يبدو حتي الان ان مشروع جاني اينفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم والذي يسعي من خلاله لإقامة بطولة كأس العالم كل عامين يعاني من ولادة متعسرة بسبب كثرة الاصوات المعارضة لهذا الاقتراح وكان البيان الرسمي والحاسم الذي اصدره مؤخرا اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم بمثابة صدمة لرئيس الفيفا حيث اكد الاتحاد الأمريكي رفضه القاطع لمشروع اقامة المونديال كل عامين لانه لايري فيه اي مزايا او مكاسب فنية يمكن ان تسهم في تطوير كرة القدم اللعبة الشعبية الاولي في العالم
كانت المفاجأة الكبري التي لم يتوقعها اينفانتيو ورجالاته في الفيفا ان البيان تضمن قرارا حاسما بمقاطعة منتخبات دول امريكا الجنوبية العشر الاعضاء بالاتحاد للمونديال وعدم المشاركة فيه اذا ما تقرر اقامة البطولة كل عامين بدلا من اقامتها كل اربع سنوات وهو النظام المعمول به حاليا منذ انطلاق اول مونديال عام 1930 من القرن الماضي بأورجواي
المثير للدهشة ان هذا البيان الرافض لمشروع الفيفا الجديد والذي حسم فيه اتحاد أمريكا الجنوبية موقفه بشكل نهائي جاء بعد ايام قليلة من انتهاء الجولة الترويجية لمشروع المونديال الجديد بالقارة الأمريكية والتي شهدت قيام اينفانتينو بزيارة خمس دول بالقارة الامريكية الجنوبية في منتصف شهر اكتوبرلاقناع مسؤولي اتحاداتها المحلية والاتحاد القاري بجدوي المشروع الجديد وكيف انه سيحقق الكثير من العدالة لكل بلدان العالم للمشاركة في بطولة كأس العالم كونه يقام كل عامين و هو ما يمثل حافزا كبيرا لتطوير الساحرة المستديرة في تلك البلدان حول العالم باسره
وكانت المفأجاة غير المتوقعة انه عقب انتهاء تلك الجولة الترويجية لرئيس الفيفا صدر هذا البيان الصادم ليؤكد فشل زيارته الميدانية في الحصول علي دعم دول قارة أميريكا الجنوبية
الواقع يؤكد ان اينفانتيو منذ تربعه علي عرش الفيفا حقق الكثير من النجاحات في سعيه المستمر للنهوض باللعبة سوف يذكرها له تاريخ الساحرة المستديرة لعل ابرزها قراره بزيادة عدد الدول المشاركة في نهائيات كاس العالم الي 48 دولة بدلا من 32 دولة و هو ما يجعله يحظي بدعم و تأييد وشعبية كبيرة لدي دول قارتي اسيا وافريقيا كونهما اكبر المستفيدين من هذه الزيادة وهم ايضااصحاب اكبر كتلة تصويتية في الجمعية العمومية للفيفا بالإضافة لقيامه بادخال تقنية الفار للحد من الاخطاء التحكمية في المباريات .. الخ
وفي تطور اخر لموقف الاصوات المعارضة لمشروع مونديال العامين اعلنت النقابة العالمية للاعبين المحترفين رفضها لهذا المشروع الجديد للمونديال والذي قام باعداده الخبير الفرنسي ارسن فينجر المستشارالفني الحالي للفيفا والمدير الفني التاريخي لنادي الأرسنال الإنجليزي سابقا
اكدت النقابة العالمية للاعبين المحترفين رفضها علي لسان الامين العام للنقابة جوناس باير هوفمان ” المانيا ” والذي اضاف ان هذا المقترح سوف يزيد من الضغوط البدنية و الذهنية والنفسية علي اللاعبين بسبب مشاركتهم في بطولات مع انديتهم ومنتخبات بلادهم علي المستويين المحلي والقاري طيلة العام .. كما ان هذا المشروع لم يراع ان هؤلاء اللاعبين لديهم حياة اجتماعية ولابد من حصولهم علي فترات راحة كافية مثل اي انسان .. وبالتالى لايجب التعامل معهم علي انهم آلات
امام هذه التطورات الاخيرة والموقف النهائي لدول أميريكا الجنوبية و تحفظ الاتحاد الاوروبي ” الويفا ” علي المشروع دون ان يحسم قراره بالموافقة او الرفض حتي هذه اللحظة بسبب تباين الاراء داخل القارة العجوز مابين مؤيد ومعارض فان الواقع يؤكد ان اينفانتينو يستطيع ان يخرج منتصرا في هذه المعركة اذا ماطرح مشروع مونديال العامين للتصويت في اجتماعات الجمعية العمومية للفيفا مستفيدا من مساندة الكتلة التصويتية الاكبر التي تمتلكها بلدان قاراتي اسيا و أفريقيا والتي ستؤيد المشروع كونه يصب في مصلحة دول القارتين في المقام الاول .. هذا اولا .. وثانيا : ان زعيم الفيفا يحظي بشعبية وثقة كبيرة داخل القارتين الصفراء والسوداء منذ قراره التاريخي بزيادة عدد الدول المشاركة في نهائيات كاس العالم زيادة بلغت 16 منتخبا جديدا علي ان يتم تطبيق هذا القرار اعتبارا من مونديال 2026 والذي سيقام بمشاركة 48 منتخبا لاول مرة في تاريخ البطولة وهو المونديال الذي تنظمه ثلاث دول : الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك
ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا بقوة في حال تحقق حلم اينفانتينو فهذا يعني ببساطة ان يقام مونديال عام 2028 بدون اثنين من اقطاب الساحرة المستديرة وامهر لاعبيها علي سطح المعمورة و هما البرازيل صاحبة الرقم القياسي في الفوز ببطولة كأس العالم خمس مرات والارجنتين بطل المونديال مرتين فهل يمكن لاحد ان يصدق او يقبل هذا الواقع ..؟ وهل ما سوف نشاهده انذاك سيكون كأس عالم حقيقة ..؟ الاجابة بالطبع لا .. وألف لا .. !!