»» بقلم ✍️ تسنيم عمار
(باحث ماجستير، نائب مدير الشئون العلمية والثقافية بالمنظمة العالمية لخريجي الأزهر)
يعتبر تسلط المدراء على الموظفين من المواضيع المهمة التي تستحق الدراسة في جميع بيئات العمل، هذا التسلط يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الإنتاجية ورضا الموظفين، مما ينعكس على أداء المؤسسة بشكل عام.
في هذه المقالة، سنستعرض مفهوم تسلط المدراء، أسبابه، وآثاره، بالإضافة إلى استراتيجيات للحد من هذا التسلط، وسيكون لدينا أيضا مناقشة حول أهمية الثقافة التنظيمية والتواصل الفعال في مواجهة هذه الظاهرة.
تسلط المدراء يشير إلى السيطرة المفرطة التي يفرضها بعض المدراء على موظفيهم، مما يؤدي إلى خلق بيئة عمل غير صحية، هذه السيطرة تضعف من استقلالية الموظفين وتثبط إبداعاتهم، مما يقلل من روح الفريق. إن التأثير السلبي لتسلط المدراء يظهر في انخفاض الإنتاجية وشعور الموظفين بالإحباط، كما أن التسلسل الهرمي الصارم قد يمنع من إحداث تغييرات إيجابية في مكان العمل.
يمكن أن تعود أسباب تسلط المدراء إلى عدة عوامل: أولها الخوف من فقدان السيطرة أو السلطة، بعض المدراء يميلون إلى استخدام أساليب تسلطية كوسيلة للحفاظ على النظام وضمان تحقيق الأهداف، بالإضافة إلى ذلك، قد تنبع هذه الأساليب من ثقافة إدارة راسخة التي تعطي الأولوية للنتائج على حساب العلاقات الإنسانية، فوق ذلك، يمكن أن يؤدي الضغط الناتج عن المنافسة في العمل إلى تصرفات متسلطة وغير رحيمة من قبل المدراء.
التساهل في الإدارة يمكن أن يؤثر سلبا على الأداء النفسي للموظفين، بينما يزيد من حالة الفوضى في العمل. بالمقابل، التساؤل الزائد يؤدي إلى خلق بيئة مشحونة بالتوتر والمنافسة السلبية، يتطلب هذا التوازن الذكي بين التساهل والتسلط إدراكًا مكثفًا لاحتياجات الموظفين، فيجب أن يسعى المدراء لتحقيق توازن صحيح يضمن إنتاجية عالية وحفاظًا على بيئة عمل قائمة على الاحترام.
تسلط المدراء يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على الإنتاجية بشكل سلبي، عندما يشعر الموظفون بعدم الارتياح تحت تحكم مفرط، ينخفض دافعهم للعمل بشكل أفضل، والأبحاث تشير إلى أن الموظفين الذين يعملون في بيئات تحكمها السلطة هم أقل إبداعًا وأقل إنتاجية، بجانب ذلك، تؤدي هذه الديناميكيات السيئة إلى زيادة معدل دوران الموظفين، مما ينطوي على تكاليف إضافية للمؤسسة.
للتخفيف من تأثيرات التسلط الإداري، يمكن تبني مجموعة من الاستراتيجيات..
أولاً، تعزيز الشفافية في عمليات إدارتهم. ثانيًا، توفير التدريب للمديرين على أساليب القيادة الحديثة التي تركز على التعاون والتواصل.
ثالثًا، تشجيع ثقافة تلقي الملاحظات من الموظفين بشكل دائم. هذه الاستراتيجيات من شأنها التقليل من الشعور بالتسلط وتعزيز روح الفريق.
ويمكننا النظر إلى شركتين مختلفتين حيث أثر التساهل الإداري بشكل ملحوظ. في إحدى الشركات، أدى التساهل إلى عدم وجود التزام من الموظفين، مما أثر على أهداف المشروع. بينما في شركة أخرى، أدت أساليب الإدارة المتحضرة إلى تحسين الأداء والابتكار. هذه الأمثلة توضح كيف يمكن أن يؤدي التوجه الإداري إلى اختلافات واضحة في النتائج والأداء العام للمؤسسة.
تلعب الثقافة التنظيمية دورًا رئيسيًا في توجيه سلوك المدراء والموظفين، ثقافة تشجع على التعاون والانفتاح قد تقلل من ممارسات التسلط وتحفز التواصل، يمكن أن تعزز بعض السياسات من تعزيز ممارسة الاهتمام المتبادل وخلق جو داعم، وفي النهاية، العامل الأساسي هو وجود بيئة تشجع على الابتكار والاستقلالية.
التواصل الفعال يساعد في خلق بيئة عمل متوازنة ويخفف من حدة التسلط، عندما يتمكن الموظفون من التعبير عن آرائهم ومخاوفهم بشكل آمن، فإنهم يشعرون بالتقدير، واستراتيجيات التواصل المفتوح تشمل الاجتماعات المنتظمة وتوفير السبل للموظفين للتعبير عن أفكارهم، فمن خلال هذه الأساليب، يمكن بناء ثقة أكبر بين المدراء والموظفين، مما يساهم في تحسين البيئة العامة ونوعية العمل.
في الختام، يتضح أن تسلط المدراء له تأثيرات شديدة على بيئة العمل والأداء العام، التحدي يكمن في تحقيق التوازن بين الإدارة الفعالة والاحترام المتبادل، من خلال استراتيجيات جيدة وثقافة تنظيمية تدعم التواصل والتعاون؛ يمكن تحسين العلاقات داخل المؤسسات ورفع مستوى الإنتاجية. إن معالجة هذه الظاهرة بشكل فعال يعزز من نجاح المؤسسات في السوق المتنافسة اليوم.