المزارعون يطالبون بحملات تفتيش يومية على الجمعيات الزراعية لمنع التلاعب
حالة من الاستياء تسيطر على جموع المزارعين بمحافظة قنا، من مركز أبوتشت شمالًا وحتى قوص جنوبًا، نتيجة النقص الحاد في الأسمدة الزراعية واختفائها من الجمعيات الزراعية وتوافرها في السوق السوداء بأسعار مضاعفة .. وأكدوا أن غياب الرقابة على الجمعيات أدى إلى زيادة حجم الأزمة حيث أن مسئولى الزراعة بقنا يكتفون بموقف المتفرج بينما المزارع يصرخ .. دون أن يجد استجابة لصرخاته !
المزارعون في قنا طالبوا بتدخل الأجهزة الرقابية لمتابعة عملية صرف الأسمدة داخل الجمعيات والتى توزع فى بعض المناطق بالمحسوبية، وكذا مراقبة المصانع التى تتعمد عدم تلبية احتياجات المزارعين .. مطالبين أيضًا بإنشاء مصانع للأسمدة في الصعيد ، بإعتبار أن الزراعة هى مصدر الرزق الوحيد لغالبية السكان هناك.
“المساء” رصدت تفاصيل الأزمة ومطالب المزارعين لحل المشكلة وإنقاذ المحاصيل الزراعية من التلف.
قال عاطف عبدالحكم – مزارع – إن غياب دور وزارة الزراعة أدى إلى ضياع الفلاح الذى أصبح مجبرًا على شراء الأسمدة من السوق السوداء وقد وصل سعر الشيكارة إلى ٤٥٠ جنيه، مؤكدًا أن الجمعيات الزراعية في مركزى أبوتشت ونجع حمادى تخدم كل جمعية أكثر من ١٠٠٠ فدان وعددها ما يقرب من ٣٤ جمعية جميعها تخلو من الأسمدة، مشيرًا إلى أن محصول القصب الذى يعتبر عنصر هام في الاقتصاد القومى لأهميته في انتاج السكر والصناعات الأخرى يحتاج الفدان إلى ٢٠ جوال نترات أو ١٢ يوريا مدعم ولكن للأسف لا نجد هذا ولا ذاك ومن المستحيل أن نشترى من السوق السوداء خاصة أن سعر الطن لا يتناسب مع تكلفة الزراعة ولن نتحمل خسائر على حساب أسرنا .
وقال محمد مصطفى فوزى، إن هناك نقص حاد في الأسمدة ونسبة توفيرها في الجمعيات الزراعية لا تتجاوز 3 % ، مشيرا إلى أن المزارعين في مراكز أبوتشت وقوص ونقادة ودشنا وبعض المراكز الأخرى قاموا بتوريد ثمن الأسمدة منذ أكثر من خمسة أشهر ولم يتم الصرف حتى الآن، مطالبا بضرورة أن يكون هناك مندوب من مديرية الزراعة والتموين وكذلك تواجد ممثلي الأجهزة الرقابية أثناء عملية توزيع الأسمدة لضمان صرفها للمزارعين بشكل كامل.
وأشار عبدالسلام محمد، إلى عدم استلامه لأى كمية من مستحقات الأسمدة لزراعات القصب على الرغم من بدء موسم عصر القصب، وكذلك باقى المحاصيل، مؤكدًا أن عدم توافر الأسمدة المدعمة يجبر المزارعين على الاستدانة من أجل توفير الأسمدة من السوق السوداء وهذا سيؤدى إلى ارتفاع أسعار منتجات تلك المحاصيل في الأسواق لأن المزارع لن يبيع بخسارة.
وأضاف فتحى عبداللطيف طه، قائلًا أن المزارعين أصبحوا يعيشون في معاناة مستمرة نتيجة زيادة الديون عليهم، مؤكدًا أن فدان القصب يحتاج لأكثر من ٢٠ جوال نترات، ومع ذلك لم نصرف جوال واحد، ولا نقوى على الشراء من السوق السوداء لأن ثمن الشيكارة يوازى سعر الطن عند التوريد لمصانع القصب حتى بعد الزيادة البسيطة التى تمت قبل أيام بإضافة ٩٠ جنيه على سعر الطن.
وقال على أبورجيلة وقاعود أحمد قاعود، إن أزمة الأسمدة ليست وليدة اليوم، وإنما هى مشكلة قديمة بسبب رفض وزارة الزراعة الاستجابة لمطلبهم بزيادة الكميات المقررة لكل فدان من المحاصيل الزراعية مما يجعلهم مضطرين للشراء من السوق السوداء بأسعار مضاعفة فى الوقت الذى يلتزم البعض بتسميد الزراعات بالكميات التى تصرف لهم ولكن بعد استخدام السماد الناتج عن مخلفات الحيوانات وتسويتها على الأرض قبل زراعتها.
أضاف عبدالحى حسين، قائلًا: أن الموسم الحالى من أسوأ المواسم التى مرت على الفلاح، حيث يعانى جميع المزارعين من عدم استلام ربع كمية الأسمدة المخصصة، وناشدنا جميع المسئولين ولكن لا نجد أدنى استجابة، حتى أصبحت المحاصيل مهددة بالتلف وبيوتنا معرضة للخراب!
وأكد عبدالرافع طحطاوى، أن المزارعين يواجهون ارتفاع أسعار الأسمدة بالبحث عن البدائل من خلال القيام بتسميد الأرض بمخلفات الحيوانات ورشها قبل الحرث حتى تعمل على تخصيب التربة ولا نقوى على الشراء من السوق السوداء بسبب ضيق ذات اليد، خاصة مع ضعف إنتاجية المحاصيل الزراعية، وأسعار السوق السوداء تلتهم جيوبنا، مطالبا بتدخل وزير الزراعة لوضع سياسة زراعية عادلة تضمن وصول الأسمدة لكافة المزارعين حتى لا نترك أراضينا تتعرض للبوار بعد تدمير ما بها من زراعات.
وطالب محمود كساب ومحمد درويش، بالتوسع في إنشاء مصانع الأسمدة في الصعيد بإعتبار أن الزراعة هى مصدر الرزق الوحيد بالنسبة لغالبية الأسر، خاصة أن بعض المصانع تتعمد إذلال الفلاح في ظل غياب دور وزارة الزراعة، كما شدد على ضرورة تدخل الأجهزة الرقابية للتصدى للأزمة ومحاسبة المقصرين بدءا من الجمعيات الزراعية وصولًا إلى أصحاب المصانع.
كما طالب مزارعو قنا بمراقبة كافة الجمعيات الزراعية بمحافظة قنا والتى يصل عددها إلى 162 جمعية زراعية، بواقع 21 جمعية بمدينة دشنا، 26 جمعية زراعية بمركز قنا، و 5 جمعيات زراعية بمركز الوقف ، 8 جمعيات بمركز قفط ، و 7 جمعيات بمركز نقادة، و 34 جمعية بمركز أبو تشت، و 10 جمعيات زراعية بمركز فرشوط، و 27 جمعية بمركز نجع حمادي، و 24 جمعية بمركز قوص.