قالت الدكتورة هدى أحمد محمد زين أستاذ البلاغة والنقد المساعد بجامعة الأزهر
والواعظة بمديرية أوقاف الجيزة بمناسبة انعقاد المؤتمر الدولي الخامس والثلاثون للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية يتجه الاهتمام بالحديث عن الأسرة المترابطة والآمنه في ظل عالم متغير
فلاشك أن الترابط الأسري يعد ركيزة أساسية في بناء أسرة قوية من خلال بناء الثقة
والإحترام بين أفرادها بما يسهم في بناء شخصية إيجابية للمجتمع تتمتع بالقيم والمبادئ التي تعكس الهوية الوطنية، وبناء مجتمع واع ومتماسك يدين بالولاء والانتماء، ويعتز بمكانة الوطن
والمواطنة، ولا يخفى على بصير زيادة حجم المشكلات التي تواجه الأسرة في الآونة الأخيرة ولعل من أخطر هذه المشكلات ما تعانيه الأسرة من ظاهرة التفكك الأسري، و يرجع ذلك إلى عده عوامل منها: غياب الوازع الديني، وظهور العولمة، والانفتاح على الآخر، مع عدم فهم الزوجين لحقيقة الحياة الزوجية من حيث تحمل الأعباء والمسؤوليات، وغياب روح الحوار
والخلافات الزوجية والتمسك بالعادات الخاطئة، ولعل من أعظم ما يؤدي الى التفكك الأسري هو سوء استغلال وسائل التواصل الإجتماعي وغياب الرقابة الذاتية، وقلة الوازع الديني ويترتب على ذلك مخاطر عدة منها: نقص الوعي الأسري الصحيح، وانخفاض مستوى
التحصيل والتسرب من التعليم، والعنف السلوكي، وزيادة معدلات الجريمة، والإدمان، والبطالةوالفقر، والخلافات الزوجية وتراجع القيم والأخلاق،جاء دور الواعظات للتصدي لهذه الظاهرة من خلال رفع الوعي المجتمعي بخطورة المشكلة،ونشر الوعي بأهمية الأسرة ودورها في بناء المجتمعات والأوطان من خلال إلقاء الدروس الدينية للسيدات في المساجد والعمل على تعزيز القيم الأخلاقية والقضاء على الأفكار المنحرفة
والمغلوطة من خلال تبسيط المعلومة بأسلوب سهل واضح حسب طبيعة المخاطبين مصداقا لقوله تعالى:) ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ، وقد أسهم ذلك في حل المشكلات الزوجية بطريقه تقارب وجهات النظر، والإقناع وحسن المعاشرة بالمعروف، وتقرير قيم التسامح، والصبر، والتراحم والإحترام، ولم يقتصر دور الواعظات على المساجد فقط؛ بل تعدى الى المدارس والنوادي الإجتماعية، وغيرها بمختلف محافظات الجمهورية فهناك برامج داعمة مثل البرنامج التثقيفي للطفل، وبرامج للمقبلين على الزواج، وقد حرصت وزارة األوقاف
على تأهيل الواعظات بالعلم الشرعي، وتلقي المنهج الوسطي على يد العلماء المتخصصين،
والعمل على البناء المعرفي والقيمي لهن، وتوسيع سبل الدعوة الى الله بالحكمة والموعظةالحسنة .