»» التقلبات المناخية وارتفاع الحرارة ، وفقدان الغطاء الثلجي وقلة الأمطار من أهم أسباب الكارثة
في كارثة إنسانية وبيئية يتابع العالم المشاهد المؤلمة لحرائق الغابات والمدن فى لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية مع توقعات استمرارها خلال الأيام القليلة المقبلة.
حول هذه الظاهرة تحدث لبوابة الجمهورية والمساء الخبير الدولي الدكتور عباس شراقي أستاذ الچيولوچيا والموارد المائية بجامعة القاهرة.
يقول د.عباس حرائق الغابات هي أحد أنواع الكوارث الطبيعية فى كثير من المناطق الأمريكية خاصة غرب الولايات فى كاليفورنيا منها لوس أنجلوس مثل الزلازل، والفيضانات، والانهيارات الطميية، والبراكين، والعواصف والأعاصير.
وتابع : إن حرائق الغابات فى الولايات المتحدة الأمريكية تحدث غالبا أثناء فترات الجفاف، وهى متكررة حيث يصل متوسط عدد الحرائق إلى أكثر من 8 آلاف حريق سنويا، تحرق حوالى مليون فدان.
كما أدت التقلبات المناخية فى السنوات الأخيرة إلى ارتفاع الحرارة نسبيا ، وفقدان الغطاء الثلجي خلال فصل الشتاء مما يتسبب في انخفاض الأمطار، وانخفاض الرطوبة عن معدلاتها، وبالتالى زيادة جفاف الأشجار، وزيادة وتيرة الحرائق ومخاطرها، خاصة فى وجود رياح قوية.
وأضاف د. عباس شراقي أن أسباب الحرائق معظمها طبيعى عن طريق البرق، وأحيانا عن طريق النشاط البشري مثل إلقاء سجائر غير منطفئة، أو احتراق أجهزة كهربائية، أو ارتفاع درجة حرارة السيارات، أو من شبكة نقل وتوزيع الكهرباء، أو حفلات شوى اللحوم فى المناطق الشجرية، أو الحرق العمد!.
كما أشار إلى أنه ومنذ أوائل الألفية الجديدة، أصبحت حرائق الغابات في كاليفورنيا أكثر خطورة بسبب تراكم الأخشاب في الغابات، وزيادة عدد السكان.
كما ساعد على سرعة انتشار حرائق لوس أنجلوس الحالية انخفاض الأمطار منذ أكتوبر الماضى، وقوة الرياح التى تسمى “سانتا آنا” Santa Ana ، أحيانا تسمى رياح الشيطان أو الرياح الحمراء لما تسببه من انتشار الحرائق بسرعة كبيرة، كما أنها تساعد على زيادة جفاف التربة والأشجار وانخفاض رطوبة الهواء الذى يعتبر مفتاح اندلاع الحريق الأولي حيث يكون الهواء جافا في البداية بسبب المواقع الجافة التي نشأ منها، ويزداد جفافا فى اتجاهه نحو الجبال، تراوحت سرعة رياح “سانتا آنا” القوية بين 90 – 160 كم/ساعة خلال الأيام الماضية والتى هبت من الشرق إلى الغرب، أى من مناطق الغابات إلى المناطق السكنية، وانتشرت الحرائق فى أماكن متفرقة باجمالى مساحة تزيد عن 35 ألف فدان، واحتراق 12 ألف منزل، وإخلاء أكثر من 150 ألف مواطن، وخسائر بعشرات المليارات من الدولارات.