وردٌ تفتَّح فى عيون الشَّمس…
همهمَ …غرَّدا
مصرُ العظيمة موطنى
وسنابل القمحِ المضيئةِ والنَّدى
نيلٌ يشعُّ الكون نورًا
ظلَّ يجرى بالهدى
هذا أبو الهول الَّذى …
قهر الرَّدى
إنْ سال دمع كنيسةٍ…
فبكفِّ مسجدها الحنون …
دنا… ليمسحَ حزنَها…
وبكفِّه …
تنداح أحقاد العدا
نام الأمانُ على القلوب…
نام الأمانُ على البيوت …
نام الأمانُ على الصَّدى
النَّبض قربانٌ لها …
روحى فدا
تبَّتْ يدا من خان عهد حبيبتى …
تبَّتْ يدا
من قال إنَّ القتل دينٌ…
من زيَّف الأحلام أو من عرْبدا
من أشعل النَّار الَّتى…
قد هاجمت …
نورًا بدا
سقط القناع …
وبان قبحٌ قد تشكَّل …
كيد شيطان الرَّدى
مِنْ أجل من ؟!
ذبحوا البلابل …
أخذوا الخيانة معبدا
تبَّتْ يدا …
من يذبحون الورد…
من يخنقون الحلم…
باعوا الضَّلالة بالهدى
الليل ينهش فى الجفون …
والدَّمع سال على الغصون…
وبعدها رفَّ النَّدى…
صبحٌ بدا …
هى مصرنا …
نورٌ تشكَّل فى المدى
هى مصرنا …
عيسى يقبِّل أحمدا
هى مصرنا …
النِّيل يجرى بالخلود …
يزفُّ صبحاً خالدا
هى مصرنا …
هى زهرة الأوطانِ…
وهى العيون السُّمر فى وجهِ الحسان
بانتْ عروس البحر …
فكَّت ضفائرها
بانت تجرُّ الرِّيح خلخالا…
فى عشقها …
لا تنتهى أحزانى
هى مصرنا …
جاءت ترشُّ الكون نورًا
جاءت ترشُّ الكون عطرًا…
هى مصرنا …
طوق النِّجاة …وقبلة الحيران
هى مصرنا …
وهى الحضارة فاخرت
رصدت عيون الشَّمس فرعون الدَّقائق والثَّوانى
هى يوسفُ…
والسُّنبلات الخضر فى سبعٍ سمانِ
موسى وقد ألقى العصا
يا حسرة الشَّيطانِ!!
عيسى أتى …
روح الإله…
بدربها …
يرتاح فى أمن بها وأمانِ
هى مصرنا…
هى مهبط الأديان…
يوماً تجلَّى الَّله من عليائِهِ…
فبأىِّ آلاء الجمال تكذِبانِ
يوماً تجلَّى الَّله من عليائِهِ…
فبأى آلاء الجلال تكذِّبانِ
هى مصرنا…
هى دمع هاجر بالصَّفا…
هى مريم الأحزانِ
هى نبض مارية الوفا…
بمحمَّد العدنانِ
هى راحةٌ للأمِّ من بحر الضَّياع…
وموجةٌ…
رفَّت على عين العزيز…
رؤيا يدندنها المدى
كانت نجاة الأرض فى…
سبعٍ سمانِ
هى مصرنا…
شريان هذا الكون…
درع العروبة…
رشفة الظَّمآنِ
فى مصر مقبرة الغزاةِ…
ولعنةٌ…
للظُّلم والعدوانِ
هى مصرنا …
تعلو ونحن أسودها
تعلو ونحن حماتها…
لن تنْحنى …
ما دامت الأرواح فى الأبدانِ