بقلم: ✍️ إسلام عبدالرحيم
«كاتب بموقع تنسيقية شباب الأحزاب»
في عصر التواصل السريع وانتشار المعلومات الفوري، أصبحت الأخبار الزائفة أو “الفايك نيوز” أحد أكبر التحديات التي تواجه المجتمعات والأفراد على حدٍ سواء، يمكن لهذه الأخبار أن تنتشر بسرعة البرق، ما يجعل السيطرة عليها أو تصحيحها أمراً صعباً، ومع التوسع الهائل لوسائل التواصل الاجتماعي، أصبح نشر الأخبار الزائفة أسهل من أي وقت مضى، مما يشكل خطراً على الأمن المجتمعي والفردي.
وعندما نعرف الأخبار الزائفة هي معلومات مضللة تنشر عمداً بهدف خداع الجمهور، غالباً ما تتضمن هذه الأخبار أحداثاً مختلقة أو وقائع محرفة تقدم بأسلوب يبدو موثوقاً، مما يسهل انتشارها وتقبل الجمهور لها، وتعتبر هذه الأخبار وسيلة فعالة للتلاعب بالرأي العام، مما يجعلها أداة قوية في أيدي من يسعون لتحقيق مصالح شخصية أو أجندات سياسية.
أما عن أحد أسباب انتشار الأخبار الزائفة، التكنولوجيا الحديثة حيث توفر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الرقمية بيئة مثالية لنشر الأخبار الزائفة، فالتقنيات أن المتطورة تسهل نشر محتوى مضلل دون وجود أي رقابة فعلية، كما أن سهولة الوصول إلى المعلومات من الهاتف الذكي أو الحاسوب الشخصي أمراً بسيطاً، ما يساهم في تلقي كم هائل من المعلومات غير الموثوقة.
كما أن الأخبار الزائفة تؤثر على المجتمعات، والرأي العام
والتأثير على الصحة النفسية التي تؤدي إلى التعرض المستمر للمعلومات المضللة إلى انتشار الخوف والقلق بين الناس، خاصةً عندما تتعلق الأخبار الزائفة بأزمات أو كوارث محتملة فيجب علينا أن تتدارك هذا الأمر والتفرقة بين الأخبار الزائفة والحقيقية كما فعلت بعض المنظمات والمواقع العالمية الاعتماد على فرق التحقق لديها من صحة الأخبار قبل نشرها، مما يحد من انتشار الأخبار الكاذبة.
وللإعلام دور كبير من الضروري توعية الجمهور حول كيفية التمييز بين الأخبار الحقيقية والزائفة، وتعليمهم كيفية البحث عن مصادر موثوقة وأن تتحمل مسؤولية نقل الأخبار بشكل دقيق، من جانبه يساعد الإعلام في تعزيز ثقافة التحقق بين الناس عبر تقديم نصائح حول كيفية التمييز بين الأخبار الحقيقية والزائفة، مثلًا، نشر معلومات حول كيفية التأكد من مصدر الخبر ومصداقيته، وأهمية هذه الجهود تكمن في حماية المجتمع من التلاعب والتضليل الإعلامي، ما يؤدي إلى تعزيز الثقة في المعلومات الصادرة عن المصادر الموثوقة وتحقيق استقرار اجتماعي مبني على الوعي والتحليل النقدي.
وفي ظل التطور التكنولوجي السريع، لا يبدو أن الأخبار الزائفة ستختفي قريباً ولكن من خلال التوعية، والتحقق من الحقائق، وسن القوانين، يمكن الحد من تأثيرها السلبي على المجتمعات، ويتطلب الأمر تعاوناً مشتركاً بين الأفراد، المؤسسات، والحكومات لضمان بيئة إعلامية صحية تحترم عقول المتلقين وتهدف إلى تعزيز الاستقرار المجتمعي.
وفي نهاية المقال، أقول إن تجنب الأخبار الزائفة أصبح أمرا ضروريا في عصرنا الحالي حيث تنتشر المعلومات بسرعة على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي قبل التحقق من صحتها أو الرجوع إلى مصدرها، تأكد من أن الخبر صادر عن مصدر موثوق وله تاريخ معروف في نشر المعلومات الصحيحة، تجنب الاعتماد على المواقع غير المعروفة أو التي تحمل أسماء غريبة، بالتالي، يمكن القول أن اتباع هذه الخطوات بشكل يومي يسهم في الحد من انتشار الأخبار الزائفة، ويساعد الأفراد على اتخاذ قرارات مستنيرة وبناء وعي حقيقي يعتمد على الحقائق.