بقلم ✍️ عبدالله السيد
( معلم أول (أ) وباحث ماجستير )
تعليم مصر يشغل بال كل مواطن مصرى يريد التقدم والرقى لهذا الوطن الحبيب ،وهناك تساؤلات عدة تدور حول آلية عودة التعليم المصرى إلى عصوره الذهبية عصور على مبارك والشيخ الإمام محمد عبده وطه حسين والعقاد وغيرهم من جيل العظماء الذين تخرجوا من تعليم مصر فى عصره الذهبى مع قلة مصادر وتنوع المعرفة آنذاك.
ومع ذلك كان التعليم المصرى يشار إليه بالبنان ومطلب عربى لكل شعوب ودول العالم العربى، وكثرة بعثات التعليم المصرى لشتى دول العالم العربى والأجنبى دليل على جودة التعليم المصرى فى الماضى..
يا سادة هذا هو تعليم مصر فى الماضى عصر ما قبل “التابلت “عصر ما قبل “السنات” والدروس الخصوصية عصر كانت فيه المدرسة هى محراب العلم وهيبة المعلم.
لذا نقترح النقاط التالية لإصلاح تعليم مصر وهى كالتالى
1-ضرورة عودة الانشطة الطلابية للمدارس وبكثافة لأن هذه الانشطة ستكون بمثابة الأداة الجاذبة لعودة الطلاب إلى محراب المدرسة مع وضع درجات لكل نشاط يمارسه الطالب تضاف إلى مجموعه مع تصنيف كل طالب حسب هوايته وكل هواية لها أكثر من مجموعة على أن يتم عمل مسابقات بين هذه المجموعات وعن كيفية تدبير المبالغ المالية لتفعيل هذه الأنشطة يكون من خلال إلغاء الوجبة المدرسية وتخصيص مبالغها للإنفاق على هذه الأنشطة وتكريم الفائقين فى هذه الأنشطة مثل تخصيص رحلات ومصايف مجانية لهم.
2-إلغاء بعض المواد ودمجها لابد أن يشمل جميع مراحل التعليم قبل الجامعى فى مصر فمثلا المرحلة الابتدائية يتم تحويل مواد المهارات والتكنولوجيا إلى أنشطة كما كان معمولا به فى ثمانينيات القرن الماضى حيث كان هناك حصة المجال الزراعى وحصة المجال الصناعى وكانت عبارة عن أنشطة ليس لها امتحان وإنما كانت أنشطة تتم فى حديقة المدرسة وحجرة المجال الصناعى ،وكانت المدرسة آنذاك منتجة تنتج العديدة من الصناعات التى قام التلاميذ بصناعتها وبالتالى تستطيع المدرسة تنمية مواردها واستغلال ذلك فى صيانة أثاث المدرسة وشراء الضروريات. ويمكن إلغاء مادة المستوى الرفيع فى اللغة الانجليزية فى المرحلتين الابتدائية والإعدادية وقصرها على المرحلة الثانوية وبالنسبة للغة الانجليزية تدرس للتلاميذ بداية من الصف الخامس ليكون التركيز فى الصفوف الأولى ما قبل الخامس على اللغة العربية هويتنا وعروبتنا وفخرنا فكل أمة تفخر بلغتها تنهض بها وتحرص على تعليمها بإتقان لنشئها الصغير لتكون اللغة الأمة هى سر حبهم وغيرتهم على وطنهم ..
فهل من المعقول أن نجد بعض الطلاب خطوطهم فى اللغة العربية سيئة للغاية من الصعب فك شفرات هذه الخطوط بل أن بعض الطلاب لا يحسنون التحدث باللغة العربية الفصحى ونجد بعضهم لا يحسن الإملاء كل هذه المخاطر تنذر بخطر داهم إذا ظلت هذه الأجيال منسلخة عن قواعد اللغة العربية قراءة وكتابة.
ومن هنا لابد أن تكون أولى حلقات التعليم فى مصر الاهتمام باللغة العربية دون منازع لها عند تعليم النشء فى الصفوف الأولى من تعليم مصر .
3- تفعيل الغياب المدرسى من خلال احصائية بعدد الطلاب الحضور يوميا بكل مدرسة من خلال موقع كل مدرسة مع ضرورة مرور لجان مفاجئة من قبل الوزارة للتأكد من مطابقة المدون على موقع المدرسة مع الواقع فعليا ،وضرورة المحاسبة الناجزة لمن يثبت تلاعبه فى تدون أرقام غير صحيحة عن الأعداد الفعلية لحضور الطلاب بكل مدرسة مع منح هذه اللجان الحق فى وضع الدرجات المناسبة للطلاب الحضور بكل مدرسة.
4- درجات السلوك والأخلاق الحسنة والقيم النبيلة كل طالب يتميز بالأخلاق الحسنة والقيم النبيلة ويتعامل مع زملائه ومعلميه وإدارة المدرسة بلطف وأدب جم تمنح له درجات تضاف للمجموع ويا حبذا لو تم عمل مسابقة الطالب النظيف والخلوق اسبوعيا بين طلاب كل مدرسة سوف نجد السلوكيات والأخلاق الحسنة التى ننشدها تبدو جلية بين طلاب المدارس وهذا سوف ينعكس بشكل طيب على سلوكيات الطالب والمجتمع.
5- للقضاء على الكثافة العددية داخل المدارس يمكن حل ذلك من خلال مقترح دمج مرحلة رياض الأطفال في سنة واحدة فقط ومن هنا يمكن الاستفادة من هذه الفصول المخصصة لرياض الأطفال لتقليل كثافة الفصول فى صفوف المرحلة الابتدائية فعلى سبيل المثال ،لو كان فى كل محافظة من محافظات مصر عدد 100 مدرسة ابتدائية وكل مدرسة بها عدد 2 فصل رياض أطفال، هذا على أقل تقدير فهذا يعنى أن محافظة واحدة بها 200 فصل رياض أطفال والفصل الواحد يتسع لعدد 50 طالبا فهذا يعنى أننا فى محافظة واحدة وفرنا 10000 مقعد على أقل تقدير وعدد محافظات مصر 27 محافظة يعنى 10000×27=270000مقعد هذا العدد يمكن أن يسهم فى تقليل كثافة الطلاب داخل المدارس وربما يستغرب البعض كيف يمكن لنا أن نلغى سنة من مرحلة رياض الأطفال الإجابة وهل كان التعليم فى ثمانينات القرن الماضى وقبل ذلك هل كان يبدأ بمرحلة رياض الأطفال ؟ الإجابة لا ومع ذلك كان التعليم آنذاك بدون كثافة وكان تعليما متميزا مثمرا أفرز لنا جيلا من العظماء..
يا سادة علينا أن نبحث مشاكل التعليم فى مصر بعيدا عن العواطف لابد من التفكير بشكل منطقى فمرحلة رياض الأطفال هى مرحلة تمهيدية ترفيهية للطفل لكن فى المقابل هناك تلميذ فى المرحلة الابتدائية أو الإعدادية أو الثانوية يبحث له عن مقعد ومن هنا تكون بداية التعليم فى مصر المرحلة الابتدائية وليست مرحلة رياض الأطفال.
6- يمكن إلغاء الصف السادس الابتدائي كما كان معمولا به لسنوات ما بعد عام 1987وهذا سوف يسهم فى تقليل الكثافة داخل المدارس وهذا المقترح يمكن تطبيقه بدلا من إلغاء سنة من مرحلة رياض الأطفال.
7- تقليل زمن الحصة الدراسية إلى 40 دقيقة واليوم الدراسى لا يزيد عن 6 حصص يوميا ،فالمعروف أن الطالب بعد الحصة السادسة قدرته التحصيلية تقل وكذلك نشاطه الحركى ويمكن تحقيق ذلك من خلال حذف وتعديل فى المناهج فنحن نريد أن تكون قضية التعليم فى مصر مبنية على الكيف وليس الكم فإدراك الطالب لمحتوى 6 موضوعات أفضل من 10 موضوعات مستواه التحصيلى فى هذه الموضوعات لا يتجاوز نسبة 30% بسبب تكدس المناهج بالموضوعات..
يا سادة نريد أن يعود التلميذ إلى مدرسته لديه الشغف لدراسة العلوم والمعارف المختلفة لا يكون ناقما على مناهج مكدسه فرضت عليه.
8- بند مهم وهو رمانة الميزان لإصلاح حال التعليم فى مصر وهو ( المعلم ) عصب العملية التعلمية فى مصر يا سادة أن الاهتمام بالمعلم هو الأساس الذى يجب من خلاله انطلاق أى نهضة فى تعليم مصر فالمعلم مربى الأجيال لابد وأن تعود هيبته مثلما كان فى ماضى التعليم الذهبى لمصر ،فلا غضاضة فى أن نقول أن لجوء المعلم للدروس الخصوصية هو بسبب ضيق ذات اليد فليس من المنطقى أن يتقاضى المعلم راتبه على أساسي 2014 وهو حاليا فى عام 2024 ويضيع جزءا كبيرا من راتبه فى المواصلات.
يا سادة.. إذا أردنا إصلاحا حقيقيا لتعليم مصر لابد أن يكون هذا الإصلاح مقرونا بإصلاح حال المعلم ماديا وأدبيا راتب يفى بمتطلبات المعلم الضرورية له ولأسرته من مأكل مشرب ودواء وكساء فقد يعجب البعض أن المعلم يفرح براتبه يوما واحدا فى الشهر وبقية الشهر يعيش مديونا معتمدا على السلف من فلان وعلان فهل مثل هذا المعلم من الممكن أن ينهض بالتعليم فى مصر ويؤدى واجبه على الوجه الأمثل فى ظل هذه الضغوط التى تلاحقه فى كل لحظة يا سادة نظرة حانية للمعلم ينصلح حال تعليم مصر وبالنسبة لتقدير المعلم أدبيا وهو جرة قلم بقرار حكيم مفاده معاملة المعلم معاملة القاضى والمستشار ويعامل على هذا النحو فى شتى الدوائر الحكومية وغيرها مع ضرورة احترام المجتمع للمعلم وكذلك وسائل الإعلام لها دور كبير فى رسم الصورة المثلى لتقدير المعلم واحترامه وعدم المساس به وهذا يتحقق من خلال حملة إعلامية لتوعية المجتمع بدور المعلم فى نهضة وتقدم الأمم وكذلك إبراز دور المعلم مربى الأجيال من خلال الدرما وتجسيد شخصية المعلم بشكل لائق يساعد فى احترام وتقدير المعلم يا سادة هناك العديد من المقترحات التى من الممكن من خلالها إصلاح حال تعليم مصر. وفى النهاية نضع هذه المقترحات أمام معالي دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي والسيد محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم للتفضل بالنظر في هذه المقترحات ربما يسهم بعضها فى إيجاد الحلقة المفقودة فى اصلاح تعليم مصر.