……………………
عناوين صادمة أقرب إلي اللأدب نراها كل عام بمعرض القاهرة الدولي للكتاب تزين الأرفف تحت شعار مزيف وستارإبداع بلا حدود ..وأصبحنا وأضحينا وأمسينا نعايش وبمرارة سخافات المهذبين..ووقاحات المبدعين.. وصمت العلماء والمفكرين.. ولا مفر في زمن تغيرت فيه القيم وتبدلت المباديء وشاهت الوجوه والرؤي والقناعات!!
وفي كل بلاد الدنيا المتحضر ،تظل معارض الكتب أعراسا تنويرية وملتقيات حضارية لنشر الفكر الراقي والعلوم والثقافه والأدب وخلاصات الإبداع الانساني..ويعرض فيها كل ما هو ثمين يضيف جديدا للمعرفة والرصيد الثقافي الحضاري ، بعيدا عن فكرة الالهاء أو الإغواء والدعاية الكاذبة الموجهة لتزييف الوعي وتغييب المنطق والعقل او جلبا لشهرة زائفة، أو تحقيرا لقيم وأخلاق وأعراف اجتماعية تحت ستار الابداع والتحضر والتنوير…
ولا يليق بمجتمع يتوق ويتطلع للرقي والتحضر أن يسمح لقلة من العابثين أن يطرحوا علينا فكرا شاذا وقحا يشوش الوجدان ، و يقلب موازين المدركات .. ولاعلاقة له بالأدب والإبداع ،ربما يكون قريبا لقلة الأدب والشذوذ الفكري حتي لو ارتدي ثياب الفضيلة والنصح والارشاد.
ولا أدري أين وزارة الثقافة وهيئة الكتاب من هذا التدني والعبث ..ومن سمح لهذه العناوين بالتمرير واعتمدها برقم إيداع وترقيم دولي كي تكون كتبا أو روايات .. ومراجع لبني البشر.
فمن سنوات صدر كتاب بعنوان صادم ربما لجذب الانتباه (التجربة الفكريه لروح أمه.. لكيرلس بهجت) ..وهو عباره عن عدة مقالات مترجمه في علم النفس.
وفي العام قبل الماضي فاجأتنا المذيعة ياسمين الخطيب بكتابها بمعرض الكتاب (ولاد ال……).. عن دار ليان.. وهذا العام أصدرت دار مهذبون كتاب (ولاد ال……..) لمحمد دياب.. لتزين به وجه الثقافة بالمعرض.أي أبداع ظلامي هذا حتي ولو كان نقدا ساخرا.. !!
أي خيبة ومسخ ووقاحة وتطرف..يا معشر المهذبين المصريين.. يا من تعلمون أن الادب والفكرالراقي أهم سبل الارتقاء بالذوق والأخلاق ،ورافد يفيض بالامل ومرآة المجتمع تعكس آلامه وطموحه ،وتطلعاته !!
كل ما اخشاه أن يكون هذا السخف، امتداد طبيعي لزمن الرويبضه حين يتحدث السفهاء ..ويتاجر المقامرون والمتفيقهون ..لطفا بنا ورفقا دعاة الشذوذ الثقافي والجموع الفكري المعاصر، فلن ننتظر منكم غرسا ثقافيا نافعا أو صيبا مفيدا !!
ما نطمح أليه أن تختفي هذه العناوين الهزلية التي تهدف للإثارة والتربح المذموم ،و ضرورة أن يضطلع مسئولي وزاة الثقافة بنتقية هذه العناوين وتطهير معرض القاهرة 2022 من هذا العبث الثقافي وتحصين المجتمع من هذه السخافات، وإنا لمنتظرون!!