يقدمها عثمان الدلنجاوي
آيات الريح في القرآن الكريم إذا ذُكرت في سياق الرحمة جاءت جمعًا مثل قوله تعالى :
“الله الذي يرسلُ الرياحَ فتثِير سحابًا”..وقوله سبحانه :”وأرسلنا الرياح لَواقِح”..وكذلك قوله:”أن يُرسل الرياحَ مبشراتٍ”.
وحيث ذُكرت الريح في سياق العذاب تأتي مفردةً. انظر إلى قوله تعالى: “فأرسلنا عليهم ريحاً صَرْصَرًا في أيامٍ نحساتٍ”..وقوله تعالى:”وأمَّا عادٌ فَأُهلكوا بريح صَرْصَرٍ عاتيةٍ”..وقوله:”وفي عادٍ إذ أرسلنا عليهم الريحَ العقيمَ”..وقوله تعالى :”حتى إذا كنتم في الفلك وجَرَيْنَ بهم بريح طيبةٍ وفرحوا بها جاءتها ريح عاصفٌ ” (يونس:22).
فقد ذكر ريح الرحمة بالإفراد لوجهين :وجه لفظي للمقابلة؛ وهو ريح العذاب ( ريحٌ عاصفٌ ) وهي مفردة ..ووجه معنوي، وهو أن تمام الرحمة إنما يحصل بوحدة الريح لا اختلافها ، فإن السفينة لا تسير إلا بريح واحدة من جهة واحدة ، وإن اختلفت عليها الرياح تصادمت ، وكانت سببًا في غرقها وهلاكها ، فالمطلوب هنا ريح واحدة ؛ ولهذا وصفها في الآية بأنها ريح طيبة دفعًا للتوهم أن تكون عاصفة .