بقلم :✍️ نادر عبدالناصر
(المحلل الرياضي بالقنوات التلفزيونية وعضو فريق التحليل في راديو الشباب والرياضة)
فجأة تتوقف المباراة، وتتوقف معها أصوات الجماهير، ويتسارع الأطباء والمسعفون في الدخول إلى الملعب، يعم الصمت والترقب في كل أرجاء الملعب، فماذا حدث ،نجد لاعبا وقع فجأة على أرضية الملعب فاقد الوعي.
لم يكن “إيفان نديكا” لاعب روما، أول من يتعرض لأزمة قلبية مفاجئة أثناء المباراة، فالجميع يتذكر ما حدث في السنوات الأخيرة من تعرض أكثر من لاعب لأزمة قلبية أشهرهم “كريستيان إريكسن” لاعب وسط منتخب الدنمارك في مباراة في يورو 2020 و”سيرجيو أجويرو” لاعب مانشستر سيتي الذي اعتزل كرة القدم نهائيا لهذا السبب.
وتوقفت ليلة أمس مباراة “فيورنتينا وانتر” في الدوري الايطالي بعد مرور 26 دقيقة بسبب سقوط “إدواردو بوفي” لاعب فيورنتينا بشكل مفاجئ.
وسقط لاعب وسط فيورنتينا الشاب على أرضية ملعب فرانكي معقل فريق فيورنتينا دون أي تدخل،ونقل اللاعب للمستشفى للتأكد من حالته الصحية، وخرج لاعبو الفريقين من أرضية الملعب..
الأزمة القلبية تتزايد بشكل واضح للجميع في الفترة الأخيرة، ورغم ذلك لا أحدا يتحرك بشكل جدي، حتى أنها وصلت إلى بلادنا العربية حينما سقط احمد رفعت لاعب نادي فيوتشر في لقاء في الدوري المصري نتيجة أزمة قلبية مفاجئة، ولاعب كفر الشيخ محمد شوقي نتيجة أيضاً لأزمة قلبية في دوري القسم الثاني.
لذا يجب التدخل الفوري والاهتمام أكثر بعمل الفحوصات الطبية اللازمة التي تخص كل لاعب بشكل دوري مع متابعة طبية من فترة إلى أخرى.
دخل الفيفا بالموضوع ؟
ورغم ذلك، لأن السبب الرئيسي لزيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب هي التوتر والضغط والاجهاد وكل هذه العوامل متوفرة في أي رياضة تنافسية بما فيها كرة القدم.
وربما يكون هذا المفسر الأول لإصابة أكثر من لاعب مؤخرا رغم التطور العلمي الكبير،
ورغم ذلك الإتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا ) لا يهتم بصحة أو حياة لاعب كرة القدم، وعمل على زيادة عدد المباريات وتغيير شكل دوري أبطال اوروبا وتغيير شكل كأس العالم للأندية من أجل التنافسية وزيادة الأموال، وتناسى أن كلما ازدادت عدد المباريات وكثرت المسئوليات على اللاعبين ،وقلت فترة الراحة، أدى ذلك إلى استنزاف كل لاعب لجسده وزيادة إمكانية إصابته بأمراض القلب.
ربما كان السبب هو زيادة الإثارة والمتعة وبالتالي زيادة الأموال، لكن تبعات هذه القرارات هي المزيد من الإنهاك الجسدي والعقلي على اللاعبين والذي يؤثر بشكل واضح على قلوب اللاعبين.
هل يوجد من يعي بحقيقة هذه الأزمة؟، أم يجب أن نستيقظ يوماً على كارثة كبرى لتبدأ رحلة التفكير في احترام جسد وعقل اللاعب!.