كتب – د.خالد محسن
تعقد كلية الدارسات الأفريقية العليا بجامعة القاهرة حلقة بحثية وسيمنارا علميا موسعا حول (التحديات المائية فى القارة الأفريقية، وسبل المواجهة) يوم الاثنين القادم الساعة الخامسة مساء بقاعة المؤتمرات بالكلية ، يحاضر فيه أ.د عباس شراقي الأستاذ بجامعة القاهرة والخبيرالدولي للموارد المائية.
وأكد د.شراقي أن المحاضرة ستناقش تداعيات أزمة سد النهضة ،وستعرض لآخرالمستجدات والمخاطرالمستقبلية للسد،وتوقعات مسارالمفاوضات تحت مظلة الاتحاد الأفريقي.
يذكر أن د. شراقي أعاد نشر ملخص ورقته البحثية المهمة بصفحته الرسمية علي الفيسبوك حول الأضرار المتوقعة لسد النهضة ،وإحتمالية إنهياره ، والتي عرضت بمؤتمر بجامعة القاهرة مايو2011 بعنوان “ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ ومستقبل علاقات مصر بدول حوض النيل” بمعهد البحوث الأفريقية (30 – 31 مايو 2011)، ومن أضرار سد النهضة كما جاءت فى الورقة:
١ – التكلفة العالية التي تقدر ب ٤,٨ مليار دولار والتي من المتوقع أن تصل إلي ٨ مليار دولار.
٢ – إغراق حوالي نصف مليون فدان من الأراضي الغابات، والأراضي الزارعية القابلة للري والتي تعد نادرة في حوض النيل الأزرق في تكوين بحيرة السد، مع عدم وجود مناطق أخري قريبة قابلة للري.
٣- إغراق بعض المناطق التعدينية لكثير من المعادن الهامة مثل الذهب والبلاتين والحديد والنحاس وبعض مناطق المحاجر.
٤- تهجير نحو ٣٠ ألف مواطن من منطقة البحيرة.
٥ – قصرعمر السد والذي يتراوح بين ٢٥ إلي ٥٠ عاماً نتيجة الأطماء الشديد (٤٢٠ ألف متر مكعب سنوياً)، وما يتبعه من مشاكل كبيرة لتوربينات توليد الكهرباء، وتناقص في كفاءة السد تدريجياً.
6- زيادة فرص تعرض السد للانهيار، نتيجة العوامل الجيولوجية، وسرعة اندفاع مياه النيل الأزرق، والتي تصل في بعض فترات العام (شهر سبتمبر) إلي ما يزيد علي نصف مليار متر مكعب يوميا، ومن ارتفاع يزيد علي 2000م نحو مستوي 600م عند السد، وإذا حدث ذلك، فإن الضررالأكبر سوف يلحق بالقري والمدن السودانية، خاصة الخرطوم، التي قد تجرفها المياه بطريقة تشبه السونامي الياباني 2011.
7- زيادة فرصة حدوث زلازل بالمنطقة التي يتكون فيها الخزان، نظرا لوزن المياه التي لم تكن موجودة في المنطقة من قبل في بيئة صخرية متشققة من قبل.
8- التوترالسياسي بين مصروإثيوبيا بسبب هذا المشروع.
9- فقد مصر والسودان لكمية المياه التي تعادل سعة التخزين الميت لسد النهضة، والتي تتراوح بين 5 و 25 مليارم3 حسب حجم الخزان، ولمرة واحدة فقط وفي السنة الأولي لافتتاح السد، نظرا لأن متوسط إيراد النيل الأزرق نحو 50 مليارم3 سنويا.
كما أشارد. شراقي أنه نظرا للتحديات الجيولوجية والجغرافية السابقة في دول منابع النيل، فإن أكثر ما يناسبها نمط الزراعة المطرية، ولذلك يجب أن يزداد التعاون بين دول الحوض من أجل تقدم هذه الزراعة والإستفادة القصوي من مياه الأمطار، كما أن المشروعات المائية الكبري لا تناسب دول المنابع، نظرا لتكلفتها العالية للتغلب علي الظروف الجيولوجية، وزيادة نسبة تعرضها للانهيار، نتيجة الفيضانات والتشققات الصخرية والزلازل، وعدم إمكانية نقل المياه وتوزيعها في حالة تخزينها، والحل الأمثل هو التوسع في إقامة سدود صغيرة متعددة الأغراض (كهرباء ومياه شرب وزراعة بسيطة) لكي تخدم أكبرعدد من المدن أوالقري التي يستحيل نقل المياه إليها من أماكن أخري.
وأوضح في ورقته البحثية السالفة أن سد النهضة (الألفية) الإثيوبي ،والذي يقال إنه سوف يخزن أكثر 67 مليار متر مكعب، ليس في صالح إثيوبيا للأسباب سابقة الذكر، وأن الهدف من ورائه هو سياسي بالدرجة الأولي، ليجمع رئيس الوزراء الإثيوبي الشعب من حوله، والفوز بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية، وشغلهم عن ثورات الإصلاح التي بدأت في الانتشار في بعض الدول الإفريقية والعربية.