شاركت وزارة الصحة والسكان، ممثلة في الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، في الحوار المشترك الذي جمع بين الاتحاد الأفريقي والتحالف العالمي لخفض الطلب على المخدرات، والذي استضافته جمهورية تنزانيا خلال الأسبوع الماضي
أوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن جلسات الحوار ركزت على تعزيز التوجهات الوقائية المجتمعية، بالإضافة إلى استعراض التدابير العلاجية الحديثة، كما تم التأكيد على أهمية تبني البرامج المستندة إلى الأدلة العلمية لتطوير السياسات الصحية النفسية، والارتقاء بجودة الخدمات الوقائية والعلاجية،مشيرًا إلى أن المناقشات أبرزت دور البحوث الوبائية في تحديد عوامل الخطورة، ورصد معدلات انتشار الإدمان، وآثاره المختلفة.
صرحت الدكتورة منن عبدالمقصود، الأمين العام للأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، أن الوفد المصري استعرض مسيرة مصر في الأبحاث الوبائية حول المخدرات منذ التسعينيات، مرورًا بالمسح القومي لعام 2023، الذي كان له دور محوري في تطوير الخطط وسد الفجوات وتدريب الكوادر المتخصصة في علاج الإدمان،مضيفة أن هذه الجهود توجت بإطلاق الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، للمبادرة الرئاسية لعلاج الإدمان “صحتك سعادة”، ضمن مبادرات تعزيز الصحة النفسية.
أضافت الدكتورة أن الوفد المصري قام بزيارة مركز متخصص في علاج الإدمان بأحد المستشفيات العامة، كما اطلع على وحدة العلاج ببدائل الأفيونات في مدينة أروشا، والتي انطلقت منذ عام 2011.
أوضحت أن مصر بدأت في تطبيق برنامج العلاج ببدائل الأفيونات كجزء من برامج خفض الضرر منذ العام الماضي، وقد وصل عدد الوحدات المتخصصة في هذا العلاج إلى 17 وحدة موزعة في مختلف المحافظات ، مؤكدة أن العديد من المرضى أعربوا عن رضاهم تجاه الخدمة، مشيرين إلى تحسن ملحوظ على الصعيدين الصحي والوظيفي، كما أضافت أن هذا البرنامج يُعتبر إطارًا إرشاديًا لمساندة جهود الدولة في مكافحة الإدمان، من خلال تعزيز الوقاية وتقديم خدمات العلاج والرعاية والتأهيل والدمج المجتمعي للمرضى.
تجدر الإشارة إلى أن برنامج العلاج ببدائل الأفيونات (الميثادون) بدأ تطبيقه في مارس 2023 بمستشفى مصر الجديدة (المطار) التابعة للأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، وقد تم التوسع في هذا البرنامج، حيث يحصل المرضى على العلاج اليومي داخل وحدات خفض الضرر بالمستشفى الأقرب لهم، بالتزامن مع التزامهم بحضور الجلسات العلاجية والتأهيلية، ويساهم هذا البرنامج في تمكين المرضى من ممارسة حياتهم اليومية بصورة طبيعية، كما يخفف عن الدولة أعباء التكاليف المرتفعة للإقامة طويلة الأمد داخل المستشفيات.