عقدت وحدة استشراف المستقبل بكلية الآداب جامعة المنيا ندوة بعنوان في رحاب كتاب” تحت رعاية الدكتور عيد عبدالواحد عميد الكلية وإشراف الدكتور أسماء محمد عبدالحميد وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة وتناولت الندوة مناقشة اهم الموضوعات المطروحة في كتاب استشراف المستقبل المعد من قبل الدكتور عيد عبدالواحد علي و الدكتور وائل صلاح السويفي بقاعة المناقشات بالكلية
حيث بدء الدكتور عيد عميد الكلية بافتتاح الندوة وبدء حديثه قائلاً : لم يعد التعليم بمؤسساته بمأمن من التحولات و المستجدات العالمية بفرصها و مخاطرها، لذا فهو مطالب بتنظيم القدرات الفردية و المجتمعية للتعامل مع المستقبل؛ حتى نتفادى الأزمات التي ستمر بالمنظومة التعليمية، و حتى لا نجد أنفسنا مضطرين فجأة لإحداث تغيرات لا مفر منها في نظمنا التعليمية و بدون سابق تخطيط. فخياراتنا الإستراتيجية تتحدد منذ اليوم، و إذا لم نبدأ من اليوم في عملية تقويم المنظومة التعليمية و التخطيط الإستراتيجي لها، حيث لا يزال أمامنا فسحة من الوقت للاختيار بين القرارات و البدائل المتاحة لنا الآن بسهولة، فإن التغيير سوف يُفرض علينا سواء أردنا أم لم نرد، و تصبح كل محاولاتنا غير مجدية، و نفاجأ بالوصول إلى نقطة الكارثة.
و الاستشراف بصفة عامة يمكن أن يعرف على أنه “عملية فحص منهجي منظم للمستقبل طويل الأجل، و بناء المسارات المتصورة للمستقبل في مجال ما بشكل يؤكد النظر إلى القادم بنظرة ثاقبة، بغية تصور الواقع الحاضر و استيعابًا للماضي، و يقصد به أيضًا كل اجتهاد إنساني لاستطلاع أحداث الزمن الآتي في المستقبل مستهدفًا تحديد احتمال وقوعها، حيث يتناول أحداثًا لم تقع بعد و يشير إلى فترات زمنية لم تأت بعد، و استشرافًا لمستقبل يوجد في الذهن الواعي، و الخيال الابتكاري و إبداعاته، و الخطط التي يرسمها لاستباق الزمن القادم و محاصرة المشكلات المتوقعة قبل حدوثها وعرض الدكتور وائل صلاح السويفي رئيس قسم المناهج وطرق التدريس أهمية الاستشراف في المجال التربوي من كونه يمنح فرصًا أفضل لإعادة هيكلة نظام التعليم، و وضع أسس واضحة لصيغ الإنفاق المستقبلية على عناصر العملية التعليمية، و تحقيق التطور اللازم في المناهج لتتلاءم مع المستجدات و التطورات التي يشهدها المستقبل، كما تأتي أهميته من كونه يعطي رؤية مستقبلية واعية للمتغيرات العالمية و المحلية في المجالات العلمية و الاقتصادية و غيرها من مجالات الحياة، تؤدي إلى التعامل مع التحديات المحتملة و تأثيراتها المباشرة على التربية، و تحديد الإمكانات الممكنة و الخيارات المتاحة لمواجهة هذه التحديات و التغلب على المعوقات، و التمكن من تطوير التعليم بما يتناسب مع مطالب التنمية البشرية و استدامتها في المستقبل.