بقلم ✍️ مدحت الشيخ
(كاتب ـ مدير تحرير جريدة الديار)
تلعب الصناعة بلا شك دورا هاما في تنمية الدول واستثمار ما بها من ثروات طبعية وتحوليها إلي منتجات لسد احتياجاتها الصناعية وتصدير الفائض منها إلي دول العالم ليعود علي الاقتصاد العام بالنفع، ويعود علي الفرد بتحسين مستوي المعيشة وزيادة الدخل، وذلك لما توفره الصناعة من فرص عمل علاوة علي تخفيف العبء عن الدولة، مما يتيح للدول وحكوماتها فرص التنمية في جوانب أخري وهي كثيرة ومتعددة بالإضافة إلي إنها جزء لا يتجزأ من الأمن القومي للدول.
وتتميز مصر عن غيرها من الدول بالعديد من العوامل البيئية والممثلة في المناخ الجيد والبشرية كالأيدي العاملة الماهرة معظمهم في سن الشباب والثروات الطبيعية المتعددة ليس هذا فحسب ولكنها سوق قوي وقوة شرائية جبارة نظرا لما بها من عدد السكان.
معطيات مهمة وقراءة مبشرة تعلمها جيدا معظم الدول المصدرة وتسعي جاهدة لاستهداف السوق المصري لذا يجب علينا وضع هذه المعطيات أمام أعيننا واستغلال ما انعم الله به علينا خاصة في ظل حالة عدم الاستقرار التي تسود المنطقة والظروف الاقتصادية غير المعتادة التي تمر بها البلاد، أصبح من الضروري وضع الصناعة علي قائمة المشروعات القومية الكبرى مشروع قومي تحت شعار صنع في مصر، مشروع قومي لا تتحمل الدولة وحدها مسؤوليته بل تتحمله جهات عدة من دولة ومواطن وخبراء وعمال ورجال إعمال، وللنجاح متطلبات وأولها: التخطيط، فلابد من البدء في تخطيط جيد يرعي سرعة التنفيذ مع توفير التمويل اللازم مع مراعاة ربط مخرجات التعليم الفني بمتطلبات سوق العمل لتوفير كوادر في المستقبل بالإضافة إلي عمل حملات توعية في كافة وسائل الإعلام لدفع المواطنين لشراء المنتج محلي الصنع والتخلي عن عقدة الخواجة وتوضح أهمية ذلك للدولة والمواطن.
ثانيا: التعلم عن طريق استغلال المراكز البحثية لدراسة السوق دراسة وافيه ومعرفة احتياجات الدولة من المنتجات المصنعة وخاصة التي تشكل عبء علي خزينة الدولة والتوسعة في البحث العلمي لتقديم منتج قادر علي المنافسة بتكلفة عادلة.
ثالثا: الخبرة والمتمثلة في رجال الإعمال المصريين وما لديهم من تجارب بكافة جوانبها سلبا وإيجابا والاستفادة منها.
رابعا: دعم الدولة والممثل في تنمية وتطوير صندوق تنمية الصادرات لأهميته في خلق أسواق جديدة للمنتج المصري لتوفير العملات الأجنبية، فعندما يقترن العلم بالتخطيط، ودعم الدولة مع إرادة الشعب مع شريان أساسي للنجاح وهو الخبرة فلأبد من النجاح.
ربما لم تكن التجربة الأولي والأمر ليس مستحيل، فقد خاضت مصر تجربة شبيهه في ستينيات القرن الماضي حيث تم إنشاء ما يقرب من 1000 مصنع في كافة القطاعات ومعظم المحافظات تم تصفية بعضها وتوقف البعض الأخر للخسارة الفادحة علينا تكرار التجربة وتجنب أخطاء الماضي.