بقلم ✍️ محمد دياب
(مسؤول بقسم الموارد البشرية بإحدى الشركات السياحية)
على مدار السنوات أصبح لدينا نوع من النواب الذين يعتقدون أن الشعب غافل عنهم وأنهم يستطيعون اللعب على وتر الظهور المفاجئ في موسم الانتخابات.
هذه الظاهرة باتت معتادة في كل دورة انتخابية حيث يظهر البعض من هؤلاء الأعضاء فجأة ليقوموا بجولات انتخابية في دوائرهم ،ويطلقون الوعود التي لا يلتزمون بها وكأنهم نسوا أنهم كانوا في مكانهم طوال السنوات الماضية دون أن يلحظهم أحد.
منذ اللحظة التي يفوز فيها عضو مجلس الشعب بمقعده يعتقد أنه قد حصل على “تصريح” للغياب والتجاهل. فأين كانوا هؤلاء النواب طوال فترة ولايتهم؟ أين كانت مساهماتهم في القوانين والمشاريع التي كان من المفترض أن تُسهم في حل مشاكل المواطن المصري؟ الإجابة ببساطة: غائبون!
غالباً ما يكون تواجدهم في البرلمان خلال الجلسات الرسمية محدوداً ومن غير المعقول أن يكونوا قد بذلوا أي جهد حقيقي لخدمة الشعب. بل أحياناً نجد أنهم لا يظهرون في دوائرهم الانتخابية إلا في المناسبات الكبرى مثل الأعياد أو مناسبات سياسية معينة وهو ما يجعل المواطن يشعر بأنهم مجرد “ورقة” انتخابية تتكرر في كل موسم.
ثم يأتي موسم الانتخابات ليظهر هؤلاء الأعضاء وكأنهم استفاقوا فجأة من سباتهم العميق. تبدأ الحفلات الانتخابية والوعود الفارغة والتصريحات التي لا تحمل أي قيمة. يبتسمون للمواطنين ويتجولون في الشوارع والأحياء ويوزعون الوعود الحارة ببناء المدارس والمستشفيات مع أن هذه الوعود كانت دائماً على لسانهم ولكن في فترات الانتخابات فقط. لكن الحقيقة المريرة ان الاستفادة لاتشمل كل المواطنين بل تتركز غالباً على فئة ضيقة من “الدائرة المحيطه” بالنائب اولئك الذين يحافظون على مصالحهم المشتركه معه ويستفيدون من منصبه.
يستغل هؤلاء العلاقة مع النائب لتحقيق مكاسب شخصية على حساب خدمة الدائرة الانتخابيه بأكملها مايترك المواطن العادى يشعر بأنه مغيّب.
الظاهرة لا تقتصر على الظهور المفاجئ فقط بل تكمن في الأثر الذي تتركه على المواطن. هؤلاء النواب يساهمون في زيادة الإحباط واليأس بين الناس ويزيدون من انعدام الثقة في العملية الانتخابية ككل. فالمواطن يشعر أنه مجرد أداة في يد السياسيين للوصول إلى مقاعدهم ،وبعد ذلك يغيبون عن الساحة طوال خمس سنوات أخرى. وفي وقت الانتخابات يعودون مجدداً ويغمرون الجمهور بتصريحاتهم الرنانة!.
من الضروري أن تكون الانتخابات محطّة حقيقية لمحاسبة النواب وليس مجرد موسم لاستغلال حاجة الناس للوعد بتحقيق أحلامهم يجب على الناخبين أن يكونو أكثر وعياً وأن يرفضو منح اصواتهم لأولئك الذين يعتبرون البرلمان مجرد منصة للوصول إلى السلطة ثم يتجاهلون واجباتهم. الانتخابات ليست مسرحية والنواب ليسوا ممثلين يظهرون وقت الحاجة فقط. يجب أن يكون لدينا مجلس شعب يضم أفراداً يعملون طوال الوقت لصالح الوطن وليس فقط عندما يقترب موعد الانتخابات.