بقلم ✍️ مدحت الشيخ
(مدير تحرير جريدة الديار)
بلا شك إن التنمية والتقدم والازدهار أمنية عامة للشعب المصري وقطعاً ولا يمكن التنمية دون الاستغلال الأمثل للعقول المصرية وما تحمله من أفكار، وذلك بالتوسع بفتح المجال العام للحوار في القضايا القومية، ومناقشة ما ستفسر عنه من نتائج بشكل جاد.
بالإضافة إلي الاستفادة من الخبرات المصرية الموجودة حاليا في المواقع القيادية بنقل ما تملكه من خبرات للأجيال الصاعدة لصنع كوادر حقيقية قادرة علي تحمل المسؤولية في المستقبل في شتي مناحي الحياة سياسية واجتماعية وثقافية، وذلك بشكل عملي عن طريق المعايشة والاحتكاك والمساهمة في الإدارة بشكل جزئي للاستفادة القصوى ونقل الخبرات بشكل كافي، والعمل علي استقطاب الطيور المصرية المهاجرة التي برزت بالخارج وتطبيق ما اكتسبته من خبرات خارجية وتوفير ما يلزم لها من إمكانيات لنقل خبرتها خاصة في المجالات التكنولوجية والصناعية والتي أصبحت ضرورة ملحة للتقدم والنهوض بالدول المتقدمة.
هذا مع العمل علي نشر فرق بحثية مختصة بشكل مكثف في كل المجالات لاكتشاف المواهب الشابة والنماذج المبشرة مبكرا لتدريبها وتنميتها بشكل علمي وعملي كما تفعل الدول المتقدمة، فللأسف اكتشاف المواهب في مصر قاصر علي لاعبي كرة القدم والمطربين، مع العلم أن كل منهم آلية من آليات الترفية.
لقد حان الوقت للسعي للبحث والتنقيب عن المواهب العلمية وأصحاب الرؤى السياسية وبراعم المشاريع الفكرية ومالكي الاهتمامات الاقتصادية، هؤلاء هم النواة الحقيقة للنهوض والتقدم، فالجفاف الفكري أصبح مرض العصر والنمطية باتت لصيقة المجتمع والإبداع لم يبقي منه إلا الذكري والريادة المصرية قاب قوسين أو أدني.
لدينا في مصر عقول قادرة علي النهوض والتغلب علي القيود قادرة علي القيادة والريادة والإبداع والإمتاع تريد فقط من يبحث عنها في الجامعات والمدارس بشكل جاد من قبل مختصين تحتاج إلي اهتمام كالاهتمام بالبحث عن لاعبي كرة القدم وتريد فرصة كمطربي المهرجانات.
لدينا آمال كثيرة وطموحات عالقة وتحديات معرفة وثروات يجب استغلالها لا يمكن أن تتحقق بدون البحث عن من يؤمن بأهمية ذلك ويبدع في تحقيق الهدف، إنها ثروات أخري مغمورة يجب التنقيب عنها ووضعها علي قائمة اهتمامات الدولة لتعود بالنفع علي الدولة والمواطن، فالاستثمار الحقيقي يبدأ بالاستثمار في العقول والاستفادة من الخبرات، فالمواهب العلمية أهم من مواهب الكرة فالبرازيل الاول كرويا وأمريكا الأول بحثيا.