أولًا ولعلم حضرتك ، وحتى لاتشعلها نارًا، سأبدأ بقصيدة غزل في الأستاذ إسماعيل مختاررئيس البيت الفنى للمسرح، ورغم أن التقاليد الصحفية تمنعنا من استخدام كلمات من عينة الأستاذ، وسيادته، وفخامته، ومعاليه، فسوف استأذن هذه التقاليد وأقول “الأستاذ إسماعيل”، لامانع من أن أرتكب مخالفة صحفية، فكله فى حب الأستاذ إسماعيل مختار يهون.
على المستوى الشخصى أحب هذا الرجل الوقور ،المحترم، أحترمه لفنه وإنسانيته..إسماعيل مختار فنان نظيف اليد ، عف اللسان،ابن بلد، راجل بجد، أحب صحبته وأسعد بلقائه والحديث إليه جالسين..أما الحديث وقوفا فهو يسبب كارثة بالنسبة لشخص قصير مثلى.
مامشكلتى إذن مع الأستاذ الفنان إسماعيل مختار رئيس البيت الفنى للمسرح؟ ربنا مايجيبش مشاكل إن شاء الله.. المشكلة لاتخصنى وحدى ولكنها تخص كل مسرحي و كل مهتم بالمسرح.. فما يفعله الأستاذ إسماعيل مختار الآن من شأنه أن يشعل البيت الفنى للمسرح نارا ،لينطبق عليه قول أمير الشعراء الأستاذ أحمد بك شوقى فى ” مجنون ليلى” امض قيسُ امض جئت تطلبُ نارا/أم تُرى جئتَ تُشعل البيت نارا؟ فقد ورد إليه ، كما ورد لكل المسئولين، منشور من مجلس الوزراء بعدم التعاقد مع أى حد من خارج المؤسسة إلا بعد موافقة جهاز التنظيم والإدارة، والمقصود بعدم التعاقد، كما فهم كل رؤساء المؤسسات التابعة لوزارة الثقافة، عدم التعاقد مع أحد على العمل كموظف فى المؤسسة ، يعنى مثلا الدكتور هيثم الحاج على رئيس هيئة الكتاب لايمكنه التعاقد مع أى مواطن للعمل فى أى من إدارات الهيئة، ولكن، وبما إن هيئة الكتاب مهمتها نشر الكتب فالدكتور هيثم الحاج على يتعاقد كل يوم مع كتاب ومؤلفين..آخرهم العبد لله من كام ساعة.. وإذا لم يتعاقد وينشر يبقى يقفلها ويرجع المنوفية.. نفس الأمر يفعله الفنان هشام عطوة رئيس قصور الثقافة الذى يتعاقد هو الآخر كل ليلة وكل يوم مع مؤلفين لنشر كتبهم ، وكتاب مسرح ومخرجى مسرح لعمل مسرحيات لأهالينا الذين فى أقاليم مصر المحروسة.. وهذه أعمال لايمكن أن يقوم بها موظفو الهيئتين :الكتاب وقصور الثقافة.. وخد عندك كمان الدكتور مجدى صابر رئيس الأوبرا لو حب يعمل حفلة غناء مثلا فلن يستعين بموظفى الأوبرا لتقديم هذه الحفلة وإلا تحولت الأوبرا إلى ساحة قتال وتم تخريط الموظفين المحترمين للوز والبط والديوك الرومى.. لكنه إذا أراد عمل حفلة بدون خسائر حرب فلابد أن يتعاقد مثلا مع الأستاذ على الحجار أو الأستاذة أنغام وهما فى حدود معلوماتى غير موظفين فى الأوبرا.. وح نروح بعيد ليه.. الدكتور عادل عبده رئيس البيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية مقضيها تعاقدات مع مؤلفين ومخرجين وممثلين وموسيقيين، وهذا دليل حيوية ونجاح وليس دليل مخالفة تعليمات الدولة.
كل مؤسسات الوزارة تفعل ذلك ، وهو أمر طبيعى ،وإلا جابوا درفها وقعدوا فى بيوتهم، إلا الأستاذ إسماعيل مختار، أو بمعنى أدق شئونه القانونية التى أفتته بعدم التعاقد مع أى مواطن من خارج البيت الفنى للمسرح..طيب كل مؤسسات وزارة الثقافة فيها مدراء للشئون القانونية وأظنهم تخرجوا فى كليات الحقوق ولم يتخرجوا في معهد سنجر إللى فى شارع شبرا، وكلهم فهموا منشور مجلس الوزراء على النحو الصحيح ولم يحذروا رؤساءهم من التعاقد مع كتاب وفنانين من خارج هذه المؤسسات، إلا الشئون القانونية فى البيت الفنى للمسرح التى حذرت بشدة من التعاقد مع أى كاتب أومخرج أو فنان من خارج البيت وهددت بالويل والثبور وعظائم الأمور.. الويل وعظائم الأمور أعرفها ولكنى للأمانة لاأعرف ” الثبور” هل تفتنا فيها الشئون القانونية بالبيت الفنى للمسرح باعتبارها تعرف مالايعرفه المواطنون الذين على باب الله مثلى
ياأستاذ إسماعيل مختار شئونك القانونية تفسر المنشور بشكل خاطئ وعليها أن تراجع معلوماتها.. ولتعلم أن مهمة حضرتك تقديم مسرح، الدولة تحب النشاط المسرحى وتشجعه وتدعمه،وأنت ترى كيف يهتم منتدى شباب العالم، المنعقد الآن ،بالمسرح وبالفنون عموما.. فلماذا تخالف أهداف الدولة إذن؟ وإذا افترضنا أنك لن تستعين سوى بالعاملين فى البيت الفنى فهل عندك موظف تم تعيينه كمؤلف مثلا.. وحتى لو ظهرت على أحد موظفيك ،وأكيد ستظهر، أعراض التأليف هل سيؤلف لله فى لله كده ولا لابد من التعاقد معه كمؤلف باعتبار أن مهمته فى البيت ليست التأليف ولاحتى التوليف ؟
سؤال أخيرإلى أستاذ إسماعيل مختار: حضرتك وكل موظفى البيت الفنى للمسرح مهمتكم تقديم عروض مسرحية.. يعنى لو البيت بطل عروض يبقى حضراتكم تشتغلوا إيه؟ مهمتكم إيه بالظبط؟
الفنانة الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة: شوفى لنا حل مع الشئون القانونية تبع البيت الفنى إللى عايزة تريح دماغها .. أوربما يكون لها وجهة نظر فى حرمانية المسرح وكده..وإذا كان الأمر كذلك فليتم الإعلان عن توقف النشاط المسرحى فى البيت الفنى للمسرح وتسريح موظفيه لحين منشور آخر.. إيه إللى بيحصل ده؟.