في ظل التحديات الاجتماعية والصحية التي تواجه المناطق الحدودية، تبرز مبادرة “دِرَايَة” كنموذج تنموي واعد يسعى إلى بناء مستقبل أكثر أمانًا لأطفال وأهالي محافظة الوادي الجديد، عبر تمكين الأمهات وتقديم الدعم التثقيفي اللازم لهن لرعاية وتنمية أطفالهن من اليوم الأول وحتى سن التاسعة.
أُطلقت المبادرة بمركز بلاط بقيادة الشاب أنس خالد عبدالله، ضمن برنامج “تنمية أبناء الصعيد والمحافظات الحدودية” المُنفذ تحت إشراف مجلس الوزراء ووزارة الشباب والرياضة، لتكون نقطة انطلاق نحو تأهيل الأمهات وتمكينهن من اكتشاف أي خلل أو تأخر في نمو أطفالهن بشكل مبكر.
وأكد أنس عبدالله، مؤسس المبادرة، أن “دِرَايَة” انطلقت في العاشر من مارس الماضي، وحققت نتائج ملموسة، أبرزها تدريب 22 رائدة ريفية على البرنامج التثقيفي للتدخل المبكر، بالإضافة إلى تنفيذ ورش تدريبية شاركت فيها 96 أمًا لتعليمهن مهارات التربية المبكرة.
وأشار إلى تنفيذ نشاطات ميدانية استهدفت 45 طفلًا من خلال 45 أسرة في 4 قرى بمركز بلاط، بالتعاون مع 6 مراكز شباب ساهمت في نشر الوعي المجتمعي، إلى جانب عقد 9 ورش تدريبية لتحفيز التفكير النقدي والمشاركة المجتمعية.
وأشاد سلامة علي، رئيس مركز ومدينة بلاط، بفكرة المبادرة وإمكانية توسيع نطاقها، مؤكدًا أهمية الشراكات مع الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني مثل الوحدة المحلية، وإدارات الشباب والرياضة، والتربية والتعليم، والتضامن الاجتماعي، بالإضافة إلى معهد بلاط الأزهري.
وأعرب الأهالي عن امتنانهم للمبادرة التي طرحت فكرًا تربويًا جديدًا يسهم في تحسين جودة حياة الأطفال، ويعكس التزام المجتمع بتوفير بيئة صحية وتعليمية آمنة للأجيال القادمة.
وتطمح “دِرَايَة” إلى التوسع مستقبلًا في باقي المحافظات، لتصبح نموذجًا يحتذى به في التثقيف والتوعية المجتمعية، إيمانًا بأن بناء جيل واعٍ يبدأ من تمكين الأسرة.