بقلم ✍️ مدحت الشيخ
(مدير تحرير جريدة الديار)
إنها فئات ضالة تخلت عن ضمائرها مقابل مكاسبها تردد أقوال “تشي جيفارا” وتتبع مبادئ ميكافيلي ،لا تفهم إلا لغة المصالح ولا تسعي إلا لجمع المال ضربت بجذورها في المجتمع فانتشرت إنتشارا واسعاَ ، وتشعبت حتى وصلت إلي أزقة المدن والطرقات القرى ومعظم القطاعات وشتي المحافظات، لتضيف عبئا جديدا إلي الأعباء المتعددة تقع علي كاهل المواطن من تضخم وأرتفاع الأسعار نتيجة ظروف إقليمية وداخلية لا مجال للحديث عنها الأن ،إنهم بمثابة طيور الظلام صناع الأزمات في الدولة ومصاصي دماء للمواطن .
تمثل هذه الفئة خطرا علي الدولة من جانب وشبح يؤرق المواطن من جانب أخر فقد تخطت جميع الخطوط الحمراء باتت خطورتها لا تقل عن خطورة الإرهاب نظراَ لتواجدها وسط الشارع تعرف جيدا كيف تعمل في صمت وتمارس عملها بحرفيه شديدة وتتجاوز بشكل فج حيث تستغل احتياجات الشعب فتسيء إلي الدولة وتحمل الحكومة نتائج تجاوزها ولذلك لمسؤوليتها عن الرقابة وتوفير السلع ..
تتشكل هذه المافيا من العديد من التجار الذين يعملون بشكل يومي علي ارتفاع الأسعار وإحتكار السلع برغم جهود الدولة للحد من ارتفاع الأسعار وتوفير السلع والسيطرة علي التضخم ، ضاربة بتسعير الدولة عرض الحائط الدولة والإطاحة بما تبذله الدولة من جهود لينتج حالة عدم إستقرار ملحوظة في الأسواق بين الحين والآخر مصحوبة بحالة سخط وعدم رضا من الجمهور ،ومع مرور الوقت وعدم كفاية الرقابة وغياب الردع واستمرار الأزمة انتقلت الظاهرة إلي قطاع أخر ملموس للجميع ، فبعض سائقي الأجرة والتاكسي لا يعترفون أحيانا بالتعريفة الرسمية للأجرة المقررة من قبل الجهات المعنية إلا من رحم ربي ، حسب رغبة السائق وحالة التكدس.
ولم يقتصر الأمر علي الأسواق والموصلات العامة بل تطرق إلي العديد من المنشآت الصناعية والتجارية التي تتلاعب إداريا سعيا للهروب من الضرائب وعدم تطبيق الحد الأدنى للأجور التي أقرته الدولة بالإضافة إلي المدارس والجامعات الخاصة التي تناست إنها في المقام الأول مؤسسات تعليمية وتربوية وأصبحت لا تهدف إلا للربح، وتطرقت الأمور إلي قطاع الدواء فلم يعد بعيدا عن أيدي المحتكرين وصناع الأزمات ليضيفوا الي المرضي معاناة اخري بجانب المعاناة من المرض ..
إنها ظاهرة تحتاج إلي وقفة وسلوك يحتاج إلي ردع، وذلك بتفعيل جاد وحاد للقانون ومنح الضبطية القضائية للجهات المعنية للقضاء علي هذه الظاهرة ، فهيبة الدولة ضرورة والقضاء علي المفسدين أمر حتمي، فطيور الظلام خطر يلتهم جهود الدولة وتشغل غضب المواطنين ،ما يستوجب التلاحم بين المواطن والدولة للقضاء علي هؤلاء وإعادة الأمور إلي نصابها الصحيح.