شجون حسن
الإنتحار منتهي ما تصل إليه النفس من الجبن وما يصل إليه العقل من الإضطراب،حب النفس غريزه وضعها الله سبحانه وتعالي في الإنسان لتكون ينبوع العمل ومطلع شمس العمران فلما الإقدام علي هذه الخطوه ، والمنتحر شاذ في طبيعته معاند لإرادة الله تعالي في حياة الكون وعمرانه ومن كان هذا شأنه كان بلا قلب ولا عقل.
لا عذر لمنتحر في إنتحاره مها إمتلأ قلبه من الهم والجرح ،ومها ألمت به من كوارث الدنيا وضيق العيش ،لو كان ذا عقل لعلم أن سكرات الموت تجمع في لحظة واحدة جميع ما تفرق من آلام النفوس وشدائدها، وأن قضاء ساعة واحدة واحدة فيما أعد الله للناقم علي حاله من عذاب أليم دائم أشد ما يلاقيه من مصائب الحياة فمن رضي أرضاه الله.
ما اكثر هموم الدنيا وما أطول أحزانها لا يفيق المرء فيها من ألم إلي ألم ولا يزال بنوها يتسارعون فيها بين فقر وغني وعز وذل ،وسعادة وشقاء فإذا صح لكل مهموم أن يكره حياته ،وكل محزون أن يقتل نفسه ،خلت الدنيا من أهلها ،وتبدلت سنة الله في خلقه ،ولن تجد لسنة الله تبديلاً.
إن ألقي الإنسان بنفسه في الماء تخبط ومد يده إلي من يرجوا الخلاص علي يديه ،وود لو يفتدي نفسه بكل ما ملكت يديه، وإن أغلق علي نفسه نوافذ غرفة مملؤة بغاز ود لو سقط عليه سقف الغرفه ليستنشق ولو عاش بعد ذلك فاقد السمع والبصر ،فالحياة دار إبتلاء خلقنا الله فيها لنعبده ((إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب))صدق الله العظيم