»» أتمنى أن أصبح أستاذا بجامعة الأزهر وقارئا مشهورا للقرآن
حوار – نشأت عبد الرازق
بعد ميلاده فاقدا نعمة البصر، أنار الله بصيرته بالقرآن، ووضع التحدى وسيلة من أجل الوصول للهدف، فبدأ حفظ كتاب الله وهو ابن” ٣سنوات “، وأتم حفظه وتجويده وهو فى العاشرة من عمره، إنه الطفل المعجزة زياد السيد علام ابن قرية أبو مشهور مركز بركة السبع بمحافظة المنوفية الكفيف الذى يتناقل حكايته أهالى قريته والقرى المجاورة.
” زياد” اعتاد الحصول على المركز الأول فى مسابقات حفظ القرآن الكريم على مستوى المحافظة والمنطقة الأزهرية والأوقاف والشباب والرياضة و الجمعيات الأهلية، و تم تصعيده على مستوى الجمهورية أكثر من مرة فى الكثير من مسابقات القرآن الكريم ، و التى حصد من خلالها العديد من شهادات التقدير، و كذا الجوائز المادية و العينية القيمة.
“المساء” حاورت الطفل النابغة ” زياد علام”..
متى بدأت حفظ القرآن الكريم، وكيف؟
بدأت حفظ كتاب الله فى عمر ” ٣ سنوات ” فى كتاب الشيخ أحمد بدير، على يد المحفظ الشيخ محمد بدير، وتم ختمه وتجويده فى عمر “١٠ سنوات “،وأنا حاليا بالصف الثالث الإعدادى بمعهد الروضة الأزهرى، و بالإصرار والعزيمة وبفضل الله أحفظه عن ظهر قلب،فضلا عن حفظ قدر من الأحاديث النبوية.
-ما سر تفوقك فى حفظ القرآن الكريم، وبمن تأثرت من المشايخ؟
~ التحدى للوصول إلى الهدف سر تفوقى، رغم الصعوبات الكثيرة التى تواجهنى، و تأثرت بشخصية الدكتور طه حسين عميد الأدب العربى.
–من أصحاب الفضل عليك فى حفظ كتاب الله؟
~ الشيخ محمد بدير بكتاب القرية وهو دائم الرعاية بى و السؤال عنى، و بالطبع والدتى لعدم سماح ظروف عمل والدى ” فنى ” فى شركة خاصة للمقاولات، ويتنقل بين المحافظات و يمكث بالأسابيع و أحيانا بالشهور بسبب طبيعة هذا العمل.
–ما أدواتك فى حفظ القرآن الكريم؟
~ سماع كبار القراء بالإذاعة و التليفزيون أمثال الشيخ صديق المنشاوى والذى أفضل سماعه و تقليده، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والبنا والحصرى ومصطفى اسماعيل..من خلال جهاز الكمبيوتر ومستعينا بشبكة الإنترنت .
-ما هواياتك؟.
~ الجلوس لفترات طويلة أمام الكمبيوتر لحفظ القرآن الكريم واستذكار دروسى بطريقة برايل، وإتقان تلاوة القرآن الكريم فى الاحتفالات .
– ما هى أمنياتك؟
~ أن أدرس القراءات العشر، والمقامات، و الالتحاق بكلية أصول الدين أو كلية القرآن الكريم بطنطا،لأصبح قارئا مشهورا و معتمدا للقرآن الكريم وعلما من أعلام الأزهر الشريف أساهم فى تبليغ رسالة النبى صلى الله عليه وسلم للبشرية .
–ما الرسالة التى تود إرسالها للمسئولين؟
~ أتمنى من الله أولا ثم المسئولين تمكينى من دراسة” المقامات” لعدم وجود معهد أو مركز قريب متخصص فى تلك الدراسة سوى بالقاهرة ،و ثانيا إدراجى فى بعثة عمرة أو حج لبيت الله الحرام وزيارة الرسول صلى الله عليه وسلم، وتوفير فرصة عمل مناسبة لأبى فى مكان قريب للإنفاق على الأسرة و ليتمكن من إعانتى وشقيقى الأصغر ، والذى يعانى أيضا من فقدان البصر، فى قضاء احتياجاتنا ومطالبنا الشخصية، خاصة أن والدتى عليها العبء الأكبر، فهى الأم والمربية والمعلمة والتى تساعدنا فى الانتقال للمعهد و الكتاب رغم إجراء عملية جراحية لها بسبب إصابتها بالانزلاق الغضروفى و تركيب شرائح و مسامير بظهرها .
»»
-ويقول والده ” دبلوم زراعة ” إن حرص زياد منذ صغره على حفظ كتاب الله وإصراره على ذلك كان سببا فى تفضيله الالتحاق بالتعليم الأزهرى على المدارس وهو ما جعلنى ألبى له رغبته دون تفكير أو تردد ودائما أدعمه وأشجعه للاندماج وسط أقرانه وزملائه فى المجتمع ،كما أحفزه على التفوق، و يضيف أن ابنى الأصغر محمد “١٠ سنوات ” يحفظ القرآن الكريم كاملا رغم إعاقته البصرية أيضا، ويتمنى أن يصبح مدرسا بالأزهر ، موضحا أن فقدان بصرهما خلقى منذ الولادة وسبق عرضهما على كبار أساتذة الطب والمراكز الكبرى فى هذا التخصص و عمرهما يقارب ” ٣ سنوات “، لكن دون نتيجة، لأنه تبين من خلال الفحوصات و التقارير الطبية أنه ليس لهما علاج، لإصابتهما بضمور بالعصب البصرى بالعينين.
بينما أشارت والدته نجلاء حسين” ربة منزل ” إلى أنها تقوم على رعاية ابنيها،خاصة فى ظل غياب زوجها عن المنزل بسبب ظروف عمله،و تشجعهما باستمرار على مشاركتهما فى الحياة والتعامل مع الجميع،وألا يجعلان فقدان البصر نقطة ضعف؛ بل علمتهما كيفية تحدى الصعوبات التى تواجههما و ممارسة حياتهما مثل أقرانهما و زملائهما، ودعت الله لهما بأن يحفظهما من كل سوء وأن يعوضهما الله خيرا فى حياتهما .
-أسرة” زياد” تنعم بالرضا و القناعة، ويسود بين أفرادها الوئام والمحبة،وهى تتكون من الأب الذى يعمل فنى بشركة للمقاولات ، والأم “دبلوم تجارة “، والابن الأصغر محمد بالصف الخامس الابتدائى بمعهد الشيخ مهدى علام الأزهرى بأبو مشهور التابع لإدارة بركة السبع محافظة المنوفية.