✍ كتب- د.خالد محسن
طالب د.عباس شراقي الأستاذ بجامعة القاهرة والخبير الدولي للمياه الدبلوماسية المصرية والسودانية بضرورة التحرك العاجل، لإستئناف مفاوضات سد النهضة ودفعها قدما لتوفيت الفرصة علي أثيوببا التي تستعد لفرض الأمر الواقع وبدء إجراءات الملء الثالث منفردة ، فور توقف الفيضان وجفاف الممر الأوسط، كما شرعت من قبل في الملء الأول والثاني!.
وأوضح د.شراقي أن وقف المفاوضات ومرور الوقت يسمح لاثيوبيا اتخاذ اجراءات لتحقيق اتمام البناء والتخزين والتشغيل، ومن هنا يجب علي مصر والسودان السعي لدفع الأطراف الدولية والاتحاد الأفريقى لسرعة العودة للمباحثات، إبراز هذه الجهود أمام المجتمع الدولى وضمها إلى ملف سد النهضة ،والذي شهد تعنتا أثيوبيا ورفضا للإدارة المشتركة.
وأشار د.عباس شراقي بصفحته الرسمية علي الفيسبوك لإستمرار تدفق المياه واحتمالية توليد الكهرباء، حيث بدأ تدفق مياه الفيضان من أعلى سد النهضة (الممر الأوسط) صباح يوم الاثنين ١٩ يوليو ٢٠٢١ ومستمر حتى اليوم ومن المتوقع ان يستمر حتى نهاية أكتوبر على الأقل، وسوف يستمر اذا لم تفتح اثيوبيا بوابتي التوربينات أو بوابتيى التصريف بدون توربينات ، على منسوب 565 م وقد تم فتحهما من قبل في الفترة من منتصف أبريل الى منتصف أغسطس هذا العام.
كما أوضح أنه لايمكن القيام بأى أعمال خرسانية على الممر الأوسط إلا بعد تجفيفه عن طريق تصريف المياه الزائدة عن طريق أحد البوابات الأربع المذكورة.
وتوقع شراقي أن تبدأ الاعمال الهندسية استعدادا للتخزين الثالث خلال نوفمبر القادم بتصريف جزء من المياه لتجفيف الممر الاوسط، على ان تبدأ الاعمال الخرسانية فى فبراير القادم للتعلية حوالى ٢٠ مترا إضافية حتى منسوب ٥٩٥ متر ، لتخزن ١٠.٥ مليار متر مكعب ليصل اجمالى التخزين الصيف القادم الى ١٨،٥ مليار متر مكعب، ثم يتبع ذلك تخزين ١٠ مليار متر مكعب إضافية سنويا خلال السنوات التالية حتى ينتهى الملء الأول للخزان باجمالى ٧٤ مليار متر مكعب.
وقال إن أثيوبيا أعلنت مراراً قبل موسم الفيضان أن توليد الكهرباء فى سد النهضة سوف يكون خلال شهرين (أغسطس او سبتمبر) ثم امتد إلى أكتوبر.
واستنتج د.شراقي أن تشغيل التوربينين المنخفضين سوف يكون بكفاءة أقل من ٣٠٪ لعدة أسباب منها محدودية المياه المخزنة الحية (التى يمكن أن تولد كهرباء)، وهذا معناه مرور ثلث مياه التخزين (٨ مليار م٣) فى سد النهضة والتى قد تصل إلى ٣ مليار متر مكعب حتى يوليو ٢٠٢٢، وقلة المياه التى تصل من بحيرة تانا (١٠ مليون٣م/يوم).
هذه الخطوة رغم أنها تزيد من تدفق المياه إلى السودان ومصر إلا أنها تؤكد على التعنت الأثيوبى واتخاذ قرارات منفردة للمرة الثالثة بعد التخزينين الأول والثانى دون اتفاق.