تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى وبمشاركة ممثلى ٦٠دولة تنطلق اليوم بالقاهرة اعمال المؤتمر الدولي الخامس والثلاثون للمجلس الاعلى للشئون الإسلامية تحت عنوان دور المرأة فى بناء الوعى
وفى تصريحات خاصة للمساء قالت الدكتورة فيبى فوزى وكيلة مجلس الشيوخ للوهلة الأولى يُبرز الإعلان عن تنظيم وزارة الأوقاف مؤتمر “دور المرأة في بناء الوعي” التقدير الكبير الذي تكنه الجمهورية الجديدة لعظيمات مصر. فالمؤتمر حسب ما أعلن فضيلة الدكتور أسامة الأزهري وزير الاوقاف يأتي كرسالة لأبراز دور المرأة المصرية المثقفة الواعية في شأن هو من أهم شؤون المجتمع المصري. ولا يمكن النظر إلى هذا المؤتمر الذي يعقد بمشاركة علماء ومتخصصين وباحثين من نحو ستين دولة من مختلف دول العالم، دون الأخذ في الإعتبار حقيقتين من الأهمية بمكان: أولاهما أن الإقرار بدور المرأة المصرية وقدرتها على تنمية الوعي في اسرتها ومجتمعها يأتى انطلاقاً من أن هذا الوعي هو أحد روافد إعادة بناء الإنسان المصري، وذلك عبر ترسيخ طموح الشعب المصري في دولة مدنية متقدمة تتمتع بكل ملامح الحرية والتعددية واستثمار قدرات الإنسان المصري بكل فئاته. والحقيقة الثانية هي أن مثل هذا المؤتمر لم يكن ليعقد دون ان يكون قد تحقق هدف غالٍ للجمهورية الجديدة، وهو تمكين المرأة المصرية على الأصعدة السياسية والإقتصادية والاجتماعية، بما يجسد بحق ملامح مشروع وطني متكامل ويبلور رؤية عميقة لدور المرأة المصرية في الدولة والمجتمع، إذ تحقق للمرأة من الإنجازات ما يسمح بأن يصنع فارقاً واضحاً في المنظور العام لمكانتها داخل المجتمع، وبما يؤكد هذا المفهوم الذي بات فلسفة مكتملة الأركان تنفذها كل مؤسسات الدولة، وما المؤتمر الذي نحن بصدده اليوم إلا أحد تجليات ذلك.
وقد أحسن المؤتمر باختيار عدة محاور بالغة الأهمية يمكن من خلالها مناقشة دور المرأة في بناء الوعي، إذ نتطلع جميعا لتعظيم هذا الدور خاصة في مجالات بناء الوعي الديني والثقافي وتنشئة الطفل عبر أسرة متماسكة وقادرة على خدمة مجتمعها. كذلك أهمية هذا الدور الذي تقوم به المرأة في تعزيز قيم التسامح والتعايش وصنع وبناء السلام.
وللحقيقة فإنني أقدر عالياً إختيار هذا الموضوع كمحور تدور حوله أعمال المؤتمر الدولي الخامس والثلاثين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية فهو موضوع أعتبره الأخطر في قضية بناء الإنسان المصري والذي طالما نادى الرئيس السيسي بضرورة التنبه اليه ومنحه الوقت والجهد. فبدون الوعي يمكن أن تذهب جهود التنمية الجبارة التي تدور رحاها في كل شبر من أرض المحروسة هباءً. كما انني اتصور أنه الموضوع الذي يحتل المكانة الأولى في اجندة اهتمامات الدولة المصرية، التي وإن كانت تولي جل اهتمامها لتحسين مستوى المعيشة اقتصادياً واجتماعياً، ورفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين من الفئات كافة، إلا إنها في الوقت نفسه تهتم قبل كل ذلك ببناء الإنسان المصري وتنمية وعيه والوصول به الى المستوى الذي يليق بمصر اسماً وتاريخاً وحضارة. واذا كانت المرأة المصرية قد نجحت في كل ما تولته من مهام وطنية، سياسية كانت أو اقتصادية او اجتماعية او غيرها، فإنها مرشحة أيضا لأن تقوم بدور بالغ الخطورة في بناء الوعي لأبنائها وأسرتها، ونحن على يقين من نجاحها في هذه المهمة إذ طالما كانت المرأة المصرية أيقونة النجاح في كل المراحل الحاسمة من عمر الوطن.
وبصفة عامة فالمراة المصرية قادرة على بناء الوعي من خلال دورها كأم وزوجة ومسؤولة إلى جانب الرجل عن سلامة الأسرة وسلامة افرادها. وأرى أنها الأجدر في مجال بث الوعي السياسي والوطني الذي يمكن من خلاله تعريف الأبناء بما يجري على أرض بلدهم من مشروع وطني كبير يؤهل مصر لأن تنتقل بخطوات عملاقة إلى مصاف الدول الحديثة والمتطورة. كما أتصور أنها قادرة على خلق روح المواطنة والانتماء للوطن، ونبذ التطرف والبعد عن العنف من خلال دورها في تنشئة الأبناء وبما ينجم عنه نشر ثقافة قبول الآخر والسلام والاستقرار الاجتماعي. وبالمناسبة فإن بناء الوعي لا يقتصر فقط على القضايا الاجتماعية والأسرية لكنه يتخطى ذلك الى ترقية وعي الأجيال الجديدة بتاريخ مصر وحضارتها ومكانتها بين الشعوب، وابراز القضايا والتحديات التي تواجه مصر حاليا على الصعيد الخارجي و الحرص على تماسك المجتمع وتكامله بما يسمح له بالوقوف صفا واحدا في مواجهة مختلف المشكلات داخلية وخارجية.
على أي الأحوال، فالحديث يطول في هذا الشأن وأتصور أن المؤتمر الذي يدور موضوعه حول دور المرأة في بناء الوعي سوف يناقش بالتفصيل من خلال جلساته، والأبحاث المقدمة له جهود الدولة المصرية للارتقاء بدور المرأة وتعزيز مكانتها في المجتمع وما ينتظر منها في مجال ترقية الوعي المجتمعي بالمتغيرات الجارية على الاصعدة كافة. فكل التمنيات الطيبة بمناقشات مثمرة وتوصيات تحقق ما نتطلع اليه جميعا، وتمثل اجندة عمل تتبناها مختلف الهيئات المعنية بمساندة المرأة ودعم دورها المجتمعي خلال المرحلة المقبلة.