بقلم ✍️ وليد نجا
(باحث في الدراسات الأمنية والاستراتيجة
نعيش نحن البشر في حقبه زمنية مضطربة تقرع فيها طبول الفوضي والاضطراب في مختلف قارات العالم بدرجات متفاوته وهناك كثير من حالات القتل والتدمير غير معروف مبررها ودوافعها.
وتحتل منطقتنا العربية الصداره في الفوضي والقتل ضمن منطقه الشرق الأوسط نتيجه تدخل قوي إقليميه ودوليه في شؤون دولنا العربية تحت ذرائع مختلفه حق يراد به باطل أبرزها نشر الديمقراطيه وحقوق الانسان ،وتحت هذا المنطوق الزائف البراق إحتلت العراق ودمرت ليبيا وسوريا واليمن وانقسمت لبنان.
وقد نزعت الحرب الإسرائيليه علي الاراضي الفلسطنيه في غزه وفي لبنان ورقة التوت عن الديمقراطية الغربيه ،وأسقطت تلك الشعارات الزائفة فالديمقراطيه الغربية اثبتت الأحداث المعاصره علي الساحه الدوليه والمسجلة بالصوت والصوره أن القوي الدوليه الغربية لاتعترف بالحقوق الانسانيه في الحياه والأمن ،مادام ذلك يتعارض مع المصالح الإسرائيلية.
ويعيش المواطن العربي في حقبتنا الزمنيه الحاليه حالة من أختلاط المفاهيم فيري بعينه وعقله ومعه كل أحرار العالم التدمير والخراب وغياب القوانين والقرارات الدوليه ضد الإبادة الجماعيه من جانب إسرائيل للأطفال والنساء ،والملفت للنظر والدهشه هو الدعم المطلق من الغرب المتشدق بالحريات وحقوق الإنسان.
ومن العجب العجاب أن إسرائيل أصبحت دولة بقرار من الأمم المتحده وفي تحد للعقل والمنطق ترفض تطيبق قرارات الامم المتحده بوقف الابادة الجماعية في الاراضي الفلسطنيه في غزه في ظل ازدواجيه المعايير الدوليه مع رهان رئيس الوزراء الإسرائليي نتانياهو علي فوز المرشح ترامب برئاسه الولايات المتحده الإمريكيه وقد كان ماخطط له نتانياهو ونجح المرشح ترامب برئاسه الولايات المتحده الإمريكيه في ظل ترقب عالمي لسياساته حيال الصراع العربي الإسرائيلي وبالتحديد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ولازالت مصر في خضام تلك الأحداث المتسارعة تعمل بصدق وإخلاص من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وتعمل علي وحده الشعب الفلسطيني الذي لايزال الانقسام بين قواه السياسية نقطة ضعف فاصله تستخدمها إسرائيل للتنصل من إتفاقيات السلام مع الأخذ في الاعتبار ضعف دور الدولة القومية وتضاءل تأثير المنظمات الأمميه وعدم تطبيق القوانيين الدوليه بوقف الحرب في فلسطين ولبنان لغياب آليات تطبيق القانون الدولي وازدواج المعايير الدوليه مع ضعف قبضه الرئيس الامريكي بايدن ،المنتهيه ولايته علي العالم وبالأخص علي إسرائيل وقادتها وذلك الازدواج في المعايير الدوليه أصاب المواطن في مختلف بلدان العالم بالدهشة والاضطراب ،وبالأخص عند مشاهده الموقف الدولي والغربي من الصراع الروسي الإوكراني ونفس الموقف الدولي والغربي من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اللبناني فحرمة الدم واحده بالنسبه للإنسان ولكنها تختلف في ديمقراطية الغرب.
فالقتل والتدمير وفق القانون الانساني والدولي مخالفة يستوجب التدخل العسكري لمنعها لكن مع إسرائيل الوضع مختلف مادام المستهدف إنسانا عربيا تتداعي عليه الأمم ،و مباح لإوكرانيا مادام يحقق المصالح الإمريكيه الغربية، دون النظر للحق والقانون.. وزاد من الطين بله تضارب المفاهيم الدوليه نتيجه الغزو الثقافي والعولمه فنجد إسرائيل تتحدث عن حقها المشروع في الحفاظ علي مواطنيها وشعبها مع عدم الأخذ في الاعتبار أنها دولة إحتلال ومن حق الشعب الفلسطيني مقاومتها بكل السبل.. والكل يري عدم تناسب رد الفعل الإسرائيلي مع العقل والمنطق الذي يجسد المعني الحقيقي لإرهاب الدولة.
ومن هذا المنطلق نجد ان مفاهيم الصدق والعدل والمساواه أصبحت ضمن منطوق مطاطي لايجسد الواقع فكلنا نعرف الحق ولكن فرقتنا كعرب تجعلنا غير قادرين علي الحصول علي حقوقنا وبالرغم من وجود جميع مقومات القوه لدينا تغيب عن بعضنا حتميه العمل الجماعي والوحده.
فلابد أن نكون صادقين مع انفسنا كعرب لن تتحرر فلسطين دون عوده الدولة القومية ودون الإيمان المطلق بحتميه وحده الصف الفلسطيني ورفع شعار من سيحمي الشعب الفلسطيني لا شعار من سيحكم الشعب الفلسطيني ،فالأختيار بين الفصائل حق أصيل للشعب الفلسطيني مع ضروره الأتفاق علي الثوابت الوطنيه الفلسطنية ونترقب ومعنا باقي دول العالم ماسوف يحدثه الرئيس الإمريكي المنتخب ترامب من تطورات علي الساحه الدوليه وخاصة في فلسطين فالصدق وعوده الحقوق من الأمنيات في العلاقات الدولية مالم يكن هناك قوه وآليات تعطي الحقوق لإصحابها.