تنظم مكتبة الإسكندرية، من خلال قطاع التواصل الثقافي، ندوة ثقافية لمناقشة أحدث أعمال الكاتبة الهولندية الشهيرة مينيكه شيبر بعنوان “الأرامل”، وذلك غدا الثلاثاء، من الساعة الخامسة حتى السابعة مساءً، في قاعة C بمركز مؤتمرات المكتبة.
يشارك في الندوة المترجم عبد الرحيم يوسف، مترجم الرواية إلى العربية، ويدير الحوار الكاتب والناقد منير عتيبة، وسط حضور متوقع لعدد كبير من المهتمين بالأدب العالمي والترجمة وأدب المرأة.
تُعد مينيكه شيبر من أبرز الكاتبات الأكاديميات في أوروبا، وهي روائية ومفكرة هولندية درست اللغة الفرنسية والفلسفة بجامعة أمستردام الحرة، كما تخصّصت في النظرية الأدبية والأدب المقارن في جامعة أوتريخت. بدأت حياتها المهنية بتدريس اللغة الفرنسية والأدب الإفريقي، وكانت أطروحتها التي قدمتها عام 1973 لنيل الدكتوراه أول رسالة في هولندا تتناول الأدب الإفريقي، وهو ما شكّل انطلاقة قوية لمسيرتها الأكاديمية والأدبية معًا.
تعمل شيبر حاليًا باحثة في مركز جامعة لايدن للآداب والفنون في المجتمع، لكنها متفرغة بشكل أساسي للكتابة والتأليف. وتُعرف بتنوع كتاباتها التي تمزج بين البحث الأكاديمي والسرد الأدبي، خاصة في مجالات الجسد، وأدب المرأة، والحكايات الشعبية، والموروثات الثقافية.
وقد نُشرت أعمالها بعدة لغات، وصدر لها بالعربية عدد من الكتب المهمة، منها: “إياك والزواج من كبيرة القدمين: النساء في أمثال الشعوب” (2008)، “المكشوف والمحجوب.. من خيط بسيط إلى بدلة بثلاث قطع” (2017)، “ومن بعدنا الطوفان.. حكايات نهاية البشرية” (2018)، “تلال الفردوس.. تاريخ الجسد الأنثوي بين السلطة والعجز” (2020)، وأخيرًا روايتها “الأرامل” التي صدرت عام 2022.
ورغم شهرتها العالمية، إلا أن اهتمام شيبر بالأدب الإفريقي وأدب المرأة جعل منها صوتًا نقديًا وثقافيًا مؤثرًا، ومرجعًا مهمًا في تحليل الأمثال والحكايات والأساطير، خاصة تلك المتعلقة بالنساء في الثقافات المختلفة. وقد تعاونت في بعض أعمالها مع باحثين ومترجمين من أنحاء متفرقة من العالم، مما منحها منظورًا واسعًا عابرًا للحدود.
وإلى جانب كتاباتها الروائية والأكاديمية، تكتب مينيكه بانتظام في عدد من الصحف والمجلات الثقافية في هولندا وخارجها. ومن بين أبرز مؤلفاتها: “المسرح والمجتمع في إفريقيا” (1982)، “ما وراء الحدود: النص والسياق في الأدب الإفريقي” (1989)، “أصل كل الشرور: أمثال ومقولات إفريقية عن النساء” (1991)، “في البدء لم يكن هناك أحد: كيف جاء أول الناس إلى العالم” (2010)، و*”آدم وحواء في كل مكان: أول شخصين في اليهودية والمسيحية والإسلام”* (2012).
تأتي هذه الندوة في إطار حرص مكتبة الإسكندرية على استضافة الرموز الثقافية العالمية، وتعزيز الحوار الثقافي بين الحضارات، وإتاحة الفرصة للجمهور العربي للتفاعل مع الأدب العالمي من خلال الترجمة والنقاش المباشر مع صانعيه.