بقلم ✍️ د. لمياء محسن
(دكتوراه الإذاعة والتلفزيون ـ كلية الإعلام جامعة القاهرة )
منذ الإعلان عن برنامجه الجديد “مدفع رمضان”، أثبت محمد رمضان مجددا أنه ليس مجرد نجم جماهيري، بل عقلية تسويقية حادة الذكاء، قادرة على استثمار الشعبية وصناعة المحتوى الذي يخاطب قاعدة عريضة من الجمهور.
هذا البرنامج ليس استعراضا لقدراته كمقدم أو ممثل، بل هو مساحة تُسلَّط فيها الأضواء على أحلام وطموحات الفئات التي نادرا ما تجد مكانا لها في الدراما والسينما أو حتى البرامج التليفزيونية.
البرنامج قائم على فكرة بسيطة لكن مؤثرة وهي: استبدال الجوائز التقليدية بأحلام حقيقية تخص المواطنين العاديين.
هنا، لا يتنافس المشاركون على سيارات فارهة أو جوائز نقدية ضخمة، بل على أشياء أكثر بساطة ولكنها مصيرية بالنسبة لهم (كشك صغير يغير حياة أسرة، ثلاجة تحفظ الطعام لعائلة، فرصة لأداء العمرة أو الحج، جهاز عروس يضمن “ستر البنت”، أو حتى مصاريف زواج مؤجل بسبب الظروف).
هذه ليست مجرد جوائز، بل أحلام مؤجلة لسنوات، تتحقق أمام أعين المشاهدين بلمسة درامية عاطفية.
يعرف محمد رمضان جمهوره جيدا، ويدرك أن نجاحه لم يكن يوما قائما على الفئات النخبوية، بل على القاعدة العريضة من الناس البسطاء، الذين يرون فيه نموذجا للصعود من القاع إلى القمة.
ومن خلال “مدفع رمضان”، لا يُقدِّم فقط الترفيه، بل يمنح هؤلاء صوتًا وصورة على الشاشة، في وقت تركز فيه المسلسلات والأفلام على حياة الطبقة الوسطى وما فوقها، بينما تبقى معاناة البسطاء خارج الكادر.
يستغل رمضان العاطفة الجمعية للشهر الكريم، حيث التعاطف والتكافل في ذروتهما، ليُعيد صياغة علاقة النجم بجمهوره، فيتحول من مجرد ممثل إلى صانع أمل.
هذه ليست مجرد مسابقة، بل رسالة ضمنية تقول إن النجم الحقيقي في البرنامج ليس محمد رمضان، بل هؤلاء الأشخاص وأحلامهم الصغيرة التي تستحق أن تُروى.
قد يختلف البعض مع أسلوب رمضان في الترويج لنفسه، لكن لا يمكن إنكار قدرته على قراءة السوق والمزاج الجماهيري بذكاء. “مدفع رمضان” ليس مجرد برنامج، بل انعكاس لفلسفة نجومية قائمة على البقاء داخل وجدان الجمهور، لا من خلال الاستعراض، بل عبر تحقيق أمنيات من اعتادوا على الانتظار.