»»
وتتجدد إبداعات أدباء ومواهب أرض الكنانة وقد أهدت الشاعرة فاطمة مندي منصة (المساء أون لاين) غيضا من إبداعها المتجدد في ثياب القصة القصيرة بعنوان “جائزتي” ننشرها عبر هذه السطور.
🍂
جائزتي
أين يذهبُ المرء إن تراكمت الأحزان على قلبه؟!
بلغ السيل الزُبى انتَظْرتْ جائزتي حتى تفتت عافيتي،
بَكيّت بِقُوّةٍ أذهَلَت الحنين، وانطفأتُ كسيجارة في يَدِ مُدْمِن .
هاتفتني صديقتي في صباح أحد الأيام؛ كي تبشرني بفوز قصتي بالمركز الأول،
في مسابقة علي مستوى الوطن العربي.
سألتها ونفسي تتوجس خيفة عن صحة الخبر: كيف عَرفْتِ؟!
قالت لي إن أحد المحَّكمين عمها، وهو يعلم مدى علاقتي بكِ، ولقد فازت مجموعتك القصصية بالمركز الأول بإجماع لجنة التحكيم.
طرت فرحاً، بل تخطت مخْيلتِي حدود السعادة، بت كالتي أصابها مس من الجان، أبكي وأضحك في آن واحد، أتحرك حركات هستيرية في الشقة أدخل وأخرج من شقتي، من حجرتي، من شرفتي، أفتح الثلاجة اتسمر أمامها، أنظر الي الطعام، الي الفاكهة، الي قارورات المياة ، أتناول بعض قطع الفاكهة ثم اردها في أوانيها،
بت كالتي أصابها جنون، أنظر من الشرفة أريد محادثة الجميع، أريد أن أشاركهم فرحتي، أريد محادثة الهررة في الشوارع، الأشجار، العصافير التي فوق الأشجار، المارة الذين لا أعرفهم.
كنت أحس أنني أحلق فوق السحاب، حتى أنني لا أعلم هل تناولت طعامي أم نسيت، فأنا احس بالشبع، والسعادة.
وجاء يوم الحفلة، ذهبت مبكرة، جلست في الصف الثاني، لأنني استحيٍّت أن أكون قبالةَ منصة توزيع الجوائز.
كنت أفرك في مكاني، أُسوي هندامي، اتحسس خِماري، افرك أناملي، امسك مسند المقعد الذي أمامي، أتحرك كالتي أصابها توحد، هيهات علي هذا الانتظار لقد قتلتني الفرحة، بل شتت ثباتي الانفعالي، أريد أن يمر الوقت سريعاً.
بدأ توزيع الجوائز، قلبي يرتعد، تتساقط دموعي.
الفائز الثالث قلبي يخفق سريعاً، الفائز الثاني يزداد خفقان قلبي.
وقفت، بل وتسللت وبدأت في صعود الدرج، لكي أصرخ بحرية عندما ينادى علي الفائز الأول، لم استطع أن أحجب الدموع، ولا أن أحجب فرحتي، كنت أصعد الدرج وأنا أبكي فرحتي بحياء شديد، ورأسي منكسة إلى موضع قدمي.
نوديَ علي الفائز بالمركز الأول صرخت ولوحت للجميع بالدموع وبذراعي، وسمعت
ولم أنتبه أول الأمر بل وظللت ألوح بصوت مرتفع، وبهستيرية عالية.
وعندما أنتبهت لواقعي، ارتعد قلبي ألما، تسمرت لبرهة، لم أستوعب المفاجأة، ثم جمعت شتات نفسي، ونظرت للجميع وجدتهم جميعاً ينظرون في اتجاه آخر، ولم يعرن أحد منهم أدنى إهتمام،
أطلقت لأقدامي العنان ، هرولت كمن سمعت خبرأ حزينا أو جاءها خبر سيء، محدثة نفسي الحزينة:
عن أي جائزة تكلميني؟! وبأي ناس تُذَكِّريني، إن هذا يكفيني؟! لقد كُسر قلبي بل وأخذ غيري جائزتي المركز الأول.
🍂
يذكر أن الأديبة فاطمة مندي هي عضو مجلس ادارة نادي أدب المحلة ،ولها ثلاث اصدارات أدبية..مجموعتان قصصيتان ،ورواية بعنوان ” اللبن المسكوب”،ونشرت أعمالها بعدد من الصحف المصرية والعربية.