أعلن المركز المصرى للدراسات الاقتصادية، نتائج أول تحليل تفصيلى من نوعه للطلب علي الوظائف فى السوق المصرى يتضمن كل تفاصيل الوظائف المطلوبة فى جميع أنحاء الجمهورية،وذلك بهدف المساهمة فى تحقيق التوافق بين مهارات الراغبين فى العمل، وما تبحث عنه الشركاتمن خلال فهم كامل لطبيعة الطلب لأنه المحرك الأساسى، برعاية البنك الأهلى المصرى، وذلك خلالندوة موسعة عبر الإنترنت.
وقال عمر مهنا رئيس مجلس إدارة المركز ، إن هذا التحليل التفصيلى هو الأول من نوعه، حيث أنهلا يتوافر أى بيانات حول ما تطلبه الشركات من وظائف، فى حين يوجد بيانات تفصيلية عنالخريجين، وهو ما نتج عنه بطالة هيكلية أى زيادة فى كل من العرض والطلب دون أن يلتقيان ،لافتا إلى أن هذا التحليل يستفيد منه كل من الباحثين عن وظائف، أو مهن أو حرف، والطلاب فىكل مستويات التعليم فنى أو جامعى، فضلا عن الشركات التى تبحث عن عاملين، وصناع القرارعلى كل المستويات.
قال هشام عكاشة رئيس مجلس إدارة البنك الأهلى المصرى،ك أن البنك ينظر إلى سوق العمل منجانبين، الأول يتعلق بموظفيه، والثانى عملائه، وهو ما يستدعى دراسة الاحتياجات والتغيراتالتى تتعرض لها الوظائف، وتحديد الوظائف ومجالات العمل المطلوبة فى ظل المتغيراتالتكنولوجية الهائلة التى غيرت سوق العمل بشكل كامل خاصة فى فترة ما بعد الكورونا.
وأشار عكاشة إلى أن عدد خريجى الجامعات يقدر بنحو 600 ألف خريج سنويا، ولكن لو نظرناإلى عدد الملتحقين بمرحلة رياض الأطفال فهو يبلغ حاليا نحو 2.5 مليون طفل سنويا، وهو ماينذر بفجوة هائلة بين الخريجين والوظائف التى توفرها سوق العمل مستقبلا، وهو ما يجبالاستعداد له من خلال توجيه الطلبة لتحديد الأهداف بشكل مبكر، وتأهيل فكرهم لاختيار المجالاتالتى يحتاجها سوق العمل المصرى، والأسواق بالدول المحيطة، لأن مصر من الدول الهامة فىتصدير العمالة.
من جانبها قالت الدكتورة عبلة عبد اللطيف، المدير التنفيذى للمركز أن التحليل يتضمن الوظائفالمطلوبة للفئات المهنية والحرفية والفنية، وتم تجميع البيانات من خلال منصات التوظيفالموثوقة عبر الإنترنت خلال فترة ثلاثة أشهر من يونيو – سبتمبر 2021 التى تعد المستقبل فىمجال التوظيف، وسيتم تحديث التحليل بشكل ربع سنوى، وستعلن نتائج الربع القادم فى فبراير2022، وهو ما سيمكن من قراءة التغييرات خلال فترة المقارنة والتعرف على مدى رد فعل السوقعلى السياسات الاقتصادية، وشمل التحليل تفاصيل الطلب فى 6 أقاليم جغرافية تمثل كافةمحافظات الجمهورية.
وأكدت عبد اللطيف أن كافة البيانات يتم عرضها بشكل تفاعلى يسهل تحليلها عبر لوحة بياناتعلى منصة تفاعلية متاحة للجميع، مشددة على أهمية ترجمه نتائج التحليل والبناء عليها فىسياسات التعليم، واتخاذ القرار الذى يحقق تقليل الفجوة بين العرض والطلب فى سوق العمل.
وعرض فريق عمل المركز أهم نتائج التحليل، والذى أظهر أن إجمالى عدد الوظائف المطلوبة خلالعام بشكل تقريبى يقدر بنحو 250 ألف وظيفة سنويا، وهو ما يقل عن عدد الخريجين سنويا.
ويوفر التحليل بيانات تفصيلية للتوزيع النسبى لوظائف كل فئة على حدة، موزعة وفق النوع،والعمر، والتوزيع الجغرافى، ونوع الدوام، ومجالات العمل، والقطاعات.
وحول أكثر المجالات طلبا فى سوق العمل حاليا من فئة “ذوى الياقات البيضاء“، جاء مجال خدمةودعم العملاء بنسبة 18.9%، يليه تكنولوجيا المعلومات والبرمجيات بنسبة 12.9%، فى حين أنالمجال الأقل طلبا هو السياحة والسفر بنسبة 0.01%، وجاء أكثر قطاع طلبا للوظائف هو قطاعالبرمجيات بنسبة 9.1%، وأقل المجالات طلبا جاءت الصحافة وأسواق المال بنسبة 0.006% لكلمنها، وتعد محافظة القاهرة هى الأكثر إنتاجا للوظائف من هذه الفئة بنسبة 71% من إجمالىالوظائف على مستوى الجمهورية، فى حين أن الاسماعيلية هى الأقل توفيرا للوظائف بنسبة0.03%، ولم يعلن عن أى وظائف فى محافظة شمال سيناء خلال فترة الدراسة.
أما ما يتعلق بفئة “ذوى الياقات الزرقاء“، فيعد مجال التسويق والمبيعات هو الأكثر طلبا بنسبة40%، ولكن يختلف هذا النوع من المبيعات عن فئة ذوى الياقات البيضاء، فهو أغلبه مبيعاتخارجية وكاشير، ولا تتطلب هذه الوظائف تعليم عالى بخلاف ذوى الياقات البيضاء التى يتطلبنسبة 100% منها تعليما عاليا على الأقل، فى حين أن المجال الأقل طلبا هو التربية والتعليمبنسبة 0.3%.
وتعد وظائف “ذوى الياقات الزرقاء” بشكل عام أقل تركزا على المستوى الجغرافى، ويتفوق الوجهالبحرى على الإسكندرية بخلاف الوضع بالنسبة لذوى الياقات البيضاء، ويستحوذ إقليمالعاصمة على حوالى 71.6% من الوظائف التى يتم خلقها وهو الأكبر على الإطلاق، وفى المقابلتعد المحافظات الحدودية هى الأقل إنتاجا للوظائف