قصة عائلة أمريكية جاءت لمصر.. للتعلم بالأزهر
كتب – حسام حسين:
«بذلت جهدًا كبيرًا في البحث عن مكان لأعلم أبنائي القرآن الكريم وجئنا إلى مصر خصيصًا حينما شاهدنا فيديوهات عن مدرسة الإمام الطيب لتعليم القرآن الكريم للطلاب الوافدين، لم أتصور أنني سأحظى بلقاء شخصي مع الشخصية الدينية المقربة إلى قلوب جموع المسلمين في العالم»، بهذه الكلمات بدأ الأب الأمريكي حسن محمود حديثه فى لقائه مع فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.
تقول د. نهلة الصعيدي، رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين بالأزهر،: «منذ شهر تقريبًا تلقينا تسجيل هذه الأسرة من خلال خدمة التقديم الإلكتروني في موقع المركز الرسمي من السيد حسن محمود، الذى أبدي فيه رغبته للحضور إلى مصر لإلحاق أبنائه للدراسة لدينا في مدرسة الإمام الطيب حديثة العهد التي تم افتتاحها منذ فترة قصيرة، وكان الرد بالترحيب على أن يتم اتخاذ كل الاجراءات اللازمة لاستقبال الأبناء في المدرسة، ولم يبد الأب أي اعتراض».
أضافت: بعدها بأيام فوجئت بزيارة من الأسرة بعد وصولها إلى مصر، حيث حرص الأب والأم والجد على استثمار وقت أولادهم في مصر من أول يوم لهم، وجاءوا لاستكمال أوراق التقديم واتخاذ كل الإجراءات».
قالت إن هذا المشهد استوقفني كثيرًا وأثار فضولي ودفعني لتوجيه أسئلة مباشرة لرب الأسرة: كيف عرفت مدرسة الإمام الطيب؟ ولم اخترتم السفر والقدوم إلى مصر في حين أن هناك العديد من المراكز الإسلامية التي توفر مدارس لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم؟ ورد الأب: عرفنا مدرسة الإمام الطيب من خلال بعض الفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وأضاف الجد: أن أمانة تنشئة الأطفال وتربيتهم تربية سليمة هي أصعب قرار يتخذه الأب والأم، لذا كان لزامًا علينا أن نبحث عن مكان موثوق فيه، يقدم العلم الشرعي على نحو يرضي الله ورسوله، ولم نجد أفضل من الأزهر الشريف لإرسال أبنائنا إليه؛ ليتعلموا فيه، فهو مصدر ثقة المسلمين الأجانب خاصة في الولايات المتحدة، ونلجأ إليه كلما انتابنا شعور الحيرة في أمر من الأمور الشرعية، ولما كانت مدرسة الإمام الطيب من رحم الأزهر الشريف وتحت رعايته، فلم نتردد عن المجيء إلى مصر لتعليم أبنائنا فيها وتعليمهم اللغة العربية في رحاب الأزهر الشريف.
قالت د. نهلة الصعيدي: «حينما استمعت لهذه العبارات وبعد انتهاء حديثي مع الأسرة الأمريكية، شعرت بالفخر بالانتساب لهذه المؤسسة العريقة، وتحمست لإخبار فضيلة الإمام الأكبر عما جرى في هذه المقابلة، وفوجئت بطلب الإمام الأكبر مقابلة الأسرة لتشجيعهم وطمأنتهم على مستقبل أبنائهم.. وبالفعل رافقت الأسرة في زيارتها لشيخ الأزهر الذي رحب بنا بحفاوة تلاشت معها حالة الرهبة والخوف التي انتابت الأسرة قبل دخول مكتب فضيلة الإمام الأكبر.
يقول الجد: «أحسست أنها ليست المقابلة الأولى التي ألتقي فيها فضيلة الإمام الأكبر، فسرعان ما ذاب جبل الرهبة بداخلنا للوقوف أمام أعظم شخصية دينية؛ فقد تبادلنا حديثا هو أشبه بحديث الأب مع أبنائه».
وبدت الأم في حيرة من أمرها؛ بين الصمت والاستمتاع بهذه اللحظات التي يتحدث فيها الإمام الأكبر، وبين الحديث والتعبير عما يجول بخاطرها، ولكنها آثرت الحديث عن الصمت، فعبرت بكلمات عفوية: «نريدك معنا في كل مكان، نريد أن نستأنس بك في أمريكا، هلا حققت حلمنا وأنشأت هذه المدرسة في كل الدول حول العالم حتى لا يتحمل من لا يقدر عناء السفر والمشقة، نثق في الأزهر ونحب فضيلتكم ونقدركم ونحترمكم ونعلم ما تبذلونه لخدمتنا وخدمة أبنائكم المسلمين في شتى بقاع الأرض».
قال فضيلة شيخ الأزهر: «جئتم إلى مصر، وتحملتم عناء ومشقة السفر والانتقال، فاسمحوا لي أن أقدم لكم شيئًا بسيطًا وأرجو أن تقبلوه مني، اسمحوا لي أن يتكفل الأزهر بمنحة دراسية للابن الأكبر زياد، يدرس خلالها على نفقة الأزهر الشريف، ونوفر له مسكنًا في مدينة البعوث الإسلامية، يتعرف فيها على أصدقاء جدد من مختلف دول العالم».