كتبت حنان عبدالقادر
انطلقت في أبو ظبي صباح اليوم الأحد أعمال ورشة عمل “إعلام صديق للطفولة”، بتنظيم من المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الإماراتي بالشراكة مع كل من جامعة الدول العربية قطاع الشئون الاجتماعية والمجلس العربي للطفولة والتنمية وبرنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند”، وذلك بحضور ما يقرب من 50 إعلامي من مختلف وسائل الإعلام الإماراتية والمنظمات ذات العلاقة.
أشار الدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية في كلمته في افتتاح أعمال الورشة، والتي القاها نيابة عنه محمد رضا فوزي مدير إدارة البحوث والتوثيق وتنمية المعرفة، أشار خلالها بأن “إعلام صديق للطفولة” شعار عملنا عليه منذ أكثر من عشر سنوات، وذلك ادراكا منا جميعا كشركاء بأهمية الدور المحوري الذي يلعبه الإعلام في حياة الأطفال، وباعتباره شريكا رئيسياً إلى جانب الأهل والمدرسة في العملية التربوية للطفل. مؤكدا سيادته بأنه اذا كان هذا اهتمامنا منذ سنوات بقضية الإعلام وحقوق الطفل، إلا إننا اليوم مطالبين بالمزيد من العمل، بعد كل ما طرأ على المشهد الإعلامي من مستجدات من بينها التطور التكنولوجي المذهل ودخولنا عصر الثورة الصناعية الرابعة وعالم الميتافيرس، بل وجائحة كورونا التي اجتاحت العالم منذ ديسمبر 2019، وكانت سببا في تعاظم نسب التعامل الرقمي خاصة مع حالات إغلاق المدارس والحجر والعزل والإقفال التي مر بها العالم أجمع، والذي معها للأسف شهدنا ممارسات إعلامية غير مهنية تنتهك حقوق الأطفال بشكل يومي… لذا فلازلنا في حاجة للمزيد من التعاون والشراكات من تحقيق شعارنا “إعلام صديق للطفولة”.
في حين أوضحت السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشئون الاجتماعية بجامعة الدول العربية بأن ورشة إعلام صديق للطفولة تأتي تنفيذا لما أقرته توصيات الدورة (25) للجنة الطفولة العربية باستمرار دعم ومساندة قضايا حقوق الأطفال في وسائل الإعلام، بهدف تعزيز وعي الإعلاميين بقضايا حقوق الطفل وحمايته في وسائل الإعلام، مضيفة سيادتها بأنه من هذا المنطلق وبالتعاون مع الشركاء وضعنا منهجا نعمل عليه منذ سنوات للارتقاء بقضايا الطفولة في المجال الإعلامي يرتكز على خطوات عملية يسترشد بها العاملين في المجال الإعلامي، وتقديم نماذج تطبيقية وصولا إلى معالجة ملموسة للانتهاكات المهنية الحاصلة للأطفال في وسائل الإعلام، ومؤشرات لقياس مدى التزام وسائل الإعلام بأخلاقيات المهنة أثناء تناول قضايا حقوق الأطفال في المنطقة، خاصة في ضوء التحولات الهامة التي يشهدها الوطن العربي من عدم استقرار ونزاعات مسلحة والتي لا يعرف حتى الآن مخرجا منها أو المدى الزمني لاستمرارها، إلا إنن نشهد جميعا ونرقب ما افرزته من تداعيات سلبية على الأطفال وأضحت تحكم مسار الحياة في عدد من البلدان العربية اليوم.
في حين أشارت الأستاذة ريم بنت عبد الله الفلاسي أمين عام المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الإماراتي ، ورئيس الدورة الحالية للجنة الطفولة العربية التابغة لجامعة الدول العربية إلى إيمانها الوثيق بأن الإعلاميين ﺳيقومون بتسليط اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓﻲ أﻣﺎن، وﺳﻼم، ورﻓﺎﻫﻴﺔ، وﺳﻌﺎدة، وﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ رﺳﻢ اﻟﺼﻮرة اﻟﻨﻤﻄﻴﺔ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻓﻲ أذﻫﺎﻧﻬﻢ ﻟﻸﺣﺪاث اﻟﺘﻲ ﺗﺪور ﺣﻮﻟﻬﻢ، وﻛﺬﻟﻚ رﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮى وﻋﻲ أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﺻﻨﺎع اﻟﻘﺮار ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻄﻔﻞ، واﻻﺳﺘﺜﻤﺎر اﻷﻣﺜﻞ ﻟﻠﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﺠﻤﻬﻮر ﺑﺤﻘﻮق اﻷﻃﻔﺎل، وذلك بتميز ﻓﻲ ﺻﻴﺎﻏﺔ واﺧﺘﻴﺎر اﻟﻤﺎدة اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻠﻄﻔﻞ. وأكدت سعادتها على أن الطموح ﻫﻮ أن ﻳﻜﻮن إﻋﻼم اﻟﻄﻔﻞ ﻋﺎﻣﻼً ﻣﺴﺎﻋﺪاً ﻓﻲ اﻟﺘﻨﺸﺌﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ، وﻧﺎﻓﺬة ﺗﻄﻞ ﻋﻠﻰ آﻓﺎق رﺣﺒﺔ ﻧﻘﻴﺔ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﻧﻤﻮ اﻷﻃﻔﺎل ﻧﻤﻮاً ﻧﻔﺴﻴﺎً وﻋﻘﻠﻴﺎً، وﺗﺴﺎﻋﺪه ﻓﻲ إﺷﺒﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ وﺗﻬﻴﺌﺘﻪ ﻟﻴﻜﻮن ﻋﻨﺼﺮاً ﻓﺎﻋﻼً ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ.
وكانت الورشة قد شهدت في اليوم الأول تكريم المؤسسات الإماراتية التي فازت بجائزة مؤسسات صديقة للطفولة، والتي نظمتها جامعة الدول العربية خلال عامي 2020 – 2021، وضمت كل من المجلس الاعلى للأمومة والطفولة، ومركز حماية الطفل بوزارة الداخلية الإماراتية، وقناة ماجد، واسم الإعلامي الراحل إبراهيم العابد. على جانب آخر تم تنظيم جلسة للأطفال واليافعين، عبروا خلالها عن رؤيتهم ووجهة نظرهم تجاه أهمية الإعلام خاصة في ظل التقدم التكنولوجي، داعين الإعلام إلى القيام بدوره الفاعل في بناء وتطوير شخصية الطفل، ووضع مصلحته الفضلى فوق كل اعتبار.
كما تم خلال الورشة تقديم جلسة حول الإعلام الرقمي والأطفال، والتي قدمتها الأستاذة دينا دواي مديرة إدارة المرأة والأسرة والطفولة بجامعة الدول العربية، وأشارت خلالها إلى فرص وتحديات الإعلام الرقمي تحت شعار انترنت آمن لأطفالنا، وذلك من خلال الحملة التي نفذتها جامعة الدول العربية بالتعاون مع المجلس العربي للطفولة والتنمية تحت عنوان “ألف جيجا وجيجا” وضمت سلسلة من الفيديوهات للأطفال.
وتضمن اليوم الأول من أعمال الورشة ايضا عددا من الجلسات العلمية التي تناولت عرض لأهداف وتوقعات الورشة لكل من أ.إيمان بهى الدين مديرة إدارة إعلام الطفولة وأ.مروة هاشم منسقة إدارة إعلام الطفولة من المجلس العربي للطفولة والتنمية، وكذلك واقع حقوق وسياسات حماية الطفل في دولة الإمارات العربية المتحدة قدمتها معالي المستشارة لولوة العوضي، والعبارة والرسالة في إعلام الطفولة للدكتور عبد الفتاح السمان المستشار التدريبي والاقتصادي.
من المقرر ان تستمر أعمال الورشة حتى يوم 21 ديسمبر 2021، ويتم خلالها عرض مكونات مشروع المرصد الإعلامي لحقوق الطفل العربي الذي ينفذه كل من المجلس العربي للطفولة والتنمية وجامعة الدول العربية وبرنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند”، من خلال استعراض وكيفية تطبيق المبادئ المهنية لمعالجة الإعلام العربي قضايا حقوق الطفل العربي، وكذا الإشارة إلى ما يتضمنه دليل تصحيح المصطلحات والمفاهيم والصور الخطأ المتداولة حول الأطفال في وسائل الإعلام والمقرر إطلاقه قريبا، تقديم الأستاذ الدكتور عادل عبد الغفار أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة ورئيس الأكاديمية الدولية للهندسة وعلوم الإعلام، إلى جانب عرض لتجارب وخبرات إماراتية في مجال حقوق الطفل والإعلام.