بقلم ✍️ محمد دياب
(مسؤول بقسم الموارد البشرية بإحدى الشركات السياحية. القاهرة)
في عصر “السوشيال ميديا” حيث أصبحت الشبكات الاجتماعية المنصة الرئيسية للتواصل والتفاعل شهدنا تحولا جذريا في طريقة تبادل المعلومات والأفكار.
هذا التحول رغم فوائده العديدة جلب معه مجموعة من التحديات والمشكلات التي تتعلق بعقل الإنسان وأخلاقياته.
يتجلى أحد أبرز هذه المشكلات في الانتشار السريع للمعلومات دون مراعاة للميزان العقلي أو الديني أو الضميري حيث أصبحت الغاية الرئيسية هي تحقيق “التريند” أو الوصول إلى الشهرة الواسعة
تسعى العديد من المنشورات والمحتويات على وسائل التواصل الاجتماعي إلى جذب الانتباه بسرعة وهذا غالباً ما يتم عبر الاستفزاز أو إثارة الجدل.
هذه الطريقة لا تعطي اعتبارا كافيا لجودة المعلومات أو تأثيرها على المجتمع ففي سعيهم لتحقيق الانتشار الواسع يتجاهل البعض أهمية التحقق من صحة الأخبار أو مدى توافقها مع القيم الأخلاقية والإنسانية.
إن الانتشار السريع للأخبار والمعلومات على منصات التواصل الاجتماعي لا يتناسب مع مستوى دقة المعلومات المقدمة. وغالبًا ما تُنشر المعلومات دون التحقق من صحتها أو مصادرها مما يؤدي إلى نشر الأخبار الزائفة أو المحرّفة.
هذا النقص في التحقق يؤثر بشكل كبير على الفهم العام ويشوه الحقائق ويزيد من انتشار الشائعات والأكاذيب.
كما أن التركيز على التريند يمكن أن يؤدي إلى تقليل الاهتمام بالقيم الأخلاقية والإنساني، ففي سعي البعض لتحقيق الشهرة أو جذب الانتباه قد يتجاهلون التزامهم بالقيم والمبادئ الأساسية.
قد يُنتَج عن ذلك نشر محتوى مسيء أو غير لائق مما يضر بالآخرين ويؤثر على جودة النقاش العام.
وفي مواجهة هذه المشكلات تبرز أهمية المسئولية الفردية والجماعية.
يجب على الأفراد أن يكونوا واعين لما ينشرونه ويحرصوا على التحقق من المعلومات قبل مشاركتها.
ومن الضروري أيضاً أن تعزز منصات التواصل الاجتماعي من سياسات التحقق من المعلومات وتخفيف نشر الأخبار الكاذبة.
في النهاية يجب أن ندرك أن وسائل التواصل الاجتماعي ليست مجرد منصات للتسلية والترفيه، بل هي أدوات قوية لها تأثير كبير على المجتمع.
ويتعين علينا جميعًا أن نكون واعين لمسئولياتنا في نشر المعلومات وأن نضع العقل والضمير نصب أعيننا.
وإذا ما تمكنا من تجاوز السعي السريع للتريند والتركيز على نشر الحقيقة والمحتوى الأخلاقي فإننا سنساهم في تعزيز بيئة معلوماتية أكثر صحة وصدقاً.