وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت واقعا نعيشه ،يوما بعد الآخر ،نكتشف انه واقع مؤلم كشف عيوب المجتمع وفتش عن أسوأ مافيه،أمام فتنة الترند تاهت القيم التى تربطنا، تفاصيل الحياة اليومية أصبحت مشاعا وعلى العلن، بيوت كتيرة تأثرت وغاب عنها الجو الأسرى الدافىء الكفيل أن يواجه أعتى المشكلات، فجأة تحول الكثير إلى صناع محتوى وليته محتوى جدير ان يتابع أو يقدم فائدة
تذكر للآخرين، للأسف الكثير يرى أن كشف عورات البيوت وسيلة لتحقيق أعلى نسب من المشاهدة وبالتالى ترجمة ذلك فى صورة مكاسب مادية رغم أن هذا المال الذى يتم جمعه بصورة أو بأخرى كان سببا لخلافات كثيرة بين الأزواج وكانت سببا فى الكثير من حالات الإنفصال و ضياع الكيان الأسرى فى لحظة،استوقفني منذ أيام “لايف “على التيك توك بين أخت تعاتب شقيقتها بأنها تجاهلت ان تعزمها على فرح ابنتها وتطور الحوار إلى المعايرة والتراشق بأفظع الألفاظ وارتفع صوت الحوار حتى تخوفت إحداهما من الحظر -حظر البث-وهو الأمر الذى أهمها، لم يعنيها أنها أفشت أسرار الأسرتين وأعلنت للجميع أن زوج شقيقتها من أرباب السجون وهو الأمر الذى ربما كشفته للعريس الذى اقبل على نسبهم والزواج بإبنتهم ،والمتابع لصناع المحتوى يجد سيطرة الشيفات ووصفات الطعام، والأمر لا يخلو ايضا من المنافسات التى تصل إلى الاتهامات والمشاجرات والتراشق بأفظع الألفاظ، نأتى لفئة “الفود بلوجر” وهى مهنة من لامهنة له ،هو شخص مهمته الإعلان عن المطاعم بالإيجاب اوالسلب والامر لايخلو طبعا من الإبتزاز، المحزن فى الأمر انسياق بعض الفضائيات فى هذا التيارو تورطهم في استضافة هؤلاء والأمر لم يسلم ايضا من المهاترات، فتتعجب من صانعة محتوى تهاجم مذيعة شهيرة وتتهمها بأنها لاتملك مهنية على حد قولها “بربع جنيه ” وتتهم المذيعة بأنها استغلتها لتحقيق الترند ،المؤسف فى الامر ان بعض صانعات المحتوى توهموا أنهم حققوا شهرة فأصابهم الغرور ربما من المكاسب السريعة التي حققوها ليتوهمو بأنهم مشاهير ونجوم مجتمع وهنا مكمن الخطر انقلاب الموازين وتغيير الخريطة الاجتماعية وتهديد القيم والثوابت وإعلاء قيمة المادة وسيطرة مبدأ الغاية تبرر الوسيلة وهو أمر فى غاية الخطورة لأنه يقدم نموذج سىء من الاستسهال والتفاهه ، ربما هذا يعيد للذاكرة برامج المسابقات التى كانت تكرس لفكرة المكسب السريع دونما بذل اى جهد، الأمر جد خطير يهدد ثوابت المجتمع واستقراره، نحن في حاجة لمنع جولات التيك توك واللايفات التى تسئ لنا والتى يتصدرها أسوأ مافينا، فهل تتحرك الأجهزة المعنية؟ لوضع حد لهذه المهاترات التى أضرت بقيمنا وتهدد سلامنا الإجتماعي ؟ نحن في الإنتظار
[email protected]