اختُتمت فعاليات المنتدى العالمي الثاني لثقافة السلام الذي أقامته مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية برعاية وحضور رئيس دولة مالطا الدكتور جورج فيلا في الفترة 3-4 مارس 2022 تحت عنوان «القيادة من أجل السلام العادل»، بحضور شخصيات سياسية وأكاديمية وثقافية من مختلف أنحاء العالم.
وبدأ المنتدى في يومه الأول بكلمات افتتاحية لكل من رئيس دولة مالطا الدكتور جورج فيلا ورئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم وعبدالعزيز سعود البابطين رئيس مجلس أمناء رئيس جمهورية مالطا، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ألقاها نيابة عنه مايكل فرندو رئيس برلمان مالطا الأسبق، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة عبدالله شاهد حيث شارك بكلمة مسجلة.
بدأت أعمال الجلسة الأولى بعنوان”دور قادة العالم”، وترأس الجلسة رئيس جمهورية مالطا الدكتور جورج فيلا، وتحدث فيها كل من إلير ميتا رئيس جمهورية ألبانيا، وفيجوزا عثماني رئيسة جمهورية كوسوفو، وستيبانميسيتش رئيس جمهورية كرواتيا السابق.
وناقش المتحدثون في هذه الجلسة كيفية الإعلان عن إطلاق «منصة عالمية لقيادة السلام العادل» التي ستشكل آلية سريعة لمنع النزاعات والتوفيق والوساطة في حالات الطوارئ.
وفي اليوم الثاني للمنتدى بدأت أعمال الجلسة الثانية بعنوان “دور المنظمات الحكومية الدولية”، وترأس الجلسة مدير مركز دراسة وممارسة حل النزاعات في جامعة مالطاد.عمرجريتش، وتحدث فيها كل من: د. نايف الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ود. الطيب البكوش الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، ود. سالم محمد المالك المدير العام لمنظمة الإيسيسكو، ود. عبدالقوي أحمد يوسف الرئيس السابق لمحكمة العدل الدولية، وخالد خليفة الممثل الإقليمي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومحمد الشافعيممثل جامعة الدول العربية، ود. ألفريد ج فيلا رئيس جامعة مالطا.
وناقشت الجلسة تحديد أولويات ثقافة السلام العادل وتفعيلها في الأنشطة اليومية، مع أخذ السلوكيات الفردية والاجتماعية بعين الاعتبار، كما ستـنظر في كيفية جعل 2022 عام إطلاق مبادرة «المنصة العالمية لقيادة السلام العادل» والمساعدة في إرساء أُسسها.
ثم الجلسة الثالثة وكانت بعنوان “دور البرلمانيين ومنظمات المجتمع المدني”،وترأس الجلسة رئيس برلمان مالطا أنجيلوفاروجينا، وتحدث فيها كل من: رئيس برلمان المالديف محمد ناشيد، والنائب الأول لرئيس برلمان إستونيا هانو بيفكور، وعضو البرلمان الكوسوفي (رئيس الجمهورية السابق) بهجت باكولي، ورئيس الفريق الاستقلالي بمجلس المستشارين بالمملكة المغربية عبد السلام لبار، وعضو البرلمان الأوروبي الأسبق ستروين ستيفنسون، ومفوض المنظمات التطوعية في مالطا جيسموندساليبا، والرئيس التنفيذي لمؤسسة جسور لأجل السلام جان كريستوف باس.
وتحدث المشاركون عن كيف يمكن للبرلمانات أن تشكل أصواتًا قوية تدافع عن الحاجة إلى إعطاء الأولوية لـ«المنصة العالمية لقيادة السلام العادل» في مناطقهم وبلدانهم وفي جميع أنحاء العالم.
ثم اختُتمت أعمال المنتدى بكلمتين لكل من الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين ورئيس دولة مالطا الدكتور جورج فيلا.
وبدأ البابطين كلمته الختامية بتوجيه الشكر لكل القائمين على إنجاح المنتدى حيث قال: “يقتضي الواجبُ أن أتوجَّهَ إليكم جميعًا بأسمى عباراتِ الشكرِوالتقديرِعلى نجاحِ فعالياتِ هذاالمنتدى الثاني لثقافةِ السلامِ العادل،وهذاالنجاحُ المشتركُ إنماهوثمرةُ صِدقِنَاجَميعًا،وإرَادَتِنَا جميعًا في التعاونِ البنَّاءِ من أجلِ تحقيقِ غايتِنَا النبيلة. وينبغي أيضًا شكرُوتقديرُفريقِ رئاسةِجمهوريةِ مالطابقيادةِ فخامةِ الرئيس جورج فيلا وفريقِ عملِ مؤسستِنَا وكلِّ مَن ساهمَ بشكلٍ أوبآخرَ في تنظيمِ المنتدى والعملِ على نجاحِه”.
وأضاف البابطين”لقدتابعت بانتباهٍ وبسعادةٍ غامرةٍ كلّ مداخلاتِ القادة ِوممثلي المنظماتِ الدوليةِ والبرلمانات والمجتمعِ المدنِي وهي جميعُهَاعلى غايةِالأهميةِ مِن حيثُ التحليل والرؤيةُالمستقبليةُ والمقترحاتُ الإيجابيةُ وانتهيت من ذلكَ إلى ثلاثِ نتائجَ كبرى:
– الأولى: إنَّ السَّلامَ العادلَ حَقّ البَشريَّةِ جَمْعَاء،بَلْ هُوَالحَقُّ الجَامِعُ لِكُلِّ حُقُوقِ الإِنسَانِ،وَمَنْ أَرَادَ مَعرِفَةَ هذاالحَقّ الجَامِعِ – أَيْ السَّلامِ العادلِ – فعَليه أَنْ يَعْرِفَه بِجوهرِهِ وهوالعدلُ.
– الثانية: إنَّ إعدادَ قادةٍ للسلامِ العادلِ من الأجيالِ الشابّةِ والقادمةِ وتَمكينهم من ثقافتِه هوحاجةٌ تاريخيةٌ إنسانيةٌ مُلحَّةٌ يجبُ أن نشرَعَ فيها فورًاودون تأخير،وكلّ تأخيرٍله نتائجُ وخيمةٌعلى مستقبلِ الإنسانيةِ.
والثالثة: إنَّ جهودَنَا من أجلِ تحقيقِ ذلكَ إنماهي جهودٌجماعيةٌ مشتركةٌ تَفاعُليَّةٌ، تختصّ بهامُؤسساتٌ حكوميةٌ ودوليةٌ ومدنيةٌ مُختلفةٌ،ونحن متفقونَ على هذاالتمشي الجماعِيِّ،لذلك لابدَّمِن إيجادِ آليةِ عملٍ مشتركةٍ للتنسيق والتدريب والإعداد للقادةِ وهي”المِنَصَّةُ العالميةُ للسلامِ العادلِ”التي يجبُ أنْ نعملَ على تأسيسِهَا في كلّ الدولِ تكنولوجيًّا.
وفي الختامِ جدّد البابطين التأكيد على التزامه من خلالِ مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية بتأسيسِ هذه المِنصَّةِ العالميةِ للسلامِ العادلِ والعملِ من أجلِ جعلِهَا شاملةً لأغلبِ دولِ العالمِ وشعوبهِ وأنْ يواصلَ الاستثمارَفي ثقافةِ السلامِ العادلِ.