بحر الذكريات
حين نسبح فى بحر الذكريات يخطر على بالنا تلك الأيام الهادئة والجميلة ايام زمان . . كان يسودها الصدق وراحة البال وبساطة الناس وصفاء القلوب والاخلاق الحميدة ؛ واحترام الكبير ؛ومساعدة المحتاج ؛والمحبة الخالصة دون مصلحة ؛ والمعاملة الطيبة ؛ولكن هذا الزمان وهذه الايام طغت فيها المادة ؛وانتشر الخداع ؛وساد الكذب وغاب الحب ؛وانتهت الصداقة الحقيقية .
كما انقرضت القيم الاخلاقية والإنسانية .. رحم الله ايام الماضى الجميل ،حين كنا صغارا و في جيل الصبا والشباب كنا نلعب ونحترم بعضنا ..
كنا صادقين مع أنفسنا.. جميلة هى ايام زمان التى مضت.. ورائعون هم الأشخاص قديما ..
كم كانت الحياة بسيطة، وكنا أكثر فرحا ومرحا. ضحكاتنا كان صوتها اجمل وفرحتنا كان له طعم مختلف عن الآن .
قلوبنا كانت طاهرة . وأفكارنا نظيفة خالية من المكر والعدوانية .. نحن إلى تلك الأيام الهادئة والجميلة إلى بساطتها القديمة .وشخصياتنا التائهة التى تبعثرت وضاعت مع هموم وزحمة الحياة وتغيرت ملامحها ..
نشتاق الى صديق مخلص لا هدف له سوى اسعادنا .. اصبحنا مجرد اسماء مزيفة على شبكة التواصل الاجتماعى والانترنت ، بلا صدق ولا مشاعر .
اصبحنا نمضى وتمضى بنا الايام دون أن نشعر بلذتها ،دون أن نرسم ذكريات جميلة مع الأصدقاء والاحباب ،وكأن الزمن توقف بنا.
ما اجمل الزمن الماضى ،فحين تلتقى بصديق قديم يعيدك إلى طفولتك أو شبابك الذى مضى ستشعر بسعادة وجمال نفسك قديما ،ستتعامل معه كما كنت وليس كما أصبحت ،وهذا هو قمة الوفاء للزمن الماضى الجميلة .
فهل تعود تلك الأيام الماضية ؟فذلك حلم بعيد المنال . فالزمان لن يعود إلى الوراء ؛ والقادم أصعب وأكثر تعقيداً !!.
✍️ محمود جاب الله
(المنيا)