نُوقشت بكلية الزراعة في جامعة جنوب الوادي بقنا رسالة الماجستير المقدمة من الباحثة مها فوزي دردير أحمد، المعيدة بقسم وقاية النبات. حملت الرسالة عنوان: “دراسات على البق الدقيقي وأعدائه الحيوية”، وتمت المناقشة تحت رعاية الأستاذ الدكتور أحمد عكاوي، رئيس الجامعة، والأستاذ الدكتور محمد وائل عبد العظيم محمد، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والأستاذ الدكتور عصام الدين عبد الهادي، عميد الكلية، والأستاذ الدكتور عبد الحليم أحمد حمدي، وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث، والأستاذ الدكتور رفعت علوي حافظ، رئيس قسم وقاية النبات.
تكونت لجنة الإشراف على الرسالة من الأستاذ الدكتور كارم محمد مهني، أستاذ الحشرات الاقتصادية بقسم وقاية النبات بكلية الزراعة بجامعة جنوب الوادي (رحمه الله)، والأستاذة الدكتورة غادة صلاح محمد، أستاذ الحشرات الاقتصادية بقسم وقاية النبات بنفس الكلية، بالإضافة إلى الأستاذ المساعد الدكتور رفعت علوي حافظ، أستاذ المبيدات المساعد ورئيس قسم وقاية النبات بالكلية.
أما لجنة المناقشة والحكم، فقد ضمت الأستاذ الدكتور أحمد محمود علي سالمان، أستاذ الحشرات الاقتصادية بقسم وقاية النبات بكلية الزراعة بجامعة سوهاج، كمناقش خارجي، والأستاذ الدكتور عبد الحليم أحمد حمدي، أستاذ الخضر بقسم البساتين بكلية الزراعة بجامعة جنوب الوادي، كمناقش داخلي. كما شارك الأستاذة الدكتورة غادة صلاح محمد كمشرف ومناقش، إلى جانب الأستاذ المساعد الدكتور رفعت علوي حافظ كمشرف ومناقش أيضًا.
ركزت الرسالة على دراسة أنواع البق الدقيقي التي تصيب النباتات المختلفة، بما في ذلك نباتات الخضر والزينة والفاكهة والحشائش والمحاصيل الحقلية، إلى جانب دراسة الأعداء الحيوية المصاحبة لهذه الحشرات. كشفت النتائج أن بق القطن الدقيقي يُعد الأكثر انتشارًا على المحاصيل المختلفة، وتم تسجيل المفترس Nephus hiekei لأول مرة على بق الموالح الدقيقي. كما تم التركيز على دراسة بق القطن الدقيقي والمفترسات والطفيليات التي ترافقه على محصول البامية، الذي يحمل أهمية اقتصادية وغذائية كبيرة. وأوضحت الدراسة أن الحشرة تنشط خلال الفترة من أبريل إلى أكتوبر، مع ذروة نشاطها في شهري سبتمبر وأكتوبر.
ناقشت الرسالة التحديات التي تواجه مكافحة البق الدقيقي، إذ تعتمد الأساليب التقليدية على استخدام المبيدات الحشرية، ولكن هذه الحشرة تتميز بمقاومة عالية لهذه المواد، ما يجعل المكافحة صعبة. كما أنها تختبئ في أماكن محمية، ويغطي جسمها إفراز شمعي أبيض، مما يقلل من فعالية المبيدات. علاوة على ذلك، تؤثر المكافحة الكيميائية المتكررة سلبًا على الأعداء الحيوية، مما دفع الباحثة إلى اقتراح المكافحة البيولوجية كبديل واعد لتقليل أعداد الحشرة.
أظهرت الدراسة وجود الطفيل Aenasius arizonensis والمفترس Hyperaspis vinciguerrae كمرافقين للبق الدقيقي. ونظرًا لعدم وجود دراسات كافية حول المفترس Hyperaspis vinciguerrae، ركزت الدراسة على دورة حياته، بالإضافة إلى فحص تأثير درجات الحرارة والرطوبة على نموه. وأظهرت التجارب أن أفضل درجة حرارة لتربية هذا المفترس هي 30 درجة مئوية، حيث لوحظ أن دورة حياته من البيضة إلى العذراء انخفضت إلى 43.8 يوم مقارنة بـ 58 يوم عند درجة حرارة 25 مئوية.
أوصت الدراسة بزيادة أعداد المفترس Hyperaspis vinciguerrae واستخدامه في دراسات مستقبلية تهدف إلى مكافحة البق الدقيقي، مع اختيار درجة حرارة 30 مئوية كأفضل بيئة لتربية هذا المفترس. توفر هذه النتائج أساسًا قويًا لتطوير حلول بيولوجية فعّالة لتقليل أضرار هذه الآفة على المحاصيل الزراعية المختلفة.
وفي نهاية المناقشة، أوصت لجنة المناقشة والحكم بمنح الباحثة درجة الماجستير في العلوم الزراعية “وقاية النبات حشرات اقتصادية”.