نظم مركز إعلام الداخلة بمحافظة الوادي الجديد، اليوم الخميس، ندوة تثقيفية بعنوان: “القيم الدينية والأخلاقية وتعزيز الوعي الشعبي أساس لمواجهة الشائعات”، ضمن فعاليات الحملة الإعلامية الموسعة التي أطلقها قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات تحت شعار “اتحقق.. قبل ما تصدق”.
شهدت الندوة حضور الشيخ أحمد علي، مدير عام إدارة الأوقاف بالداخلة، والقس مكاريوس ماهر، راعي كنيسة مارجرجس بالداخلة، والمهندس منصور إبراهيم، وكيل وزارة الري سابقاً، إلى جانب ممثلي الهيئات والإدارات الحكومية ورموز المجتمع المحلي.
بدأت الندوة بكلمة مدير مركز إعلام الداخلة، محسن محمد، الذي أشار إلى أهمية الحملة الإعلامية “اتحقق قبل ما تصدق”، مؤكدًا أنها تستهدف توعية المواطنين بمخاطر الشائعات وتعزيز القيم الدينية والأخلاقية التي تُعد سلاحًا رئيسيًا لمواجهتها. كما شدد على دور وسائل الإعلام وقنوات الاتصال في ترسيخ قيم الولاء والانتماء، لتحقيق الصالح العام ودعم نهضة البلاد.
أكد الشيخ أحمد علي، مدير إدارة أوقاف الداخلة، خلال كلمته، أن الشائعات تمثل أحد أخطر التحديات التي تواجه المجتمعات الحديثة، لما تسببه من أضرار على الأفراد والمؤسسات. ودعا إلى التحقق من الأخبار قبل تداولها، مستشهدًا بالآية الكريمة: “يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين”.
وأوضح أن القيم الدينية مثل الصدق، والأمانة، والتثبت، تُعد الركيزة الأساسية لتقوية المناعة المجتمعية ضد الشائعات، محذرًا من تداعياتها التي تشمل تفكيك العلاقات الاجتماعية، والإضرار بالاقتصاد الوطني، وإثارة الخوف بين الناس.
في السياق ذاته، شدد القس مكاريوس ماهر على أهمية دور المؤسسات الدينية في نشر التوعية بمخاطر الشائعات، من خلال الخطب والمحاضرات التي تركز على تعزيز مبدأ المسؤولية الفردية. وأشار إلى أن الشائعات لا تؤثر فقط على الأفراد، بل تسهم في زعزعة الثقة بين المواطنين وتؤثر سلبًا على الاقتصاد الوطني.
وأكد القس مكاريوس على دور وسائل الإعلام المحلية والوطنية في مواجهة الشائعات من خلال تقديم الحقائق بسرعة ووضوح، موضحًا أن التوعية الإعلامية يجب أن تتكامل مع التوعية الدينية والأسرية لضمان وصول الرسالة إلى جميع فئات المجتمع.
شهدت الندوة مداخلات متنوعة من الحضور، عبّروا خلالها عن مخاوفهم من تأثير الشائعات، خصوصًا على الشباب الذين يمثلون الفئة الأكثر عرضة لتداول الأخبار المغلوطة عبر الإنترنت. ودعوا إلى تنظيم المزيد من الفعاليات والندوات التي تستهدف توعية الشباب بطرق التعامل مع المعلومات المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي. كما تم طرح عدد من المقترحات لإطلاق مبادرات مجتمعية للتوعية بخطورة الأخبار المضللة وأهمية التثبت من مصادرها.
اختُتمت الندوة بتوصيات تؤكد ضرورة تضافر الجهود بين المؤسسات الدينية والإعلامية والمجتمعية لتعزيز ثقافة التحقق من الأخبار، إلى جانب تعزيز قيم الصدق والأمانة التي تُعد حائط الصد الأول في مواجهة الشائعات، لضمان استقرار المجتمع ونهضته.