بقلم ✍️ مدحت الشيخ
في عصر تتسارع فيه وتيرة الأحداث وتكثر فيه الصراعات وتختلط فيه المعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي فتحت الباب علي مصراعيه للجميع لتقمص دور الصحفي وانتحال صفة الإعلامي بات من الصعب التفريق بين التحليل والتضليل ، الشائعات والمعلومات ، والتي ينتج عنها بالطبع بلبلة الأفكار وخلق جو من الشك والحيرة وتحطيم المعنويات وبث الذعر لزعزعة الاستقرار في مرحلة تتطلب التحقيق والتدقيق في كل ما يطرح علي الرأي العام، نظرا للظروف الراهنة التي تمر بها مصر علي المستويين خارجيا وداخليا.
من المؤكد أن دور الإعلام الأول هو توعية الجمهور وإلقاء الضوء علي القضايا العامة ومناقشة أبعادها، بشكل عام.
يعد الإعلام جزءا أساسيا من حياة المواطن اليومية،
لذا أصبح من الضروري إعادة صياغة المشهد الإعلامي ووضع ضوابط حازمة للحد من التجاوزات مع وضع إستراتجية إعلامية تقوم علي مراعاة القواعد المهنية والوطنية تمكن الإعلام من أداء دوره في نشر المعلومات ومناقشة الأوضاع بما لا يضر الأمن القومي ، مع ضرورة الاعتماد علي المصادر المعتمدة فقط في القضايا الرسمية بين الدولة وأي دولة أخري والالتزام بالبيانات الرسمية فقط .
هذا بالإضافة إلي عدم الانسياق إلي ما تروجه وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الغير مسئولة.
علاوة علي ضرورة إلزام الجهات المسئولة بعدم التعامل مع منتحلي الصفة للحد من الفوضى مع تفعيل القوانين للحد من انتشار الظاهرة التي لم تعد خافية علي أحد مع العمل علي تطوير المؤسسات الصحفية والإعلامية بما يتواكب مع متطلبات العصر بالإضافة إلي تدريب الكوادر الموجود بشكل مستمر لتقديم إعلام. قوي ومسؤول.
كما يجب العمل علي إعادة الثقة في الإعلام المصري مما يساعد علي غلق الباب أمام القنوات والمنصات المعادية وما أكثرها، فالإعلام بلا شك اقوي أسلحة العصر لقدرته علي تشكيل الأفكار والمعتقدات ،والتي بطبيعتها تحرك الشعوب وتؤثر في المجتمعات.
إنه أقوي من آلة الحرب بكل أشكالها وكافة أنواعها ،بالفعل نواجه آلة إعلامية خارجية جبارة نجحت في شل قدرة البعض علي التفكير عبر طوفان متدفق من الأخبار والمعلومات والتحليلات ، منها ما هو صحيح ومنها ما هو كاذب ومصطنع لتأجيج الحروب النفسية وغسيل الأدمغة واستبدال المفاهيم بمفاهيم تتوافق مع مصالحها .
انه مخطط شيطاني بدأ ونما وتوحش الآن.
فاليقظة مطلوبة مع ضرورة تدشين إعلام وطني قوي قادر علي التصدي للهيمنة الإعلامية الخارجية التي باتت خطرا واضح المعالم.