يقدمها عثمان الدلنجاي
اعتمد القرآن الكريم على طبيعة السكّانفي تسميته للتجمعّات السكّانيّة، فإذا كان المجتمع مُتّفقاً على فِكْرة واحدة أو مِهنةٍ واحدة سمَّاه القرآن ” قرية ” و نحن نقول مثلآ : القرية السياحية ، والقرية الرياضية.
وقد حفل القرآن بدلالات ثرية للألفاظ ؛فمثلًا وردت لفظتا “قرية”، و”مدينة” في سورتيْ ” الكهف “و ” يس “،بفروق مدهشة في السورتين، وقد رأينا كيف تتحوّل القرية إلى “مدينة”، في الوقت ذاته،و دون مرور فترة زمنيّة.
يقول الله تعالى في سورة الكهف ” حتّى إذا أتَيا أهْل قريةٍ استطعما أهلها فأبَوْا أنْ يُضَيّفوهمَا فوجدا فيها جداراً يُريد أنْ يَنْقضّ فأقامَه “( الآية 77) ، ثم قال تعالى عنها : “و أمّا الجدار فكان لِغًلامَيْن يتيميْن في المدينة “(الآية 82)..و الأمر ذاته ورَدَ في سورة يس : ” و اضْربْ لهم مثلاُ أصحاب القرية إذْ جاءها المرسلون “(الآية 13)، ثم قال تعالي عنها في موضع آخر : “و جاء منْ أقصا المدينة رجلٌ يسعى “(الآية 20)..فكيف انقلبت “القرية ” إلى ” مدينة ” ببلاغةٍ مدهشة ؟!
نعود إلى سورة الكهف : فعندما اتّفقالمجتمع على “البُخْل ” عندها سمٌّاه القرآن الكريم ” قرية “..وفي سورة يس عندما اتّفقوا على الكُفْر سماها أيضاً ” قرية “.
و مثالٌ آخر :عندما اتّفق قوم لوط عليه السلام على معصية واحدة قال تعالى : ” و نجيَّناه من القرية التي كانت تعْمل الخبائث “(الأنبياء:الآية 74).
و عِندمـا يُطلق القرآن الكريم مُسمّى “مدينة” يكون المجتمع فيه الخير و فيه الشر ّ، أو يكون سكّانه في عداء مع بعضهم البعض.
و الدليل على ذلك أنّ القرآن الكريم أطلق على ” يثرب ” اسم ” مدينة “؛ و ذلك لوجود منافقين و صحابة مؤمنين بالمجتمع نفسه ، فقال تعالى : ” و مِن أهل المدينة مردوا على النفاق “(سورة التوبة :101).
و ( مِن ) هنا تفيد التبعيض أي : و من بعض أهل المدينة، لذلك لم يردْ في القرآن الكريم أنّ الله سبحانه قد أهلك “مدينة”، بل يُهلك القرى الكافرة تماماً؛ أي يأتي الهلاك عندما يعمّ الكُفر في المجتمع..نعود لسورة الكهف :عِندما أضاف “العبد الصالح ” للمجتمع الفاسد، و أضاف الوالدين “الصالحَين ” إلى المجتمع البخيل.أصبح المجتمع “مدينة ” ولم يعُدْ “قرية “..و كذلك في سورة يس،عندمـا أسلم أحد الأشخاص، أصبحت [ القرية ] الكافرة [ مدينة ] فيها الكفر، و فيها الإيمان.
لذلك قلب القرآن الكريم التسمية فوراً و بالحَدَث ذاته منْ [ قرية ] إلى [ مدينة ] حيث قال في بداية القصة “و اضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون”(يس: الآية13 ) فلما أعلن أحد أهلها إسلامه سماها مدينة : “وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى”(الآية:20)..سبحان من جعل القرآن الكريم آية و معجزة،وجعل تدبره نعمة و متعة لا تنقطع.
أخطاء لغوية شائعة
يقولون: هذا الأمر الغير صحيح. والصواب:هذا الأمر غير الصحيح.
يقولون. حاز على إعجابي. والصواب حاز إعجابي.
يقولون: حوالي ألف صفحة. والصواب: نحو ألف صفحة.
يقولون: حج إلى بيت الله الحرام. والصواب: حج بيت الله.
يقولون: أينما تكونون نكون. والصواب: أينما تكونوا نكن.
يقولون: أنت بمثابة أبي. والصواب: أنت مثل أبي.
يقولون: الأهرامات. والصواب الأهرام.
يقولون: نوَّه الشاعر في قصيدته بكرهه التعصب الديني. والصواب: أشار إلى كرهه التعصب الديني؛ لأن الفعل نوَّه يعني ما يأتي :
- نوَّه به: دعاه بصوت مرتفع.
- نوَّه الشيء أو به : رفعه، يقال نوَّه بفلان أو باسمه. أي شَهَره، ورفع ذكره وعظّمه. وفي حديث عمر “أنا أوَّل من نوَّه بالعرب”.
(ج)نوَّه بالحديث : أشاد به وأظهره.
- نوَّهه : سدَّ خَصاصته ( فقره وسوء حاله ).
نوَّهه الأكل : نجع فيه.
يقولون: يتنافسون على الأمر، والصواب تنافسوا في الأمر، أو تنافسوا الأمر؛ أي تسابقوا فيه وتباروا دون أن يلحق بعضهم الضرر ببعض ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) (المطففين: آية 26).
يقولون انتقص من حقه، أو من قدره. والصواب: انتقص حقه، أو انتقصه حقه.
- طرائف لغوية
يقال إن اللغة ظلمت المرأة في خمسة مواضع ؛فإذا كان الرجل على قيد الحياة فيقال عنه إنه حي. أما المرأة فيقال إنها ” حية ” أي ثعبان .وإذا أصاب الرجل في قوله أو فعله فيقال عنه إنه “مصيب”. أما المرأة فيقال إنها ” مصيبة “.وإذا تولى الرجل منصب القضاء فيقال عنه “قاضٍ ” أما المرأة فيقال عنها قاضية ، والقاضية هي المصيبة العظيمة. أما إذا أصبح الرجل عضوًا في أحد المجالس النيابية فيقال عنه ” نائب ” والمرأة ” نائبة” ..والنائبة هي أخت المصيبة .
وإذا كان للرجل هواية فيقال عنه ” هاوٍ ” ، أما المرأة فيقال عنها هاوية؛ وهي أحد أسماء جهنم، والعياذ الله .
قاعدة نحوية
نون الوقاية
هي نون مكسورة تفصل بين ياء المتكلم وبين الفعل. وسميت بنون الوقاية لأنها تقي الفعل من الكسر الذي ينشأ عن إلحاق ياء المتكلم به.
حركتها: الكسر وعند إعرابها نقول: حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب مثل :شكرني المعلم ،سألني أبي ،خذني معك،أعطني الكتاب،لم يزرني صديقي ،ينصحني أخي بالاجتهاد.
ويجوز اتصال نون الوقاية بالحروف الناسخة في حالة اتصال ياء المتكلم بها مثل “إنني،أنني ،كأنني،لكنني،ليتني،لعلني”.