الجزيري بطل رواية سفينة الجزيري إلى تحقيق حلمه بنفس الوسيلة ولكن عبر تحقيق عالم مثالي في كل شيء على جزيرته المنشودة، ولكن هذا العالم المثالي يبدو أسطوريا هو الآخر لأن الأرض خلقت للخير والشر معا ولا يمكن أن ينفصلا حيث الصراع داخل النفس الإنسانية وبين الناس حول الحلال والحرام والخطأ والصواب، مما يجعل تحقيق عالم مثالي في سفينة الجزيري حلما أسطوريا يصعب تحقيقه أو الوصول إليه على الأرض، لنصل رغم اختلاف الظروف والأسباب إلى نتيجة مختلفة تماما، فبينما يسعد بطل نجم وحيد في الأفق بنهاية سعيدة أسطورية حالمة، يعاني طاقم سفينة الجزيلي من الخوف للنهاية وينغمسون في الجدال والنحيب والشجار المستمر حتى أن الجزيري يضطر لفرض رأيه لأنه المسؤول عن الرحلة، ليشير إلى أن الأمر لم يختلف، فالشرور والمعارك والتعارض بين البشر المشوب بالخوف والرعب هو صراع لا ينتهي في كل مكان وزمان، مؤكدا على سرمدية الشقاء الإنساني في كل مكان على الأرض، رغم كل محاولات الخروج من أسر الواقع.
إن جزيرة الجزيري حلم لم يتحقق ربما لأنه ارتبط بواقع آخر تمنى الجزيري أن يصنعه وعالم مثالي حاول بقدراته الإنسانية المحدودة أن يحققه، بينما عالم بطل نجم وحيد في الأفق حلم فردي ينزع إلى الأسطورة في المقام الأول ويتوسل بها عبر أجواء غيبية ورحلة شاركه شيخه فيها بإرشاده إلى نجمه ربما حتى نهاية رحلته، وصولا إلى عالم غير أرضي وجنة لا يمكن أن تتحقق على الأرض لأنها من صنع الله فقط ولن توجد إلا بعد أن تطوى الأرض ويتم الحساب، بينما إرادة الجزيري لم تحقق عالما مثاليا ولن تستطيع رغم التحامها بإرادات أخرى تسعى إلى تحقيق نفس الهدف، لكنهم لم يتمكنوا من تجاوز أخطار الرحلة والوصول إلى جزيرتهم وتأسيس عالمهم الأفلاطوني ، مما يضع الجزيري في حيرة بين صعوبة أجواء البحر التي شكلت حائلا كبيرا في تحقيق حلم الجميع على السفينة وحلمه المثالي الذي ترك كل شيء من أجله، والذي تراءى له كعالم أجمل من واقعه الدنيوي العبثي ، وبين احباطه عندما اكتشف في نهاية الرواية أنه بالفعل ترك عالمه المثالي الذي كان يبحث عنه، عالم بحري الذي عشقه ولم يدرك قيمته وهو بداخله فيشعر بالندم .
(لا يتصور إخفاء الذاكرة لملامح الحياة في بحري: الشوارع القديمة، الضيقة، المتقاطعة، المتشابكة، الأرض الترابية، البيوت المتلاصقة، تختلط الملامح والأزمنة. التماعات وامضة، تختفى فى اللحظة التالية: ضوء الفنار فى سماء صافية، تراقص السعف فوق رءوس النخيل على امتداد الكورنيش. روائح الـزفارة في حلقة السمك، وقفات صيادي السنارة على المكعبات الأسمنتية، صيد العصاري والطراحة والجرافة، دعوات زائري مقام أبو العباس، تناهي تلاوة الشيخ محمد رفعت من موضع قريب، ليالي رمضان، سوق العيد، الخلوة والحضرة وأهازيج السحر والتواشيح والابتهالات والمديح والإنشاد وحلقات الذكر، جلوات المولد في انطلاقها من ميدان الأئمة إلى جامع الشيخ إبراهيم، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، أهازيج السحر من مئذنة أبو العباس، رفع أذان الفجر والصلاة خير من النوم، المقامات والأضرحة والمزارات، القعدة المسترخية في قهوة السمان المطلة على المينا الشرقية، معرفة الوقت من امتداد الظل وتقلصه على جدار مسجد المسيرى القريب، طلة الشباك، القراءة تحت ظل شجرة في حديقة سراي رأس التين، تهدج صوت الشيخ حافظ أبو السعود وهو يودعه: معنى رحيلك أن محبيك سيفتقدونك في ما تبقى من عمري، ملاحظة أسامة جويلي: هل نصنع في الجزيرة ما لم نستطع صنعه في بحري؟، اللمة والمؤانسة والقافية والقفشة والنكتة، النحلة والبلي والكرة الشراب والطائرات الورقية، التمشي على الشاطيء، عودة القوارب الصغيرة إلى مرساها فى طرف المينا الشرقية، صافرات البواخر، تحلق الزحام حول عربة بائع الفول على ناصية شارع أبو وردة، تقافز الأسماك – فى الساعة الباكرة من الصباح – فوق سطح الموج الحصيرة. هديل حمامة يتناهى من وراء النافذة، التماعة الدمع في عيني أماني، صياح ديك – في هدأة الفجر – من موضع قريب، قول المحمدي نصير: أن أترك بحري فذلك هو الموت.)
إن هذه النوستالجيا التي تراءت للجزيرلي وهو في عرض البحر تائها وهو المحرض على هذه الرحلة ما هي إلا رسالة تشي بأنه لم ير الجمال الروحي والصوفي في بحري كما يجب، بل وآثر أن يهجره ليكتشف قيمته بعد أن تركه وابتعد كثيرا كثيرا عنه، ليؤكد المؤلف على مقولته في رواية ( سفينة الجزيري ) أن الواقع في بحري كان عالمه المثالي الذي يتوق إليه وأننا من نصنعه، فبعد أن ابتعد عنه تراءت له جمالياته وروحانياته التي يعشقها ولا يستطيع أن يهجرها أبدا، في إشارة للبحث عن الجمال الروحي والصوفي في عوالمنا لأن اليوتوبيا موجودة بداخلنا وحولنا إذا تأملناها بعيدا عن أوهامنا وخيالاتنا ومخاوفنا.
هكذا تشي كلا الروايتين (نجم وحيد في الأفق وسفينة الجزيري) أننا أمام حلم لشخص عادي يتخذ من شيخه دليلا له ويسعى للوصول إلى عالم مثالي سواء اكتشفه أو صنعه مما يدلل على رومانتيكية الشخصية والأحداث والمكان والزمان القابع في كل شيء، في المساجد والأولية والبحر والجزيرة والطبيعة الخلابة والأجواء الروحانية، التي استطاع الأديب الكبير محمد جبريل أن يشبع بها حواسنا، لنكتشف حلمنا وذواتنا بدورنا عبر عوالمه وفضاءاته السردية الثرية وتجلياته الروحية بين حلم الجنة وجحيم الواقع وكأنه جسر لابد من عبوره حتى تتحقق لنا السعادة .