كتب- عثمان الدلنجاوي
أطلقت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والمعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة اليوم، مبادرة كن سفيرًا كدفعة متخصصة للإعلاميين والصحفيين بحضور د.أحمد كمالي نائب وزيرة التخطيط، د.شريفة شريف المدير التنفيذي للمعهد القومي للحوكمة، د.حسين أباظة مستشار وزيرة البيئة وخبير أممي.
وقال د.أحمد كمالي نائب وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية إن الهدف من عقد مبادرة كن سفيرًا يتمثل في نشر التوعية المجتمعية بالتنمية المستدامة والأهداف الأممية، فجاء التفكير في مبادرة توعوية تتوجه خاصة للشباب.
وأشار كمالي إلى إطلاق ٢٧ تقريرًا حول توطين أهداف التنمية المستدامة على مستوى المحافظات، مؤكدًا أهمية الجهود الخاصة بالتوطين، موضحًا أن مصر الدولة الوحيدة في المنطقة التي اتخذت ذلك التوجه بإصدار تلك التقارير، كما أشار كمالي إلى مبادرة حياة كريمة والذي يمثل جزء من عملية توطين أهداف التنمية المستدامة، متابعًا أن المبادرة تم وضعها ضمن المبادرات الرائدة في الأمم المتحدة التي تعزز أهداف التنمية المستدامة.
وأكد د.أحمد كمالي أن الأشهر القليلة القادمة ستشهد حدث هو الأول على مستوى العالم بإطلاق تقرير التمويل من أجل التنمية والذي يطلق لأول مره على مستوى دولة ، موضحًا أن التقرير كان يطلق دائمّا على مستوى العالم، حيث سيشمل التقرير تمويل أهداف التنمية المستدامة بجميع أبعادها.
وخلال الجلسة الأولى بعنوان مجهودات وزارة التخطيط نحو الاستدامة، أشار د.أحمد كمالي إلى تحديث رؤية مصر ٢٠٣٠ والتي تمثل النسخة الوطنية من الأجندة الأممية، حيث تم إطلاقها في ٢٠١٦، موضحًا أن مصر من أوائل الدول التي أطلقت رؤية مستمده من الأجندة الأممية، متابعًا أن هناك العديد من المتغيرات السياسية والاقتصادية والجيوسياسية التي ظهرت الأمر الذي دفع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية لتحديث الرؤية.
وأشار كمالي إلى الإصلاح الاقتصادي كأحد أبرز المتغيرات التي طرأت والتي أثرت على الوضع الاقتصادي والذي كان لابد من تضمينها في الرؤية بالإضافة إلى عدد من القضايا المهمة الأخري والتي تضمنت قضية ندرة المياة والوضع الجيوسياسي في المنطقة، فضلًا عن الشمول المالي، مشيرًا كذلك إلى أزمة كوفيد 19 ومالها من تبعيات ليست صحية فقط بل اقتصادية واجتماعية وبيئية، موضحًا أن مصر اتخذت العديد من الإجراءات السريعة لمواجهة تلك الأزمة.
وأكد كمالي أهمية التحول الرقمي والرقمنة، موضحًا أن قضية التحول الرقمي لها العديد من الأبعاد ابتي ترتبط بها كالحوكمة، والدعم مشيرًا إلى أن الرقمنة تسهم في إعطاء الدعم لمن يستحقه باستهداف الفئات التي تحتاج الدعم وتوجيهه التوجيه الصحيح.
وأكد كمالي التزام مصر أمام المجتمع الدولي بتتفيذ الأجندة الأممية 2030، موضحًا أن مصر من ضمن 10 دول فقط التي قدمت ثلاث مراجعات طوعية منذ عام 2016 برصد ما تم انجازه والمؤشرات الخاصة بالتنمية المستدامة، متابعًا أن تنفيذ الأجندة الأممية لا يقتصر فقط على الحكومة بل القطاع الخاص والمجتمع المدني كذلك، مؤكدًا أن التقرير الطوعي يتم تقديمه بمنتهى الصدق والشفافية ليتضمن الانجازات والتحديات كذلك، موضحًا أن التقرير الطوعي لمصر والذي تم تقديمه 2018، تضمن العديد من التحديات التي واجهت مصر كقضايا الزيادة السكانية، وتمويل التنمية وتحدي توفير البيانات، مؤكدًا أن مصر من أفضل الدول في المنطقة تدالتي تمتلك وفرة في البيانات إلا أنه يمثل تحديًا يتم العمل عليه.
وخلال كلمتها قالت الدكتورة شريفة شريف، المدير التنفيذي للمعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة إن مبادرة “كُن سفيرًا” من أهم المبادرات التي أطلقتها وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية بالتعاون مع المعهد، مشيرة إلى أنه تم إطلاق المبادرة في 2020 وتقدم لها ما يفوق 7000 مرشح، وكان الهدف الرئيسي للمبادرة هو تدريب نحو 1100 شاب وشابة خلال العام الأول في الفئة العمرية من 18-35 عام.
أضافت شريف أنه تم تنفيذ البرنامج خلال جائحة كورونا مع مراعاة كل الإجراءات الاحترازية اللازمة، وتم عقد عدد من المحاضرات على المنصة التعليمية للمعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة شملت 12 محاضرة تدريبية، وعدد آخر من المحاضرات مع مجموعة من الخبراء في مجالات البيئة والاقتصاد، وغير ذلك من المجالات، بالإضافة إلى عدد من ورش العمل على منصة Zoom، متابعة أن المرحلة الثالثة من المبادرة شملت برنامج تدريب المدربين TOT ليصبح هؤلاء الشباب مدربين معتمدين في مجال التنمية المستدامة، موضحة أنه تم بعد ذلك تصفية المترشحين واختيار نحو 500 شاب وفتاة كسفراء للتنمية المستدامة.
واستعرضت المدير التنفيذي للمعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة الأعمال والبرامج التدريبية الاخرى التي يقدمها المعهد، والشراكات مع الجهات التعليمية الأخرى الإقليمية والدولية.
ومن جانبه أكد د.حسين أباظة مستشار وزيرة البيئة والخبير الأممي أهمية الدور المحوري للإعلام باعتباره سلطة فعالة في التوعية المجتمعية بالأهداف الأممية ودعم تنفيذ التنمية المستدامة في مصر.
كما تطرق أباظة بالحديث حول الفرق بين النمو الاقتصادي والتنمية، موضحًا أن النمو وحده لا يكفي لحدوث التنمية حيث أن التنمية تتضمن إجراء ٱصلاحات هيكلية في القطاعات كافة.
كما أشار أباظة خلال كلمته إلى تداعيات جائحة كوفيد 19 على مستوى العالم والتي أدت إلى انتقال العديد من المواطنين من الطبقة المتوسطة إلى الفقيرة وفقدان الوظائف، الأمر الذي استدعى اتخاذ العديد من السياسات والتدابير التي تقلل من حدة آثار الأزمة.
وأبرزت أميرة حسام معاون وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية لشئون التنمية المستدامة ومنسق المبادرة دور الصحفيين والإعلاميين كأداة توعية وقناة للتواصل مع الجمهور، ودورهم في نشر ثقافة التنمية المستدامة بين الجمهور من خلال الصحافة والإعلام المرئي والمسموع.