بقلم ✍️ مدحت الشيخ (مدير تحرير جريدة الديار)
وسط أوضاع ملتهبة وجبهات مشتعلة في العديد من بلدان العالم ودول عربية مزقتها الحروب.
من مأساة فلسطين فكل نظرة إليها تدعو للبكاء إلي تدمير الجنوب اللبناني ،وصراع السودان المسلح الذي أدي إلي مقتل آلالاف وتشريد الملايين .
وبات مستقبل سوريا في مهب الرياح بعد الخروج من 10أعوام من الحروب وسقوط نظام وتولي آخر صاحب أيدلوجية مجهولة ودولة ينقصها كل شيء وأهلها في امتحان عسير ..
فالكل مستهدف والخطر قائم والحذر ليس واجب فقط بل أصبح فرض عين ..
و نجحت مصر في التصدي لكافة المخططات منها المعلن كمخطط التهجير لأبناء غزة ،علاوة علي الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي وصلت ذروتها منذ اشتعال الحروب والتهاب الحدود وعدم استقرار الملاحة البحرية بسبب الهجمات الحوثية ..
وضع يدعو للحيطة ومرحلة تتطلب المزيد من الوطنية وطنية من نوع خاص ليست شعارات ولا هتافات ،فحب الوطن غريزة وإنما الوطنية بمعني وطنية تتضمن الإخلاص في الروح والإتقان في العمل بكل أشكاله وكافة وأنواعه فنحن في حاجة إلي إعادة اكتشاف أنفسنا والبحث عن مواطن قوتنا وعلاج ما لدينا من أخطاء وتطوير تعليمنا وزيادة إنتاجنا.
نحتاج مزيدا من الجهود الحكومية بظهير إعلامي مهني يتمتع بالقدرة علي نقل جهود الدولة مع متطلبات الشعب.
نحتاج إلي مناخ جيد يتيح لمعارضة بناءة تقديم حلول لما تراه من مشاكل مصحوبة باستراتجيات واضحة قابلة للتطبيق علي ارض الواقع.
نحتاج إلي أحزاب فعاله تخرج عن سكونها المزمن إلي الشارع لتمارس دورها ،ونخبة مخلصة تضيف ما لديها من رؤى وشباب يتمتع بأفق متسع قادر علي قراءة الأحداث مدرك لما حوله من مخاطر.
من المؤكد إننا لسنا الأفضل في هذه المرحلة ولكننا لا نريد أن نكون الأسوأ ،بالانسياق خلف الشائعات ،لتمهيد أرض خصبة لضرب استقرار الوطن ،فلابد من دارسة الماضي واستخلاص مضمونه وتحليل الواقع بدقة وقراءة ما بين السطور ورؤية المستقبل وكيفية التعامل معه.