كتب – د.خالد محسن:
أعلن د. عباس شراقي خبير الجيولوجيا والموارد المائية الدولي والأستاذ بجامعة القاهرة أن صورالأقمار الصناعية أظهرت حتي أمس 20 ديسمبر 2021 أنه سد النهضة (محلك سر) ، دون تقدم وليست هناك أية أعمال، منذ انتهاء موسم الأمطارنهاية أكتوبر الماضى، ومازالت المياه تمر من أعلى الممرالأوسط بكميات قليلة حوالى 10 مليون م3/يوم وهى ناتج التصريف من بحيرة تانا البالغ 3.8 مليار م3/سنة، ولا توجد أخبارعن التوربينين الذى كان مقرراً لهما التشغيل فى أكتوبر الماضى، كما أن بوابتى التصريف فى الجانب الغربى مغلقتان حتى اليوم، وبالتالى لا توجد أى أعمال نحو تجفيف الممرالأوسط والتى تعتبر الخطوة الأولى فى الاستعدادات للتخزين الثالث التى لم تبدأ بعد.
وأشارإلي أن إجمالى المياه المخزنة فى سد النهضة بلغت حوالى 8 مليار م3 هى محصلة التخزين الأول (5 مليار م3) العام الماضى، وتخزين هذا العام غير المكتمل (3 مليار م3) عند منسوب حوالى 573 متر فوق سطح البحر.
وقال في صفحته الرسميةعلي الفيسبوك: إن الصراع الداخلى مازال مستمراً رغم إعلان الجيش الاثيوبى إعادة السيطرة على بعض المدن التى وصلتها قوات التحالف بقيادة التيجراى التى أعلنت بدورها سيطرتها مرة أخرى على إحدى المدن الهامة.
وأضاف أن انتصار آبي أحمد في المعارك يأتي كأحد الاحتمالات، وهذا إن حدث فليس معناه أن ينتقم من مصر والسودان، لأنهما لم يتدخلا في الصراع الدائر بأي شكل من الأشكال، كما أنه لا يوجد أي دليل على ذلك وهي اتهامات كاذبة، ورد السودان على هذه الاتهامات، مؤكدا أنه ملتزم بقواعد حسن الجواروعدم تدخله في الشؤون الداخلية لإثيوبيا، كما أن السودان يسيطرالآن على كافة أراضيه الحدودية مع إثيوبيا، والتي دعاها إلى عدم إقحام السودان في صراعها الداخلي.
كما أشارأن آبي أحمد، يلجأ لهذه الاتهامات كي يغطي على هزائمه الداخلية، وقد سمعنا مؤخرا عن سيطرة تيغراي مرة أخرى على إحدى المدن الاستراتيجية والحرب لا تزال مستمرة، وتيغراي ليست عرقية ضعيفة، وكانت تحكم إثيوبيا لقرابة 30 سنة، وكانت كافة القيادات في الدولة من تيغراي، كما حدث اتحاد بينهم وبين 9 فصائل إثيوبية أخرى، أي إن العمليات ما زالت مستمرة، ولكن سنفترض سيطرة آبي أحمد في النهاية وهذا معناه، أنه سيراجع مواقفه، لأن إثيوبيا في هذه الحالة ستصبح دولة منهكة اقتصاديا، وموقفه من سد النهضة لن يكون معاديا أكثر مما هو عليه الآن، رغم ادعائهم بأن مصر هي الطرف الثالث الذي يدعم تيغراي، تلميحا وليس تصريحا، وذلك عن طريق بعض الإشارات، ولا توجد أدلة على تدخل مصر أو السودان في تلك الأحداث، وإقحامهما في ذلك هو للتغطية على هزائم إثيوبيا الداخلية.
ودعا آبي أحمد لمراجعة مواقفه المتعنته، خاصة أن المجتمع الدولي تفهم الموقف من قضية سد النهضة خاصة بعدما شرحت مصرتفاصيلها لجميع الدول، وتمسكها بالمفاوضات والتزامها بضبط النفس، وساعد على ذلك الأحداث الداخلية سواء في إثيوبيا، أو السودان، إضافة إلى وفرة فيضان هذا العام الذي تجاوزحدود المتوسط، وعدم وجود تقدم في أي أعمال من بناء السد، وهو ما أدى لهدوء الموقف المصري.