دشن الدكتور أحمد عكاوي، رئيس جامعة جنوب الوادي، اليوم، مشروع “التميز في التعليم العالي” بالجامعة، وذلك بحضور فريق عمل المشروع برئاسة الدكتور طارق الكاشف، مدير مركز ضمان الجودة بالجامعة، وبمشاركة أعضاء مركز ضمان الجودة ووحداته في الكليات المختلفة.
وأكد الدكتور أحمد عكاوي أن المشروع يهدف إلى إعداد خطة رئيسية شاملة (Master Plan) لتحسين مصادر التعليم والتعلم داخل الجامعة. وتشمل هذه الخطة حصرًا دقيقًا لكافة مصادر التعليم المتوفرة، مثل قاعات المحاضرات، المعامل المخصصة للطلاب، الكتب الدراسية، المواد الخام، المستلزمات التعليمية، والكيماويات، إلى جانب تقييم ما هو متاح منها وما تحتاجه الكليات والبرامج المختلفة، وفقًا لمعايير الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد. وأوضح أن الهدف من هذا الحصر هو تمهيد الطريق نحو توفير بيئة تعليمية حديثة، جاذبة، وممكنة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس، تسهم في تعزيز عمليتي التدريس والتعلم الذاتي، خصوصًا لطلاب المرحلة الجامعية الأولى.
كما أشار رئيس الجامعة إلى أن المشروع يسعى كذلك إلى دعم كفاءة وكفاية أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم، من خلال مراجعة نسبة أعضاء هيئة التدريس إلى أعداد الطلاب على مستوى الجامعة والكليات والبرامج الدراسية. ويتضمن ذلك أيضًا دراسة مدى ملاءمة تخصصات أعضاء هيئة التدريس لتخصصات المقررات الدراسية، ومدى شمولها لكافة التخصصات الفرعية المتعلقة بالبحث العلمي، وذلك بهدف تحقيق تغطية علمية متكاملة تواكب التقدم الأكاديمي.
وأشار الدكتور عكاوي إلى أن المشروع يتضمن جانبًا مهمًا يتمثل في رصد وتقييم مستوى التميز لدى أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم بالجامعة، عبر حصر الحاصلين منهم على الجوائز العلمية وبراءات الاختراع والابتكار، بالإضافة إلى جوائز التميز في مجالات التدريس والتعليم والتعلم. ويأتي ذلك في إطار السعي إلى تعزيز ثقافة التميز والابتكار داخل المجتمع الأكاديمي بالجامعة.
ويولي المشروع اهتمامًا خاصًا بتطوير نظام متكامل لإدارة شؤون الطلاب، يتيح ميكنة كافة الخدمات المقدمة لهم، مثل سداد المصروفات الدراسية إلكترونيًا، وتداول البيانات الشخصية بأعلى درجات السرية، وإجراء التحويلات من وإلى الجامعة، بالإضافة إلى تنظيم عمليات تلقي التظلمات الطلابية، وجمع آرائهم واقتراحاتهم. ويهدف ذلك إلى إنشاء كيان مؤسسي متخصص يُعنى بإدارة جميع شؤون الطلاب بكفاءة واحترافية، بما يواكب التحول الرقمي الذي تسعى إليه الدولة في قطاع التعليم العالي.
وفي إطار متصل، يهدف المشروع إلى حصر وتوثيق مستويات إنجاز الطلاب في مختلف كليات وبرامج الجامعة، من خلال متابعة وتحليل نسب النجاح والرسوب على مستوى المقرر والفرقة والبرنامج الدراسي. ويساعد ذلك في تحديد الطلاب المتعثرين دراسيًا وتقديم الدعم الأكاديمي والطلابي المناسب لهم، كما يسهم في التعرف على الطلاب المتفوقين والعمل على رعايتهم بشكل يعزز قدراتهم ويصقل مهاراتهم.
ويتضمن المشروع كذلك خطة لتدريب أعضاء هيئة التدريس على إدارة العملية التعليمية بكفاءة شاملة، تتضمن جميع مفردات المنظومة التعليمية، من تدريس وتقييم ومتابعة الأداء الأكاديمي، بالإضافة إلى تنمية مهاراتهم في تقديم الدعم للتعلم الذاتي لدى الطلاب، والمساهمة في تطوير بيئة تعليمية تفاعلية محفّزة للإبداع والتفكير النقدي.
ويركز المشروع أيضًا على دراسة وتحليل مجموعة من مؤشرات الأداء الرئيسية في العملية التعليمية، مثل معدل نجاح الطلاب في السنة الدراسية الأولى، ومعدل انسحاب الطلاب من الدراسة، ومعدل توظيف الخريجين. وتُعد هذه المؤشرات أدوات أساسية لتقييم فعالية النظام التعليمي وتوجيه عمليات التطوير المستقبلية.
من جانبه، صرح الدكتور طارق الكاشف، رئيس فريق عمل المشروع ومدير مركز ضمان الجودة، بأن أولى فعاليات المشروع ستبدأ يوم الثلاثاء المقبل من خلال تنظيم ورشة عمل توعوية موجهة إلى السادة عمداء الكليات ووكلائهم، بالإضافة إلى الأمناء ومديري وحدات الجودة، وذلك للتعريف بأهداف المشروع وخطواته التنفيذية. وستُخصص الورشة لشرح منهجية حصر مصادر التعلم وآليات التنفيذ داخل كليات وبرامج الجامعة.