نفى محمد بكر، مدير مدرسة الشهيد رائد طيار محمد عادل شبل الثانوية بالباجور، ما تم تداوله حول وقوع أي حوار أو تعنيف أو إهانة من وزير التربية والتعليم، محمد عبد اللطيف، تجاه مدير الإدارة التعليمية بالباجور، أسامة أحمد البسيوني، أثناء زيارة الوزير للمدرسة أمس الإثنين.
وأضاف بكر أن هذه الادعاءات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية الإلكترونية لا أساس لها من الصحة، قائلاً: “كل ما رأيته هو أن مدير الإدارة كان واقفًا خلف الوزير، ولم أسمع أي حديث، وأثناء دخولي المدرسة مع الوزير، لم أر مدير الإدارة داخل المدرسة إطلاقًا، أشهد الله العظيم أنه لم يحدث أي نوع من المشادات أو الحوار بين الوزير ومدير الإدارة، فقد تعامل الوزير معنا بكل أدب واحترام، وكان محبًا ومعاملته مع جميع طلاب المدرسة كانت كأب حنون، حتى أن أحد المدرسين، “طلب خاطر”، مدرس حصة بالمعاش، طلب من الوزير التقاط صورة تذكارية مع الطلاب داخل أحد الفصول، وعلى الفور، بابتسامة، توجه الوزير لالتقاط الصورة وضحك مع الطلاب، كما أجرى حوارًا معهم ومع المدرسين واطلع على كراسات التقييم وتحضير الدروس، وفي نهاية الزيارة، طلب مني أن أجمع طاقم العاملين بالمدرسة لالتقاط صورة تذكارية معهم، مبديا سعادته بما شاهده من التزام بين الطلاب والمدرسين، وأثنى على الجميع، حتى بعد انصرافه، أشاد بالعملية التعليمية في المدرسة على صفحة الوزارة.”
أشاد مدير المدرسة بدماثة أخلاق مدير إدارة الباجور التعليمية الراحل، وأكد أنه كان شخصًا ملتزمًا ومتفانيًا في عمله، وابتسامته التي لم تفارقه أبدًا، وكان بمثابة الأخ الأكبر للجميع، وأوضح أن مدير الإدارة الراحل كان قد تواجد بالمدرسة على رأس وفد من قيادات الإدارة والموجهين في حوالي الساعة الثامنة والربع صباحًا يوم الإثنين للاطمئنان على تجهيز مكتبة المدرسة استعدادًا للاجتماع مع مدرسي اللغة الفرنسية المزمع عقده يوم الخميس المقبل.
وأضاف بكر: “أثناء مرورنا بالطريق، فوجئ البسيوني باتصال هاتفي يُخبره بوجود الوزير في مدرسة بي العرب، فغادر المدرسة بمفرده متوجهًا للإدارة معتقدًا أن الوزير قد وصل إليها.”
وأشار بكر إلى أن مدير الإدارة كان في صحة جيدة وكان مبتسمًا أثناء تواجده بالمدرسة، وفي حوالي الساعة العاشرة إلا الربع، بعد مغادرة الوزير المدرسة، فوجئ باتصال هاتفي يخبره بأن مدير الإدارة في العناية المركزة بمستشفى الباجور التخصصي، وبعد فترة قصيرة تم إبلاغه بوفاته.
وأضاف مدير المدرسة أن محمود الشيخ، مسئول الأمن، والعامل ياسر النويشي، أمن البوابة، كانا متواجدين أمام المدرسة أثناء وصول الوزير، ونفيا حدوث أي حوار أو مشادة أو عنف من الوزير تجاه مدير الإدارة أثناء تواجدهما أمام المدرسة.
من جانبه، قال الدكتور محمد صلاح، وكيل وزارة التربية والتعليم بالمنوفية، عبر صفحته على الفيسبوك: “أمس كان لدينا حدث جلل لا يتكرر كثيرًا، وهو وفاة الزميل أسامة البسيوني، مدير عام إدارة الباجور التعليمية، بعد زيارة وزير التعليم لمدارس الإدارة مباشرة، انشغلنا في إجراءات الدفن، واليوم تم التواصل مع عائلة المرحوم للاطمئنان عليهم بحكم الزمالة، اليوم أرى أهمية توثيق شهادة حق، اتصل بي مكتب الدكتور أحمد المحمدي مساعد الوزير للتخطيط الاستراتيجى والمتابعة، وطلب مني إعطاء رقم موبايل الدكتور المحمدي لمدير عام إدارة الباجور وتوجيهه للاتصال به.”
أضاف وكيل الوزارة: “بالفعل اتصل البسيوني بالدكتور المحمدي ولم يرد عليه، وبعد ذلك اتصل بي البسيوني وأخبرني أنه توجه إلى مدرسة على خط سير الزيارة، والتقى بالدكتور المحمدي، ودار بينهما حوار تم تلخيصه في توجيه الدكتور المحمدي اللوم لمدير إدارة الباجور، وطلب منه مغادرة المكان والتوجه إلى الوزارة فورًا، أخبرني البسيوني هاتفيًا أنه لم يغادر المكان مباشرة، وانتظر، ثم عاد الدكتور المحمدي مرة أخرى ووجه له اللوم، وطلب منه مغادرة المكان والتوجه إلى الوزارة حالًا.”
قال الدكتور محمد صلاح: “هذه هي محتويات المكالمة بيني وبين الزميل العزيز، ونفس الحوار تقريبًا تم مع زميل آخر قام البسيوني بالاتصال به قبل وفاته وحكى له نفس الكلام، وهذه شهادة حق أحاسب عليها أمام الله وأمام زميلي يوم نجتمع جميعًا أمام الله، رحم الله الزميل العزيز وأسكنه فسيح جناته.”
كان “البسيوني” قد أصيب بأزمة قلبية حادة عقب زيارة وزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف للمنوفية صباح يوم الإثنين، حيث تفقد عددًا من المدارس التابعة لإدارة الباجور، بحضور الدكتور أحمد المحمدي، مساعد الوزير للتخطيط الاستراتيجي والمتابعة، إثر ذلك تم نقله إلى مستشفى الباجور التخصصي، حيث وصل قسم الاستقبال بتوقف مفاجئ في عضلة القلب أدى إلى هبوط حاد في الدورة الدموية وتوقف الوظائف التنفسية. وتم عمل إنعاش لعضلة القلب وتركيب أنبوبة حنجرية وإعطائه بعض الأدوية، إلا أنه لم يستجب، وفشلت محاولات الأطباء في إسعافه، وفاضت روحه إلى خالقها وسط حالة من الحزن والذهول.
بعد ذلك، سادت حالة من الحزن والغضب بين أوساط المعلمين في كافة المحافظات، خاصة في المنوفية، إثر نشر خبر وفاة “البسيوني” على صفحات التواصل الاجتماعي.
وفي أجواء حزينة، شيع الآلاف من أهالي كفر السنابسة والقرى المجاورة بمركز منوف، وكذلك مركز الباجور بمحافظة المنوفية، جثمان “البسيوني”، يتقدمهم الدكتور محمد صلاح، وكيل وزارة التربية والتعليم، وكافة قيادات المديرية ومديرو عموم الإدارات التعليمية بالمنوفية، عقب صلاة الجنازة عليه عصر أمس بمسجد الخلايلة بقرية كفر السنابسة، وتم دفنه بمقابر العائلة في مسقط رأسه بالقرية.
ونعى اللواء إبراهيم أبو ليمون، محافظ المنوفية، وكافة القيادات التنفيذية بالمحافظة، في بيان رسمي، أسرة الفقيد، كما نعاه الدكتور محمد صلاح، وكيل وزارة التربية والتعليم وجميع العاملين بقطاع التعليم بالمحافظة عبر الصفحة الرسمية لمديرية التربية والتعليم، مشيدًا بإخلاصه وتفانيه في العمل، مؤكدًا أن الراحل كان نموذجًا يُحتذى به في الأخلاق والالتزام المهني والإداري.