استقبل السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضى وفداً رفيع المستوى من المجلس التنفيذي للصندوق الدولي للتنمية الزراعية “الايفاد” برئاسة السفير يايا اولانيران والذي يزور مصر حاليا لمدة أسبوع لمتابعة المشروعات المشتركة بين المنظمة الدولية والحكومة المصرية
القصير أكد على عمق العلاقات التاريخية بين مصر والايفاد والممتدة في دعم كثير من المشروعات خاصة في مجال الزراعة ..مشيراً إلى أن الزراعة أصبحت من القطاعات التي تأخذ أولوية قصوى في مقدمة اهتمامات كل الدول نظرا لدورها في توفير الغذاء كما أنها في مصر تستوعب أكثر من 25% من العمالة وتسهم بنسبة كبيرة في الناتج القومي بالإضافة إلى دورها في الصادرات وايضا توفير المواد الخام لمعظم الصناعات ،
كمااستعرض الوزير أمام وفد “الايفاد” الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة المصرية من أجل تحقيق التنمية الاحتوائية والمستدامة وكذلك تحقيق الأمن الغذائي للمواطنين سواء من خلال التوسع الأفقي واستصلاح الأراضي الجديدة أو التوسع الرأسي بالبحوث التطبيقية في زيادة الإنتاجية وتعظيم الاستفادة من وحدتي الأرض والمياه كما أشار إلى النهضة الزراعية التي شهدتها مصر في مشروعات الإنتاج الحيواني والالبان والبتلو والتلقيح الاصطناعي والتحسين الوراثي والقوافل البيطرية وكذلك مشروع تحديث أساليب الري وايضا مبادرة حياة كريمة التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي لتطوير الريف المصري ورفع مستوى معيشة الفلاحين الذين يمثلون الغالبية العظمى من سكان الريف والذي تتجاوز تكلفة ال 700 مليار جنية
كما أشار إلى المزارع المصرية في افريقيا لمساعدة الأشقاء الأفارقة في البحوث التطبيقية وبناء القدرات
تناول وزير الزراعة أيضا التحديات التي تواجه القطاع الزراعي في مصر واهمها ندرة المياه نتيجة لثبات حصة مصر من نهر النيل عبر السنين رغم زيادة الرقعة الزراعية
وقال إن مصر تحاول التغلب على هذه المشكلة من خلال مصادر أخرى مثل معالجة مياه الصرف الزراعي وكذلك تحلية مياه البحر والاستفادة من المياه الجوفية وحصد مياه الأمطار والسيول وكل ذلك يتكلف أموالا طائلة
شددالقصير على أن بناء السدود على الأنهار العابرة للحدود يجب ألا يقف حائلا أمام الدول في تحقيق الأمن الغذائي لمواطنيها
وقال إن من التحديات أيضا التي تواجه أيضا الزراعة المصرية التغيرات المناخية رغم أن الزراعة هي اقل القطاعات مساهمة في الانبعاثات الحرارية والتلوث البيئي ولكنها الأكثر ضررا من التغيرات المناخية حيث تتسبب في زيادة التصحر وملوحة التربة والتأثير على صغار المزارعين ومستوى دخولهم ومعيشتهم
وزير الزراعة أشار الي ان عدد المشروعات السابقة التى تم تمويلها من الإيفاد 14 مشروعا بلغت تكلفتها حوالي 520 مليون دولار فضلا عن تنفيذ 3 مشروعات حاليةوهي مشروع تعزيز الموائمة في البيئات الصحراوية (برايد) ومشروع تعزيز القدرات التسويقية لصِغار المزارعين في الريف المصري(برايم) ومشروع الاستثمارات الزراعية المستدامة (سيل) باجمالي ميزانية قدرها نحو 200 مليون دولار في المناطق الريفية والاكثر احتياجا ومناطق الاستصلاح الجديدة والتي تستهدف رفع مستوى معيشة صغار المزارعين
كما أضاف على ضرورة استدامة المشروعات وقال إن الوزارة أنشأت وحدة مركزية لمتابعة مشروعات “الايفاد” كما ان هيكل الوزارة الجديد يتضمن إدارة مركزية للتقييم والمتابعة وادارة أخرى للرقابة والحوكمة في ضوء إهتمام الوزارة بتطوير قطاعاتها المختلفة وفقًا لمتطلبات المرحلة
وأعلن القصير عن تطلعه إلى مزيد من التعاون مستقبلا مع “الايفاد” في مجالات التحول الرقمي وميكنة الخدمات الزراعية والذكاء الاصطناعي وكذلك الري الحديث والتصنيع الزراعي وسلاسل القيمة المضافة وايضا المشروعات المرتبطة بالتغيرات المناخية وحصد مياه الامطار والسيول
من ناحيته أعرب السفير يايا اولانيران رئيس وفد المجلس التنفيذي لصندوق التنمية الزراعية “الايفاد” عن سعادته بزيارة القاهرة مشيرا إلى أن مصر مليئة بقصص النجاح الكثيرة والتغلب على العديد من المشكلات وهي نموذجا يحتذى لدول المنطقة خاصة في الحلول التكنولوجية وقال سوف نسعى لتدعيم العلاقات بين مصر والايفاد مع الأخذ الاعتبار كل الموضوعات التي طرحها وزير الزراعة وهي نقاط استيراتيجية هامة واضاف أن هناك زيارات ميدانية كثيرة لمتابعة مشروعات الايفاد على أرض الواقع