بقلم ✍️ م. محمود عزت البلاط (مؤسس رابطة صوت المزارعين) ☘️
بالرغم من معرفتنا بأهمية الزراعة على المستوى العلمي والمهني والحضاري إلا أنه ما زال هناك تقصير في الاهتمام بها خصوصاً على المستوى الأكاديمي حيث أصبح الإعداد الأكاديمي المتخصص “التعليم الزراعي الجامعي”غير قادر على تأهيل الشباب بالشكل الذي يجعله قادراً بصورة كافية على العمل في الشركات الرائدة وإخراج أفضل ما لديه وهذا ليس بسبب تقصير الطلاب بقدر ما يرجع إلى ضعف المواءمة بين مخرجات التعلم وبين الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية وضعف مواكبة التخصصات القائمة للتطور التكنولوجي المتسارع فضلاً عن ارتفاع تكلفة التعليم الجامعي وارتفاع نسبة البطالة بين الخريجين.
وهذا يجعلنا نعيد النظر في أهم مسئولية للتعليم الجامعي الزراعي وهى”ضمان تأهيل الخريجين لسوق العمل من خلال توعيته توفير الجانب العملي لكل البرامج التي يدرسها بالإضافة،والمواءمة بين مخرجات التعلم واحتياجات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، الشىء الذي أصبح التعليم الجامعي يفتقر إلى وجوده في الوقت الحالي وعدم متابعته للتطور التكنولوجي المتسارع.
لذلك يجب إعادة النظر في بعض النقاط الهامة التي تشمل:-
1-نواتج تعلم كليات الزراعة في ضوء الاعتماد والجودة
2-مدى اهتمام كليات الزراعة ووعيها بمتطلبات سوق العمل الزراعي
3-المعوقات التي تحول دون الربط والمواءمة بين نواتج التعلم لكليات الزراعة وتحقيق متطلبات سوق العمل الزراعي.
أولا: النواتج التعليمية لكليات الزراعة:-
ويُقصد بها أهداف دراسة المقررات والتنبؤ بالمعلومات التي سيفهمها الطالب من خلال دراسته للمقرر .
ومما لا شك فيه والواقع في الوقت الحالي أن المقررات الأكاديمية ليست كافية لإعداد الطالب وتأهيله لسوق العمل حيث أعدت كليات الزراعة بعض المواصفات التي يجب أن تتوافر في خريج كلية الزراعة وفقاً للمعايير القومية الأكاديمية حيث يجب أن يتصف خريج كلية الزراعة بكونه قادراً على:-
١- إدارة وتوظيف الموارد الزراعية.
٢- إدارة المنشآت الزراعية.
٣- استخدام التكنولوجيا الملائمة لمعالجة المشاكل الفنية والاقتصادية المتعلقة بمجال الزراعة.
٤- إظهار قدراته المهنية بشكل جيد.
٥- المحافظة على الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي.
٦- إظهار الوعي بالقضايا القانونية والأخلاقية والاجتماعية ذات الصلة بالزراعة.
٧- إظهار قدرته على تحسين أدائه.
٨- لديه رغبة في التعلم ومؤهلا للتعلم الذاتي والمستمر.
وفيما يتعلق بالمقررات الدراسية: تمنح كليات الزراعة درجة بكالوريوس في العلوم الزراعية في سبعة برامج رئيسية قد يتضمن بعضها مجالات تخصصية أخرى وهذه البرامج هى:
١- الإنتاج النباتي: ويضم مجالي المحاصيل والبساتين
٢- الإنتاج الحيواني ويضم: الإنتاج الحيواني ، والإنتاج الداجني، والإنتاج السمكي
٣- وقاية النبات
٤- التكنولوجيا الحيوية
٥- الهندسة الزراعية
٦- التكنولوجيا الحيوية
٧- العلوم الاجتماعية الزراعية وتضم : مجال الاقتصاد الزراعي ،والإرشاد الزراعي.
ثانياً: متطلبات سوق العمل الزراعي:-
في البداية ما المقصود بسوق العمل ؟
يُقصد بسوق العمل أن يتقابل كل من العرض (يمثل المهارات والقدرات اللازمة والمتاحة في الخريج) والطلب (يمثل عدد الشركات التي تطلب عدداً محددا من الخريجين بمهارات وقدرات خاصة) ، حيث تتحكم كل من قوة العرض والطلب في تحديد العمالة وأجر كل عامل.
وبناءً على ذلك يمكن تعريف سوق العمل بأنه “هو المكان الذي تصب فيه مخرجات التعلم ، ويحدد مدى قدرة مخرجات التعلم على تلبية احتياجات قطاعات العمل المختلفة من العمالة الماهرة.
ويجب الأخذ في الاعتبار أن أهم مقياس لنجاح التعليم علاقته ومدى ارتباطه بسوق العمل.
والسؤال الأهم: هل تهتم كليات الزراعة بتأهيل الطلاب والخريجين لسوق العمل الزراعي ؟
وتتحدد إجابة هذا السؤال بناءً على مدى مواءمة خريجي التخصصات المختلفة بين مخرجات التعلم وسوق العمل الزراعي من خلال عدة مقاييس أهمها:
١-مدى اختلاف ما تم دراسته أكاديمياً عن الواقع العملي.
٢- مدى اهتمام الكلية باستحداث تخصصات علمية تتلاءم مع التغيير المستمر في احتياجات السوق.
٣- اهتمام الكلية بتصميم وتنفيذ برامج تدريبية مستمرة يتم استحداثها باستمرار وفقاً لمستجدات سوق العمل الزراعي.
٤- مدى سعى الكلية للتواصل مع خريجيها ومتابعتهم.
٥-مدى ثقة الطلاب والخريجين في الكلية ورغبتهم في التعامل معها.
٦- سعى الخريجين لاستكمال دراسات عليا بالكلية.
٧- سعى الكلية للمواءمة بين مخرجات التعلم في كل تخصص وبين متطلبات سوق العمل الزراعي وهذا يعتمد على:-
١-قدرة مخرجات التعلم على تلبية احتياجات النشاط الاقتصادي من القوى العاملة بالكم والكيف المطلوبين في الوقت المحدد لذلك
٢- قدرة الاقتصاد المتمثل في سوق العمل على النمو والتطور ، واستيعاب أعداد مناسبة بتخصصات متنوعة ومؤهلة للتفاعل مع طموحاته.
٣- قدرة الكلية ذاتها على توفير فرص تدريبية للطالب والخريج تؤهل كليهما للعمل في مجال تخصصه ، وهذا ليس موجوداً في معظم جامعات مصر لعدم توافر الإمكانيات التي تساعد على تأهيل الطالب ،وإعداده للعمل ومساعدته على أن يكون واعيا بالواقع العملي والتواصل معه بعد التخرج. لمتابعته ،ومعرفة ما إذا كانت الفرص التدريبية جعلته مؤهلاً بصورة كافية أم لا.
ونظراً لعدم قدرة كليات الزراعة على توفير فرص تدريبية كافية والتعاقد مع الشركات يأتي هنا دور المبادرات الزراعية التي تهدف إلى:-
١- محاولة تسهيل المقررات على طلاب كليات الزراعة من خلال التواصل مع كبار الاستشاريين وعقد محاضرات ندوات ومؤتمرات يحضر فيها الطلاب والخريجين.
٢- ربط مخرجات التعلم بالجانب العملي لتوعية الطالب والخريج بما يحدث في الواقع العملي .
٣- إتاحة فرصة للطالب والخريج لتوسيع دائرة علاقاته سواء مع الشركات أو مع من لديهم خبرة في مجالات التخصص.
٤- إقامة المعارض الزراعية.